رغم أن البشير كان الضامن الرئيسي لاتفاق السلام في جنوب السودان، فإن جوبا تؤكد أن خطوة عزله لن تؤثر في مسار الاتفاق الذي تم توقيعه العام الماضي بين طرفي النزاع يبدو أن الحراك السوداني سينتقل إلى دولة الجنوب بعد دعوات انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي للخروج في مظاهرات في جوبا وعدد من المدن، تطالب بتنحي حكومة الرئيس سيلفا كير على غرار ما حدث في السودان، والتي أدت إلى إسقاط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير في 11 أبريل الماضي. تأتي تلك الدعوات بعد اتفاق طرفي النزاع في جنوب السودان على إرجاء تشكيل حكومة الوحدة ستة أشهر، حيث وافق الطرفان بالإجماع على تمديد المرحلة ما قبل الانتقالية لمدة ستة أشهر بدءًا من 12 مايو 2019، والتي كان مقررًا فيها أن يتم تشكيل الحكومة. لهجة تحذيرية "نرحب بخروجهم إلى الشوارع، ولكن عليهم مواجهة العواقب، نحن نعلم الذين يقودون هذه المحاولات"، بلهجة تهديد وتحذير علق وزير الإعلام في جنوب السودان، المتحدث الرسمي باسم الحكومة مايكل مكواي، على الدعوة لانتفاضة في الجنوب. وقال المسؤول الجنوبي للصحفيين، أمس، إن حكومته جادة في تنفيذ اتفاق لهجة تحذيرية "نرحب بخروجهم إلى الشوارع، ولكن عليهم مواجهة العواقب، نحن نعلم الذين يقودون هذه المحاولات"، بلهجة تهديد وتحذير علق وزير الإعلام في جنوب السودان، المتحدث الرسمي باسم الحكومة مايكل مكواي، على الدعوة لانتفاضة في الجنوب. وقال المسؤول الجنوبي للصحفيين، أمس، إن حكومته جادة في تنفيذ اتفاق السلام، محذرا من استنساخ الانتفاضة الشعبية التي يشهدها السودان. مكواي طالب الشباب في بلاده باتباع الإجراءات الصحيحة التي تقود إلى الديمقراطية، وقال إن اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة مع المعارضة يدعو إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة بعد ثلاث سنوات هي مدة الفترة الانتقالية، مؤكدا أن أي تغيير في الحكومة لن يتحقق إلا عبر صناديق الاقتراع، وفقا ل"الشرق الأوسط". الاتفاق وعزل البشير بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير الضامن الرئيسي لاتفاقية السلام الموقعة بين الأطراف بأديس أبابا في سبتمبر الماضي، أكدت جوبا أن تلك الخطوة لن تؤثر فى الاتفاق، وأوضحت أن الاتفاق سيصمد لأنه ملك لشعب جنوب السودان، ولن يتأثر بالتحولات الجارية في السودان. المدير التنفيذي المكلف لدى مكتب رئيس جنوب السودان، رزق دومنيك، قال: "لا تراودنا أي مخاوف مما يحدث في السودان من احتجاجات شعبية وعزل الرئيس البشير"، مشيرا إلى أن رئيس بلاده سيلفا كير ميارديت "مهتم بما يجري في السودان ويتابع عن كثب تلك الأحداث"، دون أن يفصح عن موقف الأخير الرسمي من عزل البشير. دومنيك شدد على أن حكومة جوبا ماضية في تطبيق اتفاقية خريطة السلام مع الخرطوم، وذلك وفقا للخريطة المتفق عليها من قبَل الأطراف الموقعة عليها، بحسب "الأناضول". عرض الوساطة مكتب رئيس جنوب السودان سيلفا كير، كشف عن أن الرئيس عرض المساعدة في التوسط في عملية الانتقال السياسي بالسودان بعد سقوط البشير تحت ضغط احتجاجات شعبية على مدى أسابيع. وقال كير إنه مستعد لدعم "الطموحات الديمقراطية" للسودان والمساعدة في عملية انتقال سلمي هناك. وقال آلان بوسويل، المحلل البارز بمجموعة الأزمات الدولية، ومقرها بروكسل: "جوبا قلقة للغاية على مصالحها الشخصية في السودان، رغم أنهما خصمان قديمان، فإن النظامين متداخلان على نحو وثيق". وأضاف أن "السودان يحتاج إلى تدفق النفط من جنوب السودان، كما أن الاتفاقات السياسية لجنوب السودان غالبا ما تمر عبر الخرطوم"، وفقا ل"رويترز". وفي إطار الوساطة تسلم رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رسالة من رئيس جوبا، سلمها وزير البترول إزيكيل لول جاتكوث خلال لقاء جمع الجانبين. تلك الرسالة حملت دعوة للتعاون بين البلدين، وتؤكد أهمية استمرار عمليات التدفق النفطي وإزالة كل المعوقات. وتؤكد دولة الجنوب أن مصلحة جوبا هي أن يعم السلام والاستقرار في السودان وفي جنوب السودان. ويعد الاتفاق الذي وقعه ممثلون للرئيس سيلفا كير مع زعيم التمرد رياك مشار، وعدد من الفصائل هو ثمرة جهود حثيثة لإنهاء النزاع المدمر الذي دخل عامه السادس. لكن الطرفين لم ينجحا في حل عدد من المسائل قبل انقضاء المهلة المحددة لتشكيل حكومة تقاسم السلطة في 12 مايو. واندلعت الحرب في جنوب السودان بعد عامين من استقلاله في عام 2011، على أثر اتهام كير لمشار بالتخطيط لانقلاب ضده، ومنذ توقيع اتفاق السلام الأخير، تراجعت حدة المعارك بشكل كبير، لكنها لم تتوقف. ويرى مراقبون أن خطوات أساسية ينص عليها الاتفاق لم تنفذ بعد، مثل تشكيل جيش موحد والاتفاق على كيفية إدارة الأمن في العاصمة.