على هامش حضورنا عرض "شباك مكسور" على مسرح الطليعة، التقينا مع الفنانة القديرة نادية شكري، لتحدثنا عن دورها في العمل، وذكرياتها أثناء مشاركتها في "العيال كبرت". "سوسو هتسكر وأنت هتمز يا أبو سوسو.. بنتك هتشتغل رقاصة ما شاء الله يا رمضان.. أحيه يا أبو سوسو أحيه".. لا أحد منًا ينسى هذه الجمل الحوارية التي وردت على لسان الفنان القدير الراحل سعيد صالح، وغيرها من روائع كوميديا العمل المسرحي التاريخي "العيال كبرت" (1979)، إخراج سمير العصفوري وتأليف سمير خفاجي وبهجت قمر، ومن المعروف أن كل من شاركوا في العرض رحلوا عن دنيانا، كالأبطال: أحمد زكي، يونس شلبي، حسن مصطفى، وكريمة مختار، ويتبقى واحدة فقط، وهي شقيقة "العيال" الصغرى "سحر- سوسو" التي قدّمت دورها الفنانة نادية شكري. نادية شكري اختارت منذ بداية مشوارها الفني أن يكون ظهورها في الأعمال الفنية على استحياء شديد، إلا أنها شاركت مؤخرًا في عرض "شباك مكسور"، من إنتاج فرقة مسرح الطليعة، وإخراج شادي الدالي، وتأليف رشا عبدالمنعم، ويشاركها البطولة الفنانون: أحمد مختار، مجدي عبيد، وليد أبو ستيت، علي كمال، رُبا الشريف، مروى كشك، نادية شكري اختارت منذ بداية مشوارها الفني أن يكون ظهورها في الأعمال الفنية على استحياء شديد، إلا أنها شاركت مؤخرًا في عرض "شباك مكسور"، من إنتاج فرقة مسرح الطليعة، وإخراج شادي الدالي، وتأليف رشا عبدالمنعم، ويشاركها البطولة الفنانون: أحمد مختار، مجدي عبيد، وليد أبو ستيت، علي كمال، رُبا الشريف، مروى كشك، هند حسام الدين، مروان عزب، وعلى هامش آخر العروض التي استضافها مسرح الطليعة بمنطقة العتبة، التقينا بها وحدثتنا حول دورها في "شباك مكسور"، وذكرياتها في "العيال كبرت" التي لا تنساها. ما أسباب اختفاءك عن الساحة؟ الناس تعودت على أن تراني صغيرة كما شاهدوني في "العيال كبرت"، ولكن السن تقدّم بي، وهذه سنة الحياة، فبعد "العيال كبرت" قدّمت العديد من الأعمال المسرحية مثل "يوم عاصف جدًا"، "العيال رجعت"، و"العربي منظرة" و"أنا الرئيس" مع الفنان الجميل الذي أعشقه سامح حسين، وغيرها من الأعمال المسرحية، أنا أعشق المسرح، وأشعر أني أُلبي شعور الفنانة بداخلي من خلاله وعلى خشبته، وكلما اشتقت للعمل عُدت إليه. وما أسباب موافقتك على المشاركة في "شباك مكسور"؟ المخرج شادي الدالي هو أهم أسباب موافقتي؛ حيث إنه أخرج لي منذ فترة مسرحية "العيال رجعت"، ومن حينها عرفت أنه يمتلك موهبة إخراجية ورؤية متكاملة للعمل الذي يُقدّمه.. شادي مخرج شاطر، وأول ما أرسل لي اسكربت المسرحية قرأتها، ووجدت أن الموضوع الذي تتناوله يستحق التقديم. وما الذي جذبك لشخصية الأم "فاطمة" التي تقدّمينها؟ حكاية "شباك مكسور" موجودة في كل بيت مصري، حتى وإن لم تكن بتفاصيلها كاملة، مافيش بيت مصري إلا وفيه حد من شخصياتها، هي تعبر عن أسرة متوسطة الحال كغالبية أسر الشعب، وأُقدّم دور الأم "فاطمة"، وهي سيدة طيبة وعلى سجيتها، مكافحة وتعمل مُدرسة، وتواجه أزمات يواجهها الجميع يوميًّا من زحام وتحرش، ثم تعود للبيت لتجد مشاكل أكبر من ضغوط حياة وأولاد، وزوجها المطحون الموظف، ثم طلاق ابنتها وغيرها، وفي وسط كل ذلك هي تفتقد كل شيء، تفتقد الحنان والأمان والدلع، تفتقد نفسها، وهي شخصية جديدة تمامًا عليّ، وهذا ما جذبني لتقديم الدور، ويا رب الجميع يحب "فاطمة" مثلما أحبوا في السابق "سحر". وكيف كان التعاون مع بطل المسرحية الفنان والإعلامي أحمد مختار؟ كنت أعرف أحمد مختار كإعلامي، ولكن لم أكن أعرفه كممثل، وفوجئت بأنه ممثل عبقري لا يوفي كلامي حجم موهبته، هو ممثل بالفعل جامد جدًا وفاهم وواعي وملتزم التزام تام، بالإضافة لأخلاقه وأدبه وذوقه وابتسامته، هو يجبر الجميع على احترامه وحبه، كما أنه يُحب المسرح بالفعل، وعنده استعداد كامل أن يعمل بدون مقابل، هو فنان حقيقي، وهو مفاجأة كبيرة بالنسبة لي. وما الفرق بين العمل المسرحي حاليًا وفي السابق؟ الفرق ليس كبيرًا، وجيل الشباب الحالي من بينهم عباقرة تمثيل وشطار أوي، عندنا شباب شقي جدًا وواعي ومعجون بمية عفاريت، كثيرون منهم تربوا على حب المهنة وآدابها وأصول الفن، وهم الملتزمون الذين يقدرون من هم أكبر منهم سنًا والسابقين لهم في المهنة، ولكن للآسف منهم ناس بتبقى طالعة امبارح وتيجي تعامل الأكبر منها بطريقة سيئة وبكبر، وكأن الكبير أصبح حصانًا يجب أن يُعدم، تعاملت في السابق مع العديد من النجوم الكبار الذين تقف أمام أسمائهم احترامًا، مثل محمود المليجي وتوفيق الدقن وزبيدة ثروت ومديحة كامل وزوز نبيل وزوزو ماضي والملك فريد شوقي، هؤلاء وغيرهم كثيرون حينما كنت أتعامل معهم كانوا يعاملونني على أني نجمة مثلهم رغم صغر سني، كانوا يساعدونني ويقفون بجانبي من شدة احترامي لهم، ولكن الوضع حاليًا مغاير في التعامل مع فنانين كثيرين من الجيل الحالي. في اعتقادك.. ما الأسباب التي أدت لتراجع المسرح؟ الحياة أصبحت حاليًا أغلى، والناس لم تعد ترتاد المسرح كما في السابق، التذاكر أصبحت أغلى، والنجوم الكبار يهربون من العمل المسرحي؛ حيث إن أجرهم في الأعمال الأخرى أكبر بكثير من المسرح، الفن يبقى فنًّا، ولكن الحكاية بقت مادية أكثر بكثير عن زمان. لو طلبنا منك أن توجهي رسالة لزملاء الماضي في "العيال كبرت".. ماذا تقولين؟ لا أستطيع أن أوجه رسالة لكل شخص منهم بمفرده، ولكن المؤكد أننا كنا عائلة واحدة في العمل، كنا بجد عيلة عشان كده المسرحية دي طلعت حلوة أوي، كنا بنحب بعض أوي، السيدة كريمة مختار كانت بالنسبة لنا "ماما كريمة"، حينما كنا ندخل المسرح يوميًّا كنا نُقبل يدها، حتى الفنان الكبير حسن مصطفى كان يُقبل يدها، وكان هو الآخر أبًا وأخًا وصديقًا وطفلا صغيرًا، ماذا أقول عن أحمد زكي أو سعيد صالح أو يونس شلبي؟ كلهم كانوا فنانين عاشقين لفنهم لدرجة كبيرة، كان هدفهم جميعًا تقديم عمل يُضحك الناس ويعيش، وهو ما حدث، أنا بحبهم جدًا والناس دي عمرها ما هتموت، الناس دي ليا ذكريات كتير معاهم وعايشين في وسطنا إلى ما لا نهاية، الله يرحمهم جميعًا، أنا أفتقدهم وإن شاء الله أقابلهم قريبًا، لا أخاف الموت والأعمار بيد الله. أخبرينا عن موقف هو أول ما يأتي في ذهنك عندما تتذكرين "العيال كبرت"؟ أولا أنا لا أنساها ولا أنساهم، ثانيًا ما يجمعنا أكبر بكثير من موقف، لكني لا أنسى أبدًا أن سعيد صالح ذات مرة كان واسطة صلح بيني وبين والدي الله يرحمه، أنا كنت أنا ووالدي زعلانين من بعض جدًا، مش مجرد زعل عادي، وفي ليلة فوجئت به في صالة العرض بين الحضور، وسعيد كان جدع وابن بلد وكان يعلم أننا زعلانين من بعض، وأخبرت سعيد أن والدي بين الجماهير؛ لأنني كنت متوترة للغاية وحزينة، وأول ما دخل سعيد على خشبة المسرح قال لبابا قدام كل الجماهير: "إيه يا عم شكري بنتك على المسرح وأنت زعلان منها مش عيب؟"، وبعد العرض أخذني سعيد من يدي وذهبنا لوالدي أمام المسرح، وقال له: "احضن بنتك يا عم شكري"، وهو ما حدث وتصالحنا، وأنا عمري ما هنساله موقف زي ده.. الله يرحمهم جميعًا.