بأغلبية ساحقة حقق فولوديمير زيلينسكي، الممثل الكوميدي فوزًا متوقعًا في انتخابات الرئاسة الأوكرانية، أمام الرئيس السابق بترو بوروشينكو، لكن حملا ثقيلا سيكون بانتظاره. على خلفية من الأغاني الصاخبة، وتبادل المشروبات الكحولية، والزينات المعلقة، تحول مقر حملة فولوديمير زيلينسكي الرئيس الأوكراني الجديد، في العاصمة كييف إلى ما يشبه الملهى الليلي، وذلك بعد أن تمكن الممثل الكوميدي السابق من الفوز بنتيجة كبيرة على بترو بوروشينكو الرئيس السابق للبلاد، في انتخابات الإعادة التي جرت أمس الأحد؛ حيث حصل زيلينسكي على نسبة مذهلة بلغت 73% من الأصوات مقابل 24% للرئيس، وعلى الرغم من عدم وجود خبرة سياسية وبرنامج سياسي غامض، فقد عهد إليه الناخبون بقيادة البلاد التي تحتاج إلى إصلاح جذري، وما زالت متورطة في حرب محتدمة مع روسيا. وأشارت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية إلى أن زيلينسكي، الذي يعد أول رئيس يهودي في تاريخ أوكرانيا، اكتسب شهرته من مشاركته في مسلسل تليفزيوني بعنوان "خادم الشعب" لعب فيه دور مدرس ترشح للرئاسة. ودخل زيلينسكي في الاحتفالات التي عقدت في مقر حملته الانتخابية بعد الإعلان عن فوزه على أنغام الأغنية الخاصة وأشارت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية إلى أن زيلينسكي، الذي يعد أول رئيس يهودي في تاريخ أوكرانيا، اكتسب شهرته من مشاركته في مسلسل تليفزيوني بعنوان "خادم الشعب" لعب فيه دور مدرس ترشح للرئاسة. ودخل زيلينسكي في الاحتفالات التي عقدت في مقر حملته الانتخابية بعد الإعلان عن فوزه على أنغام الأغنية الخاصة بالمسلسل التليفزيوني. وحصل زيلينسكي، الذي ولد في مدينة "كريفي ريه" جنوب شرق أوكرانيا، ويتحدث اللغة الروسية، على دعم جميع المناطق الأوكرانية الخمس والعشرين باستثناء واحدة منها فقط، فيما لم تعقد الانتخابات في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا. وركز الرئيس الجديد في حملته الانتخابية على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بينما تجنب إلى حد كبير الحملات التقليدية في شكل تجمعات ومقابلات. حيث قدم وعودًا بالحفاظ على استمرار أوكرانيا في نهجها القائم على التقارب مع الغرب، وإنهاء الحرب مع روسيا، بالإضافة إلى محاربة الفساد؛ حيث اعتبره الناخبون بديلا لقيادة بوروشنكو المتقلبة التي أصابتهم بالإحباط، وآمالهم في مستقبل أفضل للبلاد. مشاكل موروثة منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود في عام 2014، تقاتل القوات الأوكرانية في منطقة "دونباس" الشرقية ضد الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا، والذين تلقوا دعمًا عسكريًا من موسكو، فوفقًا لتقديرات الأممالمتحدة، أودى الصراع بحياة ما يقرب من 13 ألف شخص، من ضمنهم 3321 مدنيًّا. وفي نوفمبر الماضي، تصاعدت حدة التوترات بين كييف وموسكو بعد أن أسرت روسيا ثلاث سفن تابعة للبحرية الأوكرانية، واحتجزت 24 بحارًا في مضيق "كيرتش"، وهو ممر مائي إستراتيجي يربط بين البحر الميت وبحر آزوف، وتعتبره روسيا مياها إقليمية، فيما تعتبره كييف والغرب مياه دولية. من جانبها ردت حكومة بوروشنكو بفرض الأحكام العرفية في البلاد، وتحذيرها من الغزو الروسي الوشيك للبلاد. الممثل الكوميدي زيلينسكي رئيسًا لأوكرانيا باكتساح وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إلى أنه على الرغم من أن زيلينسكي سيرث بالتأكيد تلك المشاكل، إلا أنه ليس من الواضح كيف سيديرها؛ حيث كثيرا ما كان يتجنب الإفصاح عن آرائه علانية، وتجنب المقابلات التليفزيونية، وعقدًا عددًا قليلا من المؤتمرات الصحفية. وقال زيلينسكي في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن إستراتيجية حملته قائمة على عدم المشاركة في البرامج الحوارية التقليدية؛ حيث "يجلس أشخاص من الحكومة القديمة ويتشاجرون، ويقومون فقط بحملة علاقات عامة". وأضاف: "لم أكن مختبئًا من أحد"، مقدمًا اعتذاره للصحفيين الذين ربما يكونون قد شعروا بالإهانة بسبب عدم اهتمامه بالصحافة. وعلى الرغم من أن زيلينسكي لم يقدم أي أهداف سياسية واضحة، إلا أن ما برز من برنامجه الانتخابي كان اهتمامه بالبدء من جديد، بالإضافة إلى تعهده بمكافحة الفساد، وإنهاء علاقة المال بالسياسة. من الكوميديا إلى السياسة تقول "سي إن إن" إنه على الرغم من أن مسلسله التليفزيوني ما هو إلا كوميديا خيالية، إلا أن الموضوعات التي تم مناقشتها في المسلسل قد تقدم أدلة على كيفية تخطيط زيلينسكي لقيادة البلاد، أو على الأقل ما يتوقعه الأوكرانيون منه. ممثل كوميدي بلا خبرة سياسية يقترب من رئاسة أوكرانيا في المسلسل، يعتبر التقاطع بين الجريمة والسياسة موضوعًا أساسيًّا في جميع حلقاته، وفي الواقع وعد زيلينسكي بالتخلص من الفساد الحكومي. وتتحدث الشخصية التي يلعبها في المسلسل اللغة الروسية؛ حيث يتحدث 30% من الأوكرانيين اللغة الروسية، وفقًا للإحصاءات الحكومية، وتعد اللغة موضوعًا مثيرًا للجدل يستخدمه جميع الأطراف لكسب نقاط سياسية. ففي عام 2017، أصبحت اللغة الأوكرانية هي اللغة الأساسية للدراسة في المدارس الحكومية، بدءا من الصف الخامس، كما تسبب وقف وسائل الإعلام الناطقة بالروسية في غرب أوكرانيا -حيث اللغة الأوكرانية هي لغة الأغلبية- في انتقادات دولية. وترى الشبكة الأمريكية أن اختيار زيلينسكي للغة الروسية يمكن اعتباره محاولة منه لاتخاذ موقف أكثر تحررًا في قضية اللغة، في إشارة إلى أنه يعتبر الأمر أكثر من مسألة فردية. إلا أن منتقديه سوف يرون في ذلك إخفاقًا منه في مواجهة روسيا وتأثيرها الثقافي في البلاد، وهي القضية التي بنى عليها بوروشينكو حملته بالكامل. شراء الحسابات.. كيف تدخل بوتين في انتخابات أوكرانيا؟ وصرح أندرياس أوملاند الباحث في معهد التعاون الأوروبي الأطلنطي أن قلة خبرة زيلينسكي السياسية قد تكون لصالحه، مشيرًا إلى وجود "مزاج عام للتغيير" في أوكرانيا، وكان زيلينسكي قادرًا على اغتنام هذه اللحظة، التي أعرب فيها الناخبون عن اعتراضهم، ليس فقط ضد بوروشينكو، ولكن ضد الطبقة السياسية. وأضاف أوملاند أن عدم الخبرة قد يجبر زيلينسكي على إقامة علاقات أقوى بين المجتمع المدني والسياسي، وقد يشير اختياره للمستشارين -وهم مجموعة من التكنوقراط ذوي العقلية الإصلاحية- إلى ذلك. ومن أهم هؤلاء المستشارين وزير المالية السابق أولكسندر دانيوك، ووزير التنمية الاقتصادية والتجارة السابق إيفاراس أبومافيسيوس، والنائب البرلماني الناشط في مكافحة الفساد سيرجي ليشنكو.