انتشار ظاهرة تعاطى المخدرات بين الإناث، ظاهرة تستحق التوقف عندها، حيث وصلت نسبة تعاطى المخدرات بين الإناث إلى 27%، وهو ما يطرح تساؤلا حول أسباب انتشار الظاهرة. قد يكون تعاطى الرجال للمخدرات أمرا مقبولا مجتمعيا بسبب انتشار الظاهرة خلال السنوات الماضية بشكل كبير، ولكن يصبح الأمر غير مألوف عندما تصل هذه الظاهرة إلى الإناث فى مجتمع يضع قيودا على المرأة فى الكثير من الأمور، وخاصة إذا كانت هذه الأمور لا تتفق مع العادات والتقاليد والوازع الدينى أيضا، لذا فإن التصريح بأن نسبة تعاطى الإناث للمخدرات وصلت حوالى 27% من نسبة متعاطى المخدرات فى مصر، تصريح صادم، ويحتاج إلى معرفة الأسباب التى دفعت هذه النسبة من الإناث إلى تعاطى المخدرات، وخاصة إذا كان إقبالهن على العلاج ضعيف خوفا من الوصم المجتمعى. غادة والى:27% نسبة تعاطى الإناث للمخدرات صرحت وزيرة التضامن الاجتماعى غادة والى، مع مطلع شهر أبريل الجارى أن نسبة تعاطى المخدرات بين الإناث بلغت حوالى 27% من نسبة متعاطى المخدرات فى مصر، وأن نسبة من يحاولون الاتصال من خلال الخط الساخن لطلب العلاج من الإدمان حوالى 2% فقط. وأكدت والى في تصريحات صحفية غادة والى:27% نسبة تعاطى الإناث للمخدرات صرحت وزيرة التضامن الاجتماعى غادة والى، مع مطلع شهر أبريل الجارى أن نسبة تعاطى المخدرات بين الإناث بلغت حوالى 27% من نسبة متعاطى المخدرات فى مصر، وأن نسبة من يحاولون الاتصال من خلال الخط الساخن لطلب العلاج من الإدمان حوالى 2% فقط. وأكدت والى في تصريحات صحفية سابقة، أن وزارة التضامن متمثلة في صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ستسعى في الفترة القادمة في إنشاء مراكز علاجية خاصة بعلاج الإناث فقط للقضاء على هذه النسبة المرتفعة، مؤكدة على أهمية تفعيل دور الأسرة بشكل أكبر من ذلك، مما يسهل عليهم الاكتشاف المبكر لانحراف الأبناء ناحية تعاطى المخدرات. وعكس كافة المعتقدات التى تؤكد أن غالبية المدمنين لا يعيشون مع أسرهم، قالت والى إن 60% من المدمنين الراغبين فى العلاج يقيمون مع الأب والأم، مؤكدة أن هذا يعنى غياب القيم التى يجب أن يعلمها الأباء لأبنائهم. (اقرأ ايضا: حقنة هيروين تكتب نهاية مأساوية ل«آية» في إمبابة ) أسباب انتشار الظاهرة بين الإناث الدكتور وائل فؤاد مدير مستشفى الصحة النفسية بالقليوبية قال ل"التحرير"، إن تحليل ظاهرة تعاطى الإناث للمخدرات يقتضى أولا التعرف على بعض أنواع المخدرات، مثل الترامادول والحشيش، لأن الكثير من الأشخاص يتعاملون مع مثل هذه الأنواع على أنها أمر عادى، طبقا للثقافة الشعبية التى ترى أن الحشيش ليس بمخدر وهذه معلومة خاطئة، لأنه يندرج تحت قائمة المخدرات، ويؤدى إلى الإدمان، وهذه الثقافة تعد السبب الرئيسى فى فتح باب تعاطى المخدرات، فالبعض يبدأ بتناول السجائر، ثم يليها تعاطى الحشيش. وأضاف فؤاد أن من أسباب إقبال الإناث على المخدرات أيضا التفكك الأسرى، وغياب الرقابة على الأبناء، وسفر الأباء والأمهات فى الكثير من الأحيان، وتوفر المال فى أيدى الفتاة، هذا بالإضافة إلى المعاناة من بعض الاضطرابات النفسية، حيث تدفع الاضطرابات النفسية النساء لتعاطى بعض المخدرات كنوع من تخفيف الأعراض النفسية مثل الاكتئاب. وأشار فؤاد إلى أن بعض الرجال يتسببون فى اتجاه النساء لتعاطى المخدرات، مثل أن يطلب زوج من زوجته أن تتعاطى معه الحشيش، أو أن تلجأ الفتاة للمخدرات بسبب بعض القيود الشديدة أو إساءة المعاملة التى تعانى منها من جانب والدها أو شقيقها، هذا إلى جانب التقليد الأعمى مثل أن تقلد الفتاة زوجها أو أحد أفراد عائلتها ممن يتناولون المواد المخدرة، لافتا إلى أن هناك أسبابا بيولوجية مثل أن طبيعة شخصية تجعل لديها استعدادا نفسيا لأن تتحول إلى مدمنة. كيف نتغلب على الظاهرة؟ الدكتور وائل فؤاد مدير مستشفى الصحة النفسية بالقليوبية أكد أن التوعية ضرروية كبداية للتخلص من الظاهرة، وهذا يقتضى العمل على الفئات المستهدفة مثل طلبة المدارس، وذلك من خلال توعيتهم بخطورة تعاطى المخدرات، والمشاكل المترتبة عليه فيما يخص المستوى الجسدى والنفسى والاجتماعى، لافتا إلى أن التوعية لا تشمل فقط الشاب أو الفتاة، وإنما لابد أن تشمل الأسرة أيضا وتوعية المجتمع للكشف المبكر عن تناول المخدرات، والتعامل مع الظاهرة بالشكل الصحيح. وأضاف فؤاد أن الأمر يحتاج أيضا إلى حث الفتيات وتشجيعهن على العلاج دون خوف من وصمة العار التى قد تطاردهن وتمنعهن من العلاج موضحا أن السبب الأكبر وراء عدم إقبال الإناث على العلاج سواء فى القطاع العام أو القطاع الخاص يرجع إلى خوفهن من الوصم المجتمعى.
ثلث متعاطى المخدرات حول العالم من النساء تجدر الإشارة هنا إلى أنه طبقا للتقرير الصادر عن مكتب الأممالمتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة، الصادر عام 2016 أن هناك حوالي 250 مليون شخص تعاطوا نوعا من المواد المخدرة، وبذلك تصل النسبة إلى حوالى 5% ثلثهم من النساء. في أحد التقارير التي صدرت عن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات التابع للأمم المتحدة في عام 2016، أن عدد النساء اللاتى قمن بتعاطي مخدر الكوكايين بلغ 2.1 مليون سيدة على مستوى العالم، وعدد النساء اللاتي قمن بتعاطي المواد الأفيونية بلغ حوالى 4.7 مليون سيدة على مستوى العالم.
زيادة استهلاك النساء للمخدرات أسرع من الرجال أكد تقرير المخدرات العالمى الصادر عن مكتب الأممالمتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة عام 2017 أن معدل الزيادة فى عبء المرض المرتبط بالاضطرابات الناشئة عن تعاطى المخدرات لدى النساء أعلى منه لدى الرجال. وأوضح التقرير أنه بمجرد أن تبدأ النساء فى تعاطى المخدرات فإنهن يملن إلى زيادة معدل استهلاكهن بسرعة أكبر من الرجال، ولذلك قد تصاب النساء بالاضطرابات الناشئة عن تعاطى المخدرات بسرعة أكبر من الرجال، وفرصة حصول المرأة على العلاج من هذه الاضطرابات أقل من الرجل. وأشار التقرير إلى أنه فى العقد الماضى ازدادت الأثار السلبية للمخدرات على النساء بسرعة كبيرة مقارنة بالرجال.