مرت مسيرة ميل جيبسون بتطورات كثيرة، فرغم نجاحه في الثمانينيات والتسعينيات، إلا أن تعليقاته العنصرية واعتداءه على صديقته "روكسانا"،أضرا بمسيرته الفنية، وبات طي النسيان. جيل الثمانينيات والتسعينيات يتذكر جيدًا من هو ميل جيبسون، المخرج العملاق الذي قدم رائعة "آلام المسيح"، ورغم كونه فيلم شائك أثار جدلًا كبيرًا وقتها، إلا أنه لا يمكن إنكار كونه أحد أكثر الأفلام تأثيرًا في هوليوود، إذ أثار شجن الجمهور، ولقى عنه "جيبسون" ردود فعل قوية من النقاد، أكدت مكانته الأسطورية، وبتوالي أعماله، حتى الكوميدية منها، بات من الواضح أن جيبسون ممثل ومخرج عبقري، وتناوله لمواضيعه الحساسة يجعل أفلامه محمية ضد عوامل الزمن.. إذن ماذا حدث ل"جيبسون"، وكيف أصبح طي النسيان بين ليلة وضحاها؟ بدأت أسطورة جيبسون في الثمانينيات، مقدمًا فيلم Mad Max هذه السلسلة الشهيرة، التي قدم منها توم هاردي نسخة حديثة بسبب نجاحها، ومع نجاح الفيلم بدأت شهرة "جيبسون" كممثل أكشن في الازدياد، وذاع صيته، فقدم جزءا ثانيا من الفيلم، وبعدها وقع عليه الاختيار للقيام بالسلسلة الكوميدية التي لعب فيها دور ضابط مستهتر بدأت أسطورة جيبسون في الثمانينيات، مقدمًا فيلم Mad Max هذه السلسلة الشهيرة، التي قدم منها توم هاردي نسخة حديثة بسبب نجاحها، ومع نجاح الفيلم بدأت شهرة "جيبسون" كممثل أكشن في الازدياد، وذاع صيته، فقدم جزءا ثانيا من الفيلم، وبعدها وقع عليه الاختيار للقيام بالسلسلة الكوميدية التي لعب فيها دور ضابط مستهتر يقع النساء في غرامه، وهي Lethal Weapon، والتي صدرت عام 1987، ثم قدم منها جزءا ثانيا عام 1989، وكلاهما حقق نجاحًا كبيرًا، وبدأ "جيبسون" يعرف بأدواره الكوميدية أيضًا، وليس بكونه ممثل أكشن يجيد اللكمات السريعة الخاطفة مثله مثل كثير من أبناء جيله في هذا الوقت. مع إدراك "جيبسون" بضرورة تميزه عن أبناء جيله، بدأ يفكر في أدوار أخرى مميزة يقدمها بعيدًا عن الأكشن والكوميديا، ومن هنا جرب الأفلام الدرامية بدوره في Bird on a Wire عام 1990، لكنه فضل أن يحافظ على مكانته كمؤدي أكشن كوميدي في سلسلة ناجحة، وعاد لسلسلة أفلام Lethal Weapon بجزء ثالث عام 1992، ثم جزء رابع عام 1998، بعدها قرر "جيبسون" أن يودع هذه السلسلة التي كان لها فضل كبير على مهنته للأبد، وإن كان ذلك لا يعني تخليه عن الجانب الكوميدي في شخصيته إذ قدم فيلم What Women Want بعدها بفترة ولاقى إشادة كبيرة من النقاد والجمهور، وأعيد إنتاجه هذا العام بعنوان What Men Want، بطولة تاراجي بيهنسن. في التسعينيات، ازداد تركيز "جيبسون" على الأعمال الدرامية مقدمًا The Man Without a Face الذي قام فيه بدور المخرج والبطل الرئيسي، ورغم ذلك لم يحقق نجاحًا نقديًا كبيرًا، إلا أنه لم ييأس، وكرر التجربة بفيلم Braveheart الذي مزج فيه بين الدراما والأكشن، ليظهر لهوليوود وللعالم كله أن بإمكانه أن يقدم أدوارًا متنوعةً، ويصنع أسطورة سينمائية لنفسه في الصناعة، لكن نجاح "القلب الشجاع" لم يكن كافيًا بالنسبة ل"جيبسون"، إذ كان تعطشه للنجاح قويًا، فقدم بعدها فيلم The Patriot واحد من أشهر أفلام الدراما الحربية على الإطلاق وأكثرها تقديرًا من النقاد. وجاء موعد تقديم الفيلم الذي سيخلد اسم "جيبسون"، فيلم The Passion of the Christ، والذي يتحدث عن النبي عيسى، وفيه استعرض "جيبسون" كل قواه كمخرج، وقدم فيلما لا ينسى حتى الآن، ولكنه لم يكن يعلم أن هذا النجاح يخبئ له مفاجأة سيئة، فبعد أن رفتعه هوليوود لسابع سماء مشيدة بالفيلم، أوقعته أرضًا في الألفينيات بسبب تعليقاته المعادية للسامية بعدها، إذ ظهر "جيبسون" مخمورًا مصرحًا بعنصرية اليهود وإساءتهم للإنسانية، وقال أيضًا إنه يفهم أفعال هتلر تجاههم، وهو ما أشعل موجة غضب من اليهود في هوليوود وحول العالم، ومع نفوذهم القوي أصبحت مهنة "جيبسون" في خطر. ومع تقدم السنوات في الألفينيات، أصبح "جيبسون" مقل في أعماله الفنية، ونادر الظهور تليفزيونيًا حتى للدعاية لأفلامه، لكنه رفض الاستسلام، وأخذ فترة راحة عاد بعدها بأفلام لم ترق أبدًا لأعماله السابقة، أحدثها فيلم The Professor and the Madman ، الذي استغرق العمل عليه حوالي 20 عامًا، ورغم ذلك لم يحقق إيرادات تذكر في مصر، إذ لم يصدر في السينمات الأمريكية حتى الآن، لكن من غير المتوقع أن يحقق إيرادات في أمريكا، في ظل تراجع شعبية "جيبسون". ولمزيد من التفاصيل عن الفيلم اضغط هنا (فيلم ميل جيبسون الجديد.. استغرق 20 عامًا ولهذا يكرهه)