في العاشرة من مساء اليوم بتوقيت الأراضي المحتلة، ستخرج المؤشرات الأولية لانتخابات الكنيست الإسرائيلي، فما أبرز السيناريوهات المتوقعة للانتخابات؟ مثل المجتمع الإسرائيلي تماما، جاءت استطلاعات الرأي في انتخابات الكنيست، التي تٌعقد اليوم الثلاثاء، منقسمة، حيث حل حزب "كاحول لافان" بقيادة بيني جانتس رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، في مقدمة نصف استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات، فيما حل حزب "الليكود" الذي يقوده بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، في المركز الأول في النصف الآخر من استطلاعات الرأي، وهو الأمر الذي يشير إلى أن المنافسة ستكون مستعرة بين هذين الحزبين، في الانتخابات التي يشارك فيها 40 حزبا وائتلافا. وترى صحيفة "هآرتس" العبرية، أن هناك شيئا واحدا اتفقت عليه استطلاعات الرأي هذه، وهو أن كتلة الأحزاب اليمينية والأحزاب الدينية تتمتع بأغلبية صغيرة، متفوقة على أحزاب يسار الوسط المعارضة. هذا الفارق كان صغيرا، لكنه ليس ثابتا، حيث تعتمد الكتلة اليمينية في الفوز بالأغلبية على سبعة أحزاب تجاوزت بالكاد العتبة وترى صحيفة "هآرتس" العبرية، أن هناك شيئا واحدا اتفقت عليه استطلاعات الرأي هذه، وهو أن كتلة الأحزاب اليمينية والأحزاب الدينية تتمتع بأغلبية صغيرة، متفوقة على أحزاب يسار الوسط المعارضة. هذا الفارق كان صغيرا، لكنه ليس ثابتا، حيث تعتمد الكتلة اليمينية في الفوز بالأغلبية على سبعة أحزاب تجاوزت بالكاد العتبة الانتخابية التي تبلغ 3.25% من إجمالي الأصوات، خلال هذه الاستطلاعات. لذلك لا يوجد شيء مؤكد وكذلك لم يمكن الوثوق في نتائج استطلاعات الرأي بشكل كامل، وفيما يلي السيناريوهات الستة المحتملة للنتائج التي ستظهر مساء اليوم بعد إغلاق صناديق الاقتراع. السيناريو الأول: تكرار نتائج استطلاعات الرأي إذا تمكن حزبا "الليكود" و"حاكول لافان" من حصد مقاعد أكثر أو أقل من بعضهما البعض، وحظيت كتلة الأحزاب اليمينية والدينية بأغلبية بسيطة، من المتوقع أن يعلن جانتس ونتنياهو، كل من جانبه، فوزه في الساعات الأولى من يوم غد الأربعاء، إلا أن نتنياهو هو من سيحظى بفرصة تشكيل الحكومة. حينها، لن يكون هذا الأمر سهلا، لأن ذلك يعني أن نتنياهو سيكون مجبرا على عقد اتفاق منفصل مع كل حزب من الأحزاب السبعة في حكومته الائتلافية، والتي سيكون لكل منها طلباتها وتوجهاتها الخاصة. وحينها قد يبدأ نتنياهو في التفكير في بناء ائتلاف كبير مع جانتس وحزبه. السيناريو الثاني: رجحان كفة اليمين لصالح نتنياهو إذا تمكنت حملة نتنياهو الانتخابية من تحقيق أهدافها، ونجحت في إقناع الناخبين اليمينيين بأنهم في خطر، وهو ما كان يحاول رئيس الوزراء فعله في الأيام الأخيرة، ودفعتهم للتصويت لصالح حزب "الليكود"، فإن نتنياهو سيكون في موقف جيد للغاية بالنسبة له. حيث سيكون "الليكود" هو الحزب الأكبر في الكنيست، وسيحظى بأغلبية كبيرة مقارنة بحزب "كاحول لافان"، ما يمنحه الفرصة لاختيار الحزب الذي سيشكل التحالف معه. اعرف عدوك.. كيف يختار الإسرائيليون رئيس الوزراء؟ في الوقت نفسه، لن تتمكن الأحزاب الأخرى من إسقاط حكومته، إلا إذا تعاونت مع بعضها البعض، ولكن ماذا إذا كانت الحملة ناجحة للغاية، وصوت الناخبون أصحاب التوجهات اليمينية لصالح "الليكود" بكثافة؟ السيناريو الثالث: طفرة يمينية لنتنياهو.. وانهيار الأحزاب اليمينية الأصغر إذا تخلى الكثير من الناخبين اليمينيين عن الأحزاب اليمينية الأصغر التي كانوا يخططون للتصويت لصالحها، وقرروا دعم "الليكود" بدلا من ذلك، فسيكون نتنياهو زعيم أكبر حزب في الكنيست، لكنه لن يكون لديه ائتلاف يساعده على بناء حكومة، فمن الممكن أن يتسبب عدد الأحزاب الصغيرة التي ستفشل في تجاوز العتبة الانتخابية في تغيير التوازن بين الكتل في الكنيست. ويعتقد نتنياهو أنه لا يقصي شركاءه في الائتلاف، لكنه يزيل منهم الزيادات غير المرغوب فيها، ولكن ماذا سيحدث إذا لم تنج بعض الأحزاب من هذه العملية؟ يقول أفيجدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" إنه إذا فشل حزب واحد من أحزاب الكتلة اليمينية في الوصول للعتبة الانتخابية، فمن المحتمل أن يتمكن نتنياهو من الفوز بالأغلبية. ولكن ماذا سيحدث إذا تسبب صعود حزب "الليكود" في سقوط أحزاب أخرى مثل "كولانو" بقيادة موشيه كحلون، أو "اليمين الجديد" الذي يرأسه نفتالي بينيت؟ تقول الصحيفة العبرية إنه إذا فشلت ثلاثة أحزاب من الكتلة اليمينية في تخطي العتبة الانتخابية، فإن كتلة يسار الوسط ستحصل على الأغلبية، وسيخسر نتنياهو فرصه في تشكيل الحكومة، بغض النظر عن مكاسب حزب "الليكود". السيناريو الرابع: ميل الناخبين اليمينيين تجاه جانتس منذ بداية الحملة الانتخابية، كان من الواضح أن طريق جانتس الوحيد لتحقيق النصر في الانتخابات هو الفوز بأصوات عدد كبير من الناخبين "اليمينيين"، من أحزاب الائتلاف الحاكم الحالي. بالراب والمواصلات.. عرب 48 يحشدون لانتخابات الكنيست في وقت ما، في نهاية شهر فبراير ومطلع مارس الماضيين، بدا أن هذا يحدث، حيث حصلت أحزاب المعارضة اليسارية على أغلبية ضئيلة في استطلاعات الرأي لبضعة أيام، لكن سرعان ما تمكنت الأحزاب اليمينية من الفوز بالأغلبية مرة أخرى. ولكن إذا صوت المزيد من الناخبين اليمينيين لصالح جانتس، ولم يعلنوا عن موقفهم في استطلاعات الرأي، قبل الانتخابات، فيمكن أن يغيروا مجرى التصويت بشكل كامل. فإذا صوتوا لحزب جانتس، "كاحول لافان"، بأعداد كافية، فحينها سيمكنه حرمان ائتلاف نتنياهو من الأغلبية، لكن حينها لن يستطيع جانتس الفوز مباشرة، لأنه لن يشكل حكومة ائتلافية مع الأحزاب العربية، وسيحتاج إلى إيجاد شركاء من الأحزاب المقربة من نتنياهو. السيناريو الخامس: طفرة يسارية لصالح جانتس يدير حزب "كاحول لافان" حملته الانتخابية بشكل مغاير تماما عن نتنياهو الذي اعتمد على إثارة حالة الذعر لدى الناخبين اليمينيين، حيث يعتمد حزب جانتس على إغراء الناخبين اليساريين، خاصة المنتمين لحزب العمل، بوعود أن "كاحول لافان" لا يبعد سوى "أمتار قليلة عن النصر" وإسقاط نتنياهو. وإذا نجح الحزب في حملته، قد ينهي "كاحول لافان" الانتخابات متقدما على حزب "الليكود" بفارق خمسة أو ستة مقاعد، لكنه لن يستطيع تغيير التوازن بين الكتلتين. ومع ذلك، فإن التقدم الكبير لحزب "كاحول لافان"، مما يجعله بلا شك أكبر حزب، سيكون له تأثير، فقد يعطي هذا ذريعة لبعض زعماء الأحزاب اليمينية والدينية لدعمه بدلا من دعم نتنياهو الذي حاول سرقة ناخبيهم، رغم أنهم وعدوا بالفعل بدعم حكومته الائتلافية. وحتى إذا نجح نتنياهو في البقاء في منصبه لفترة من الوقت، فستتاح لجانتس الفرصة لتشكيل حكومة ائتلافية، والوصول لمنصب رئيس الوزراء في وقت لاحق خلال فترة الكنيست هذه، إذا انهار ائتلاف نتنياهو لأي سبب من الأسباب. انتخابات إسرائيل.. نتنياهو يواجه جانتس وتهم الفساد السيناريو السادس: طفرة لجانتس وسقوط أحزاب اليسار الأصغر تقول "هآرتس" إنه في حين أن عددا أقل من أحزاب الكتلة اليسارية قادر على تخطي العتبة الانتخابية، من تلك الموجودة في الكتلة اليمينية، إلا أنها لا تزال تمثل نقطة ضعف لكلا الجانبين. حيث يمكن أن تؤدي زيادة عدد مقاعد حزب "كاحول لافان" إلى فشل حزب "ميرتس" اليساري في تخطي العتبة الانتخابية، في الوقت نفسه يمكن أن تكون قائمة "حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والحركة العربية للتغيير" ضحية انخفاض الإقبال من الناخبين العرب. وإذا فشل أي من هذين الحزبين في الحصول على تمثيل في الكنيست القادم، فلا يهم من الذي سيحصل على مقاعد أكثر، سواء حزب "الليكود" أم حزب "كاحول لافان"، فحينها لن يكون أمام كتلة اليسار أي فرصة للفوز بما يكفي من المقاعد لتشكيل الحكومة الائتلافية، وستكون اللعبة انتهت بالنسبة لجانتس. كما يمكن أن تؤدي هذه الانتخابات إلى طريق مسدود، مثلما حدث عام 1984 بين حزب "الليكود" بقيادة إسحق شامير، وحزب "العمل" برئاسة شمعون بيريز. ففي مثل هذا السيناريو، لن يتمكن نتنياهو ولا جانتس من بناء حكومة ائتلافية، وسيضطران إلى المشاركة في بناء حكومة وحدة وطنية، وقد يكون هذا هو السيناريو الذي يخططان له سرا.