«حان وقت اللقا».. الرسالة الأخيرة لشهيد النزهة

الشهيد استعجل رؤية مولودته والتنعم بها وكأنه يريد أن يشبع منها قبل انتقاله إلى دار البقاء ومع هذا عزاها فى وفاته دون أن يدرك تصاريف القدر التي كانت تنتظره
تمتلئ صفحة موقع التواصل الاجتماعي، للرائد ماجد عبد الرازق، شهيد الهجوم المسلح فجر اليوم على كمين أمني كان متمركزًا بمحور طه حسين، بدائرة قسم شرطة النزهة فجر اليوم، بالآيات القرآنية الحافلة بالتوبة ومناجاة الله غافر الذنوب، وشكره على نعمه، بخلاف عبارات المدح من أصدقائه والإشادة بشهامته وكرم أخلاقه وطيبته فى حياته، وصورة الغلاف للضابط الشهيد عبارة عن دعاء نبي الله سليمان: "رب أوزعني أن أشكر نعمتك التى أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحًا ترضاه وأصلح لي فى ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين".
والمنشور الثابت على صفحة الضابط الشهيد، المقترن دائمًا بصورته هى آية وصف الله فى سورة غافر: "غَاَفِرِ الذَنبِ وَقَاَبِلِ التوْبِ شَدِيِدِ العِقَابِ ذِي الطوْلِ لا إلهَ إلا هُو إليهِ المَصِير". أخيرًا فى 24 مارس، احتفل الشهيد الرائد ماجد عبد الرازق، باستقبال مولودته ليلى وكتب على صفحته على موقع التواصل
والمنشور الثابت على صفحة الضابط الشهيد، المقترن دائمًا بصورته هى آية وصف الله فى سورة غافر: "غَاَفِرِ الذَنبِ وَقَاَبِلِ التوْبِ شَدِيِدِ العِقَابِ ذِي الطوْلِ لا إلهَ إلا هُو إليهِ المَصِير".
أخيرًا
فى 24 مارس، احتفل الشهيد الرائد ماجد عبد الرازق، باستقبال مولودته ليلى وكتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي: "وأخيرًا"، وتلقى على المنشور عبارات تهنئة على مولودته، ومباركة ودعوات لها بأن يراها عروسا.
الصبر ولقاء ليلى
آخر منشورات شهيد الواجب الرائد ماجد عبد الرازق، كانت بتاريخ 28 مارس، وشاء القدر أن يكون المنشور المعبر عن محبته للقاء مولودته ليلى، مقترنًا بوداع لها يمكنها أن تراه عندما تكبر، بعد أن فارقها والدها وعمرها لا يتجاوز الأسبوعين.
ارتفاع عدد ضحايا الهجوم على كمين النزهة إلى 3 شهداء
وتبين من المنشور الذى احترق الأب فيه شوقًا لرؤية طفلته والتنعم بها قبل استشهاده، مقترنًا بتعزية من الصبر تركها لها بعد رحيله.
فالأب الشهيد كتب "فلكم صبرنا يا ليلى وحان وقت اللقا"، وها قد التقاها ورآها لأيام من ولادتها، قبل أن يودعها سريعًا آملًا لها الصبر، لك صبرا يا ليلى.
شهيد أهداه وردة
تضمنت منشورات الشهيد ماجد عبد الرازق، منشورا كتبه عن صديق شهيد له، أهداه وردة، نشر "عبد الرازق" صورتها بعد عام من الاحتفاظ بها وشهادة مهديها إليه، وكتب "ماجد": "وردة كريم سمير بسيوني.. الوردة ديه كريم ربنا يرحمه كان جايبهالي السنة اللي فاتت وقالي والله أنا جايب الوردة ديه مخصوص عشانك وربنا يعلم أني بحبك أد إيه.. وأنا والله العظيم كمان بحبك يا كريم".
اسمها ليلى.. «عبد الرازق» استشهد قبل «سبوع» رضيعته
وبدأت صفحة الشهيد تمتلئ بعبارات التعزية، وكتب ضابط صديقه فى نعيه "استشهاد النقيب ماجد عبد الرازق.. الله يرحمك يا ماجد ويصبر أهلك.. ماجد عبد الرازق أجدع ظابط شرطة ممكن تشوفه: ((يا ريت يعرفوا إن الداخلية زي الحفرة كل ما هتاخدوا منها هتكبر .. ولادنا وصحابنا واخواتنا هيكملوا لحد ما نجيب حق كل شهيد ونقضي على كل نجس استحل دم أطهر شباب فيها أصل العقيدة صعب تتكسر .. والله هو نعم المولى ونعم النصير.. الله يرحمك نحتسبك عند الله من الشهداء في الجنة بإذن ربك".
أفادت المصادر الأمنية ل"التحرير" أن النقيب ماجد عبد الرازق، معاون مباحث النزهة، كان برفقة قوة أمنية من رجال المباحث ومعاوني الشرطة، متمركزين بجوار سيارة ميكروباص، لمتابعة الحالة الأمنية وضبط الخارجين عن القانون، إلا أن قوة الكمين تعرضت لعملية إطلاق نيران مفاجئ.
وفور تلقي إخطار بالحادث، هرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين، وقوات أمنية للدعم، وتم نقل الشهيد والمصابين إلى المستشفى السعودي الألماني الأقرب إلى مكان الحادث.
الدكتور مات»
صدمة وحزن انتابا قطاعا كبيرا من مواطني عين شمس والنزهة، بعد استشهاد الرائد ماجد عبد الرازق معاون مباحث النزهة، فجر اليوم الأحد، عقب استهداف سيارة ميكروباص كان يستقلها بصحبة قوة أمنية تابعة لقسم النزهة، وأسفر الحادث أيضا عن مصرع أمين شرطة وسائق، وقال عدد من قاطني منطقة عين شمس، إن الضابط الشهيد كان يشغل معاون مباحث قسم عين شمس لفترة طويلة من الزمن، وكان من الشخصيات المحبوبة لكل من يعرفه أو يتعامل معه، نظرا لأدبه الجم، و«جدعنته» وإخلاصه وتفانيه في العمل.
«الدكتور ماجد».. ما لا تعرفه عن شهيد النزهة
بالإضافة إلى حرصه على تطبيق القانون «بروحه» وليس بنصه، حتى أطلقوا عليه لقب «الدكتور ماجد» وذلك نظرا لسمو أخلاقه وشهامته وحبه لوطنه وخوفه على الشباب وحرصه على مستقبلهم.
واستنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي الهجوم الغادر الذي استهدف كمين النزهة، مؤكدين أن الشهداء قدموا أرواحهم في سبيل الوطن، مطالبين بسرعة القبض عليهم وإعدامهم.
وقال أحد الرواد على صفحته «الرائد ماجد عبد الرازق كان مثالا للضابط الخلوق والمحترم.. الجنة للشهداء والجحيم للجناة».
انتقل اللواء محمد منصور، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن القاهرة، وقيادات من قطاعي الأمن العام والوطني، إلى محور المشير طه حسين بالنزهة، لتفقد موقع الهجوم المسلح بالرصاص على دورية أمنية من قسم شرطة النزهة، وهو الهجوم الذي أسفر عن استشهاد النقيب ماجد عبد الرازق، معاون مباحث النزهة، وسائق وأمين شرطة.
وانتقل كذلك إلى مكان الحادث فريق من النيابة العامة، برفقة خبراء الأدلة الجنائية، لمعاينة المكان وفحص مسرح الجريمة، وسماع الشهود في الواقعة وبيان خط سير هروب الجناة.
مدير أمن القاهرة يتفقد موقع استشهاد معاون النزهة
وأكدت مصادر أمنية تشكيل فريق تحرٍّ واسع من المباحث الجنائية ورجال الأمن الوطني، لتمشيط محيط الهجوم، وفحص المناطق المتاخمة للمكان، وتفريغ كاميرات المراقبة للتوصل إلى تصور لوقوع الحادث، وتحديد أوصاف الجناة، وتتبع خط سير هروبهم.