يثير إنشاء أكبر مدينة للصناعات النسيجية في مصر باستثمارات صينية تتعدى الملياري دولار مخاوف الشركات المصنعة المحلية ومصانع النسيج المملوكة للدولة التي تعاني من خسائر فادحة على غرار مدينة المنسوجات في الصين، أعلنت وزارة التجارة والصناعة بدء إنشاء أكبر مدينة لصناعة المنسوجات والملابس فى مصر على مساحة 3.1 مليون متر مربع في السادات بمحافظة المنوفية، وتضم 592 مصنعًا وتوفر فرص عمل لنحو 160 ألف عامل، ما يجعله أحد أكبر المشروعات الصناعية المتخصصة في البلاد، لمساعدة مصر لتصبح واحدة من أكبر مصدري المنسوجات في الشرق الأوسط، ما أثار المخاوف من أن يؤدي إنشاء المدينة المعروف باسم مجمع مانكي للنسيج الصناعي إلى تحويل انتباه الحكومة عن دعم صناعة الغزل والنسيج المحلية الخاسرة ومساعدتها على اكتساب القدرة التنافسية في السوق الدولي. المدينة الجديدة للغزل والنسيج بالسادات تنفذها شركة "شانج جينج" للاستثمار التابعة لشركة "مان كاي" الصينية"، (Mankai Investment) المملوكة للحكومة الصينية، والتي أنشئت في مارس 2017، وهي إحدى الشركات القابضة التى تعمل فى مجال صناعة الغزل والنسيج فى الصين على مدى أكثر من عشرة عقود. الجهة المنفذة وتتولى المدينة الجديدة للغزل والنسيج بالسادات تنفذها شركة "شانج جينج" للاستثمار التابعة لشركة "مان كاي" الصينية"، (Mankai Investment) المملوكة للحكومة الصينية، والتي أنشئت في مارس 2017، وهي إحدى الشركات القابضة التى تعمل فى مجال صناعة الغزل والنسيج فى الصين على مدى أكثر من عشرة عقود. الجهة المنفذة وتتولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تنفيذ أعمال الإنشاءات والبنية التحتية، وقد انتهت من تنفيذ نحو 58% من أعمال الإنشاءات بالمرحلة الأولى للمدينة، والتى تصل مساحتها إلى 560 ألف متر وتضم 150 مصنعاً بتكلفة إجمالية لأعمال الإنشاءات تقدر ب2.29 مليار دولار. وأعلنت الشركة الصينية أنه سوف يتم تنفيذ المدينة على ثلاث مراحل، بدلا من خمس خلال أربع سنوات بدلا من سبع سنوات، وفق المقترح الأول الذي تقدمت به "مان كاي". خطة التنفيذ ترجع فكرة إنشاء مدينة المنسوجات بين الحكومة المصرية، والجانب الصيني إلى يناير قبل الماضي، وتم الاتفاق على استكمال خطوات إنشائها فى مدينة السادات في سبتمبر 2018 مع دخول إحدى شركات الحكومة الصينية كضامن لتنفيذ المشروع، وذلك لضمان جدية الشركة فى تنفيذ المشروع، الذى يضم خمس مراحل، حيث تم الاتفاق على تنفيذ المشروع فى 4 سنوات بدلاً من 7 سنوات وفق المقترح الأول الذى تقدمت به الشركة. وحصلت شركة (Mankai Investment) مباشرة على موافقة المشروع واتفاقية شراء وبيع الأراضي (حقوق الملكية الدائمة) من مجلس الوزراء المصري، وصدر قرار وزاري باعتبار المدينة الجديدة مشروعًا قوميًّا، وتعاونت الشركة الصينية مع الهيئة الهندسية لوزارة الدفاع المصرية لبناء الحديقة وتولي كل أعمال الإنشاءات والبنية التحتية. التشغيل الآلي وفي بيان لشركة مانكي الصينية، المسؤولة عن إنشاء مدينة المنسوجات المصرية، جاء فيه أن هذه المدينة مشابهة تماما لمدينة المنسوجات في الصين، ما يوفر منتجات محلية الصنع بنفس جودة وكفاءة المستورد، ويجرى حاليا إنشاء محطة تحلية مياه، ومحطة كهرباء، بجانب إقامة فندق، ومعرض دائم للمنتجات في المدينة، فضلا عن إقامة مركز تدريب للصناعات النسيجية للمساهمة في تحسين جودة المنتج النهائي. علاوة على ذلك، ستعتمد المصانع الصينية الجديدة على التشغيل الآلي، ما يقلل تكاليف العمالة إلى حد كبير ويجعل الأمور أكثر تعقيدًا للمصنعين المحليين، في مصانع النسيج المصرية، خاصة تلك المملوكة للدولة، نحو 74% من العائدات تذهب إلى الأجور، مقارنة مع 13% في الشركات العالمية. تقوم شركة نينغشيا مان كاي للاستثمار بتأسيس مدرسة لتزويد العمال بأحدث التقنيات في صناعة الغزل والنسيج لضمان العمالة الماهرة للتعامل مع تقنيات الإنتاج الجديدة في حديقة الغزل والنسيج. هل تهدد المدينةالصينية الصناعة المحلية؟ من جانبه أوضح محمد المرشدي، رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات أن إنشاء مدينة الغزل والنسيج الصينية يبدو بمثابة شريان الحياة لصناعة النسيج المحلية، ولكن من الناحية العملية، فإن بدء عمل المصانع الجديدة داخل المدينة التي ستستخدم الآلات والمعدات الحديثة يمكن أن يحدد نهاية مصانع النسيج الحالية غير المطورة التي تديرها الدولة. وأضاف: "كان من الأفضل للحكومة تطوير مصانع النسيج الحكومية الحالية عبر التنسيق بين وزارة قطاع الأعمال العامة وشركة مانكي للاستثمار، والتي تتمتع بعقود من الخبرة في صناعة النسيج، لدعم النسيج الذي تديره الدولة والمصانع ومساعدتها على دخول السوق الدولية. ومع ذلك قال رئيس مجلس تصدير المنسوجات المصري، مجدي طلبة إن إنشاء مدينة الغزل والنسيج الصينية يمكن أن يحول مصر إلى مصدر دولي رئيسي وإقليمي للمنسوجات. يهدف إنتاج مدينة الغزل والنسيج الصينية في مصر إلى التصدير للأسواق الخارجية لا للاستهلاك المحلي، وبالتالي يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في دفع عجلة الاقتصاد المصري إلى الدوران أكثر والارتفاع من خلال زيادة حجم صادراتها للسوق الدولية. وقال إن حجم صادرات المنسوجات في مصر منخفض للغاية مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى مثل فيتنام وبنجلاديش. المنافسة العالمية وأضاف أن هذا هو السبب في أن إنشاء مدينة الغزل والنسيج الصينية في مصر يمثل فرصة للاستفادة من الخبرة الصينية في تطوير قطاع الغزل والنسيج المصري وجعلها قادرة على المنافسة مع أكبر منتجي ومصدري الملابس في العالم. تعد المدينةالصينية الجديدة "مان كاي" بالسادات، هي الثالثة للمنسوجات والملابس التي تم إنشاؤها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وكانت مصر قد طرحت خلال 2017 مدينتين للغزل والمنسوجات فى مدينة بدر، حيث تم طرح مليون متر مربع أمام المستثمرين خلال مارس من العام الماضى، وفى شهر أكتوبر من نفس العام تم الإعلان عن طرح المدينة النسيجية الثانية ببدر على مساحة مليون متر مربع، وتضم 198 قطعة أرض وتشمل أنشطة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة والصباغة.