حلقة جديدة من الصراع تتجدد هذه المرة بين كيانات صناعة السيارات على مستوى العالم، حول ماهية تكنولوجيا مستقبل صناعة السيارات، بين سيارات كهربائية وأخرى تعمل بالوقود الحيوي صراع جديد في سوق السيارات لكن هذه المرة يبدو الصراع مختلفًا خاصة أنه يخص مستقبل صناعة السيارات في العالم، ففي الوقت الذي توجهت فيه شركات كثيرة ودول إلى السيارات الكهربائية والاستثمار بها، كونها سيارات المستقبل، خرجت علينا شركات تتبع قوى كبرى بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان، تؤكد غير ذلك. وبدا الصراع جليا بين فريقين، الأول يقوده العملاق الألماني فولكس فاجن للتوجه نحو السيارات الكهربائية، وفريق آخر في مقدمته الأخطبوط الياباني «تويوتا» و«هوندا» بجانب الحكومة الأمريكية، بعد اعتماد سيارات تعمل بخلايا الوقود الحيوي، فمن يربح الرهان؟ أطراف الصراع أعلن هيساشي ناكاي، رئيس شركة تويوتا اليابانية للسيارات، أن شركته تعول على محرك خلايا الوقود كمحرك بديل وذلك على العكس من منافستها الألمانية فولكس فاجن، موضحًا أنه علينا أن نبدأ بخلايا الوقود الآن وليس في أي وقت لاحق. في المقابل، تعول فولكس فاجن على السيارات الكهربائية وكان «هربرت أطراف الصراع أعلن هيساشي ناكاي، رئيس شركة تويوتا اليابانية للسيارات، أن شركته تعول على محرك خلايا الوقود كمحرك بديل وذلك على العكس من منافستها الألمانية فولكس فاجن، موضحًا أنه علينا أن نبدأ بخلايا الوقود الآن وليس في أي وقت لاحق. في المقابل، تعول فولكس فاجن على السيارات الكهربائية وكان «هربرت ديس»، رئيس الشركة الألمانية قد قال في وقت سابق، بأن تشغيل السيارات بالبطاريات «سيكون في المستقبل المنظور هو أفضل وأكفأ طريقة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في وسائل المواصلات»، مطالبًا الساسة والمنافسين بالانضمام إلى هذا التوجه مما أثار خلافا في قطاع السيارات في ألمانيا حول الوجهة التي يتعين السير فيها نحو محركات المستقبل. وبعد نزاع مفتوح، اتفقت فولكس فاجن، وبي إم دبليو، ودايملر، على أن المحركات الكهربائية لها الأولوية على أن يتم في المرحلة الأولى دعم إنتاج السيارات الكهربائية الخالصة والسيارات الهجين. السيارات الكهربائية.. مرحلة جني الثمار
تعتمد بشكل كامل على الطاقة الكهربائية، وهناك العديد من التطبيقات لتصميمها، وأحد هذه التطبيقات يتم باستبدال المحرك الأصلي للسيارة، ووضع محرك كهربائي، وهي أسهل الطرق للتحول من البترول للكهرباء، مع المحافظة على المكونات الأخرى للسيارة، ويتم تزويد المحرك بالطاقة اللازمة عن طريق بطاريات تخزين التيار الكهربائي. وتستند تصميماتها إلى محرك يعمل بالكهرباء، ونظام تحكم كهربائي، وبطارية قوية يمكن إعادة شحنها مع المحافظة على خفض وزنها، وجعل سعرها في متناول المشتري. وتعد السيارة الكهربائية أنسب من سيارات محرك الاحتراق الداخلي من ناحية المحافظة على البيئة، حيث لا تنتج عنها مخلفات ضارة. وتعمل السيارة الكهربائية من خلال تشغيلها عن طريق الكهرباء المخزنة فى عدد كبير من بطاريات الليثيوم، وهى بطاريات تشهد ارتفاعات كبيرة فى أسعارها منذ فترة، وهو الأمر الذى يسهم فى رفع سعر السيارة كثيرا، مقارنة بالسيارات التقليدية، وهى العائق الأكبر فى سرعة انتشارها. مشكلات «الكهربائية» بدأ حلم امتلاك سيارة كهربائية يراود كثيرين من الراغبين في شراء سيارة بتكنولوجيا حديثة، موفرة في تكلفة التشغيل، غير ضارة بالبيئة، منهم من اتخذ قرار الشراء، ومنهم من ينتظرون حتى إثبات السيارة الكهربائية كفاءة في السوق المصرية، لكن دراسة أعدها نادي السيارات «إيه.إيه.إيه» في الولاياتالمتحدة، قد تجعل هؤلاء يعدلون عن الفكرة ويتراجعون عنها، وإن كان بشكل مرحلي. وأكدت دراسة نادي السيارات، الذي يضم 59 مليون عضو، أن الطقس البارد يمكن أن يخفض كمية الطاقة القابلة للاستخدام في بطاريات السيارات الكهربائية بأكثر من 40%. سيارات الوقود الحيوي.. عملاق قادم اتجهت العديد من الشركات العالمية لصناعة السيارات إلى اعتماد صيغ تقنية مبتكرة تساعد على استهلاك الوقود بشكل أفضل لا سيما بعد اكتشاف خلايا الوقود الهيدروجينية التي تساعد في تحقيق معدلات مثالية على مستوى نمط الاستهلاك. يؤكد خبراء سيارات عالميين أن الصراع بين السيارات الكهربائية ونظيرتها العاملة بالوقود الحيوي، سيحدث مستقبلا، شرط بناء المزيد من محطات وتزويد هذه السيارات بالوقود الحيوي خاصة أن شركات السيارات العالمية تستثمر بكثافة في هذه التكنولوجيا. يقتصر العمل بهذا النوع من السيارات على الولاياتالمتحدة حيث أقامت وزارة الطاقة 34 محطة وقود هيدروجينية، في المقابل هناك ما يناهز 15 ألف محطة شحن بالكهرباء منتشرة في كامل البلاد. كما استأجرت شركتا هوندا وتويوتا اليابانيتان وهيونداي الكورية الجنوبية، نحو ألف سيارة تعمل بخلايا الوقود طيلة السنوات الثلاث الماضية، وبدأت شركة هيونداي إدخال السيارات رباعية الدفع في مشروع خلايا الوقود، تتنافس تويوتا مع نظيرتها الكورية العملاقة هيونداي – كيا في تفعيل التقنية الحديثة، والتي تهدف إلى خلق نمط اقتصادي نظيف لاستهلاك الوقود. تويوتا تراهن الجميع وفي الوقت الذي تتطلع فيه الشركات المنافسة إلى مستقبل تجوب فيه السيارات الكهربائية الطريق تعتقد شركة تويوتا بدعم من الحكومة اليابانية أنها قد وجدت بديلا على العكس من منافساتها. ولأسباب تتعلق بالاستراتيجية الصناعية وأمن الطاقة، تضع أكبر شركة يابانية لصناعة السيارات رهانا على الهيدروجين حيث تريد إدخال أساطيل من السيارات والحافلات التي تعمل بخلايا الوقود لنقل الرياضيين في دورة الألعاب الأوليمبية طوكيو 2020. قال كيوتاكا آيسي، رئيس قسم البحث والتطوير المتقدم في تويوتا، على الرغم من أن سيارات خلايا الوقود هي السيارات البيئية المثالية، والجميع يقول إن السيارات الكهربائية هي المستقبل، لا يزال هناك طريق طويل لقطعه. وتهدف تويوتا إلى بيع أكثر من 30 ألف سيارة تعمل بالهيدروجين سنويا بحلول 2020 أي عشرة أضعاف هدف الإنتاج للعام الحالي. كما تعتزم أيضا إدخال أكثر من 100 حافلة بخلايا الوقود في منطقة طوكيو في السنوات الأربع المقبلة. طريقة تشغيل سيارات الوقود الحيوي
تعمل خلايا الوقود على توليد الكهرباء من أجل تشغيل البطارية والمحرك عن طريق خلط الهيدروجين والأكسجين في الصفائح المعالجة بشكل خاص والتي تتجمع لتشكل كومة خلية الوقود. بحيث يتفاعل الهيدروجين مع الهواء في خلية الوقود منتجا الطاقة الكهربائية، وفي بعض الأحيان تعتمد خلايا الوقود على تفاعل الأكسجين محل الهيدروجين مع الهواء، غير أن هذا المحرك المستقبلي لم يفرض نفسه فعليا حتى الآن. كما تعمل بهدوء ولا تصدر انبعاثات، شأنها في ذلك شأن السيارات الكهربائية، لكن لديها بعض المزايا الاستثنائية حيث يمكن إعادة تزويد هذه السيارات بالوقود في أسرع وقت ممكن مثل السيارات التي تعمل بالبنزين، مقارنة بساعات طويلة لإعادة شحن نظيرتها. يمكن لسيارة خلايا الوقود قطع مسافات أبعد مما تقطعه السيارات الكهربائية، بيد أن العقبة الوحيدة تتمثل في الكلفة الباهظة التي قد تصل إلى مليوني دولار لكل محطة، لذلك ترددت الشركات سابقا في بناء المحطات لا سيما أنه لا توجد سيارات في مناطق أخرى. وفي معرض نيويورك للسيارات في 2017، قدمت هوندا نموذجا هجينا يجمع بين السيارتين الكهربائية والهيدروجينية حيث يمكن للسيارات الهجينة أن تقطع مسافة أكثر من 50 كلم في الوضع الكهربائي قبل أن تتحول إلى الوقود الهيدروجيني. وستدعم الشركة اليابانية عائلة سيارتها الهجينة الشهيرة كلاريتي، بنسختين؛ هجينة وأخرى تعمل بخلايا الوقود، وهي التقنية الحديثة التي كشفت عنها هيونداي للمرة الأولى في معرض سول الدولي للسيارات في مارس الماضي.