المتهم استدرج أباه إلى منطقة صحراوية بزعم التنقيب عن الآثار، واستغل تقدم أبيه فى السير، فهشم رأسه من الخلف ببلطة أعدها لتنفيذ الجريمة، وتضارب أقواله مع والدته وزوجته فضحه جريمة ثابتة باعترافات تفصيلية «أيوه أنا اللى قتلت أبويا»، وإرشاد عن أداة الجريمة «بلطة» مخبأة داخل منزل المتهم وملطخة بدماء والده، وصور كاميرات مراقبة رصدت الابن وهو برفقة والده في سيارة الأخير بالتزامن مع توقيت الجريمة، وارتباك الزوجة: «كان معانا، لأ مش فاكرة». كانت هذه حصيلة جهود رجال المباحث فى قسم شرطة الواحات بالجيزة، التى تم تقديمها للنيابة العامة أدلةً فى جريمة قيام شاب ثلاثيني بتهشيم رأس أبيه بمنطقة صحراوية منعزلة "منديشة" بالجيزة، بسبب اتهامات للأب المجني عليه بالشذوذ. النيابة أمرت بحبس المتهم 4 أيام، جددها قاضي المعارضات بمحكمة أكتوبر الابتدائية إلى 15 يومًا، بعد ما ورد فى التحقيقات من اعترافات وكواليس صادمة، جاءت على لسان الابن المتهم «عصام»، قائلا في التحقيقات: «قتله مش عقوق ولا إجرام، دى أقل حاجة يستحقها عن أفعاله البشعة، التى ألحقت العار وسوء النيابة أمرت بحبس المتهم 4 أيام، جددها قاضي المعارضات بمحكمة أكتوبر الابتدائية إلى 15 يومًا، بعد ما ورد فى التحقيقات من اعترافات وكواليس صادمة، جاءت على لسان الابن المتهم «عصام»، قائلا في التحقيقات: «قتله مش عقوق ولا إجرام، دى أقل حاجة يستحقها عن أفعاله البشعة، التى ألحقت العار وسوء السمعة بي وبشقيقتيّ، ولما تزوجت وحملت زوجتي تملكني الرعب مما يمكن أن يلحق بابني لو جاء إلى الحياة وهو حفيد لرجل سيئ السمعة، معتاد على الشذوذ ومشهور بين الناس بذلك». «الابن الطماع».. قتل والده وفصل رأسه عن جسده بسبب الميراث شرح «عصام» 33 سنة، قى تحقيقات قتل أبيه «أ. ع» 55 سنة، أن الأخير مشهور فى نطاق محل سكنهم بممارسته أعمالا منافية للآداب، علاوة على هوسه بالتنقيب عن الآثار، وصرف مبالغ طائلة على الدجالين، وعمال ينقلهم وينفق عليهم للحفر فى مناطق متفرقة، ومن كثرة التصاق الصفتين المذمومتين به، بات سببًا في معايرته وسَبه وسط أقرانه، شارحًا أنه ولد وحيد، ولديه أختان، واشتهر والده باستقطاب الصبية أو الشباب صغار السن بقصد ممارسة الأعمال المنافية للآداب، وككرة الثلج ظلت فضائحه تكثر يومًا بعد الآخر، حتى تسببت فى عزوف الخطاب عن شقيقتيه، بينما تزوج هو بفتاة بعيدة عن أهل المنطقة ولا تعرف شيئا عن العائلة، وكان وزوجته يخططان ليصبحا أبوين. وأخذ الشاب يحلم بأطفاله يلهون ويمرحون فى المنزل، وخطر فى مخيلته ممارسة والده سلوكه المنحرف مع الصغار، ومحاولة استدراجهم أو التحرش بهم، وسرعان ما تجمعت كراهية الأب فى قلب ابنه الثلاثيني، فعقد العزم والنية على أن خلاصه وخلاص أسرته من عار الأب -بحد وصفه فى التحقيقات- لن يحدث إلا بموته، ونسيان سيرته إلى الأبد، وبدأ يتحين الفرص للقتل. وفى اعترافاته أوضح أنه قرر أن تكون الجريمة بعيدة عن المنزل، حتى لا يتعرض أحد لوالدته، أو زوجته وشقيقتيه، وتجنيبهن المعاناة والمساءلة القانونية، وظل يبحث مرارًا وتكرارًا عن وسيلة لقتل أبيه، فهداه شيطانه إلى استدراجه إلى منطقة صحراوية بحجة التنقيب عن الآثار، وهو ما سيحتفي به والده المهووس بتلك الفكرة، وبالفعل خرج المتهم بعد عشاء يوم الجمعة قبل الماضي، واستقل مع والده السيارة إلى منطقة "منديشة" على طريق الواحات بزعم التنقيب. وكان المجني عليه -حسب اعترافات المتهم- يسلم ظهره إلى نجله، فباغته الأخير بضربات متلاحقة على الرأس من الخلف فهشمه تمامًا، وتأكد من موته، ووضع البلطة فى كيس محكم حتى لا تلوث الدماء التي عليها، السيارة أو ملابسه، وبادر بالعودة إلى مسكنه. ووفقا للتحقيقات عثر رجال المباحث على جثة رجل خمسيني مهشم الرأس بآلة حادة من الخلف، وعلى الفور تم نشر أوصافه، ومراجعة محاضر الغيابات، حتى توصلت التحريات إلى هوية المتهم، وبالتحرى عنه تبين أنه سيئ السمعة وحوله شبهات بممارسة أعمال منافية للآداب، علاوة على هوسه بالتنقيب عن الآثار. وبسماع أقوال أسرته نفوا علمهم بغيابه، وقال نجل المتوفى إنه كان فى المنزل برفقة زوجته وأمه، بينما قالت زوجته إنه توجه لصلاة العشاء، وبمراجعتهما عن نزول «عصام» من المنزل قالت الزوجة: «مش فاكرة»، وبرر المتهم أقوالها بنزوله لشراء دواء. قاتل أبيه في بنها: أنا المهدي المنتظر! وبتكثيف البحث تم التوصل إلى كاميرا مراقبة، رصدت تحرك الابن مع أبيه بسيارة الثاني فى توقيت متزامن مع وقت الجريمة بحسب ترجيح تقرير الطبيب الشرعي، وبتضييق الخناق على الابن اعترف بأنه قتل أباه، وذلك بسبب سوء سمعته بين أهالي قريتهم، وخشيته على أبنائه في ما بعد، مختتما اعترافاته: «وصمنا بالعار وخفت على عيالي منه».