تعالت الأصوات الغاضبة وتجمع عشرات من أهالي ضحايا العبارة عند ضفاف نهر دجلة تعبيرا عن غضبهم، وكانت هتافات أهالي الضحايا: «الفساد يقتلنا، ولن نسكت». يعيش العراق على وقع كارثة أودت بحياة أكثر من مئة شخص أغلبهم من الأطفال والنساء، بعد أن تحولت رحلة للمشاركة في احتفالات عيد النوروز إلى رحلة موت، بعد غرق عبارة انقلبت في نهر دجلة بمدينة الموصل. وقع الحادث عندما كانت العائلات متوجهة إلى مجمع سياحي على نهر دجلة، وسط الموصل، للاحتفال بعيد الأم، وعيد نوروز أو رأس السنة الكردية، وهذا اليوم هو إجازة رسمية في العراق. انقلاب العبارة هو أسوأ حادث من نوعه منذ سنوات في العراق، حيث خلفت الحروب المتلاحقة وهجمات التنظيمات الإرهابية مئات الآلاف من الضحايا، لكن حوادث الغرق في النهر نادرة الوقوع. آخر تلك الحوادث وقع عام 2013 عندما غرقت عبارة مطعم لبناني في بغداد، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص. وسبق ذلك حادث مأساوي في أغسطس 2005، أوقع 965 قتيلا جراء تدافع على جسر خلال مسيرة لتأدية زيارة إلى مرقد الإمام الكاظم في شمال بغداد، إثر شائعة بوجود انتحاري بين الزوار، بحسب "فرانس 24". حداد وغضب وخيم الحزن، آخر تلك الحوادث وقع عام 2013 عندما غرقت عبارة مطعم لبناني في بغداد، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص. وسبق ذلك حادث مأساوي في أغسطس 2005، أوقع 965 قتيلا جراء تدافع على جسر خلال مسيرة لتأدية زيارة إلى مرقد الإمام الكاظم في شمال بغداد، إثر شائعة بوجود انتحاري بين الزوار، بحسب "فرانس 24". حداد وغضب وخيم الحزن، أمس الجمعة، على مدينة الموصل التي لبست ثوب الحداد حزنا على الضحايا، وأعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي حدادًا وطنيا في البلاد لمدة ثلاثة أيام عقب الحادث. ووسط هذا الحزن تعالت الأصوات الغاضبة وتجمع عشرات من الأهالي عند ضفاف نهر دجلة تعبيرا عن غضبهم، وكانت هتافات أهالي الضحايا: "الفساد يقتلنا"، و"لن نسكت".
وبينما تحاول وزارتا الصحة والداخلية التقليل من أعداد الضحايا، فإن مفوضية حقوق الإنسان أعلنت من جانبها أن عدد قتلى العبارة وصل إلى 105 أشخاص. وقالت المفوضية في بيان لها إن "هذه الحصيلة ما زالت أولية، وإن عمليات انتشال جثث ضحايا غرق العبارة ما زالت مستمرة". المفوضية طالبت رئاسة الوزراء بتشكيل هيئة مستقلة للكوارث الطبيعية، مشيرة إلى أن "العراق لا يملك إسعافا جويا، وصافرات الإنذار في الموصل معطلة". وأكدت أن حادثة العبارة كارثة إنسانية وليست سياسية، مشددة على "محاسبة المقصرين وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وإعلانها للرأي العام"، وفقا ل"الشرق الأوسط". فساد واتهامات وبينما أرجعت إدارة الجزيرة السياحية فى محافظة نينوى سبب غرق العبارة لانقطاع سلك مثبت بأحد الأعمدة المسؤولة عن سحب وتثبيت العبارة، ما أدى إلى غرقها، لا تزال المعلومات تتضارب، سواء بشأن حمولة "عبارة الموت"، وأسباب تلك الفاجعة، وخرج أهالي الموصل المكلومون للمطالبة بالكشف عن المسؤولين عن غرق العبارة ومقتل الضحايا. القوات الأمنية في الموصل تمكنت من القبض على مدير جزيرة "أم الربيعين" السياحية وفق مذكرة قضائية عندما كان يحاول الهروب من محافظة نينوى، كما تم إيقاف تسعة أشخاص كانوا مسؤولين عن العبارة. عادل عبد المهدي دعا مجلس النواب إلى إقالة محافظ نينوى ونائبيه على خلفية كارثة غرق العبارة في الموصل، وأوضح في خطاب رسمي إلى البرلمان أن سبب طلب الإقالة يعود إلى الإهمال والتقصير الواضحين في أداء الواجب والمسؤولية، ووجود ما يدل من تحقيقات تثبت التسبب في هدر المال العام واستغلال منصبه، بحسب "سكاي نيوز". وأفادت العديد من المصادر أن موكب محافظ نينوى نوفل العاكوب، دهس اثنين من أهالي ضحايا العبارة المنكوبة، في أثناء فراره من موقع الحادث بعد مهاجمة الأهالي الغاضبين لموكبه. منع موكب الرئيس الرئيس برهم صالح وصل للموصل لمتابعة تطورات حادثة غرق العبارة في نهر دجلة، إلا أن موكبه تعرض لاعتداءات من قبل المتظاهرين في الموصل ليتم إخلاء الرئيس العراقي بسيارة خاصة وترك موكبه بالجزيرة السياحية في الموصل. وجاء الحادث بعد يوم واحد من تحذير وزارة الموارد المائية المواطنين بالانتباه إثر فتح بوابات سد الموصل بسبب زيادة التخزين، وأكد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي أن هناك تقصيرا إداريا واضحا في محافظة نينوى. وقال الكاتب والباحث العراقي هشام الهاشمي في منشور له عبر صفحته في "فيسبوك" إن تسريبا عن تقرير رسمي قد كشف أن أبرز أسباب غرق عبارة الموصل يعود للحمولة الزائدة، وإن إدارة العبارة لم تلتزم بشروط الأمان والمتانة والإنقاذ. ورغم أن حادث غرق العبارة لا يقارن بأعمال العنف التي مزقت البلاد، فإنه يحمل طابعا مؤلما لمصادفته مع الاحتفال بعيد النوروز الذي يمثل بداية فصل الربيع في العراق والمنطقة.