تقدم «التحرير» سلسلة موضوعات باسم «عظماء إفريقيا»، لإلقاء الضوء على نجوم القارة، الذين تألقوا بالمونديال الإفريقي قبل انطلاق "كان" 2019، الذي تستضيفه مصر في يونيو المقبل «حينما تم اختياره لفريق تحت 14 سنة كان أصغر من مثّل الأهلي في تلك المسابقة، بل ربما كان أصغر من لعب الكرة رسميًا في مصر، ومنذ البداية توقّع الجميع أن يلمع بسرعة، وكان يلمح في عيونهم نظرات الحب، لكنه لمح أيضًا نظرات شفقة بسبب ضآلة حجمه، حيث كان جسمه صغيرًا.. ويرى أن الهداف لا يصنع بل يولد هدافًا بالفطرة، حيث إن الموهبة هي الأهم في تكوين الهداف.. ثم يتم تنمية الموهبة بالتدريب، ويقول إن لاعبًا مثل مارادونا لا يمكن صناعته بالتدريب».. هو مارادونا النيل طاهر أبو زيد. عامر طاهر أبو زيد السيد، ولد في الأول من أبريل لعام 1962 في مدينة البداري بمحافظة أسيوط، ووالده مدرس اللغة الإنجليزية أبو زيد سيد عامر، الذي أصبح مدير مدرسة فيما بعد، وقد أطلق عليه هذا الاسم بسبب حبه للإعلامي طاهر أبو زيد، صاحب الأعمال الإذاعية الناجحة. بدأ حكايته مع الكرة في الشوارع المجاورة لبيته عامر طاهر أبو زيد السيد، ولد في الأول من أبريل لعام 1962 في مدينة البداري بمحافظة أسيوط، ووالده مدرس اللغة الإنجليزية أبو زيد سيد عامر، الذي أصبح مدير مدرسة فيما بعد، وقد أطلق عليه هذا الاسم بسبب حبه للإعلامي طاهر أبو زيد، صاحب الأعمال الإذاعية الناجحة. بدأ حكايته مع الكرة في الشوارع المجاورة لبيته مع جيرانه، وحين التحق بمدرسة عثمان بن عفان الابتدائية، إلى أن تخرج في معهد تعاون. بصعوبة بدأ الفتى الصغير ممارسة الكرة أكثر وأكثر. نال إعجاب قينون ولكن وبعد أن انتقلت عائلته إلى القاهرة، وهو في سن العاشرة، قرر التوجه إلى نادي إسكو للخضوع لاختبارات الناشئين، فأعجب عصمت قينون، مدير قطاع الناشئين، بالصغير طاهر أبو زيد، وطلب منه الانضمام إلى ناشئي النادي القريب من منزله، وهو ما قابله بالموافقة. وفي اليوم التالي كان من المقرر أن يعود إلى النادي للتوقيع على استمارة الالتحاق بالنادي، لكن والده اعترض بسبب صغر سنه، وإمكانية تعارض لعب الكرة مع مستقبله بالمدرسة، وحين تأخر اللاعب الواعد على قينون أوفد أحد الأفراد ليعرف سبب غيابه، فعلم برفض الأب مزاولته الكرة، وحين حاول إقناعه أصرّ على موقفه. اكتشفه شاكر عبادة وكأنّ القدر كان يخبئ للموهبة القادمة مفاجأة بعدم الانضمام إلى إسكو، حيث اكتشفه شاكر عبادة، أحد كشّافي الأهلي، حيث دخل النادى الأهلى أول مرة ضمن اختبارات الناشئين يوم 15 يونيو 1973 بصحبة كشّاف الأهلى شاكر عبادة، حيث استقبله عمرو أبو المجد، المسؤول عن مدرسة الكرة في ذلك الوقت. وفي أول اختبار له تم اختياره للعب لفريق 13 سنة، ثم انضم في ديسمبر 1973 إلى فريق الناشئين تحت 14 سنة، وأهلته موهبته للاشتراك في مباريات فريق الناشئين تحت 15 و17 سنة رغم صغر سنه، وأسهم خلالها في فوز الأهلى بكل بطولات الناشئين، وسجّل بمفرده أكثر من 150 هدفًا. خطف أنظار هيديكوتي وفي عام 1979 انضم إلى الفريق الأول، وعمره لا يتجاوز 17 عامًا، بعد أن لفت نظر المدرب المجرى "هيديكوتي" في مباراة الأهلى والزمالك تحت 17 سنة، وسجل يومها هدفى الفوز للأهلى. وعن تلك الحقبة قال طاهر أبو زيد: "حينما تم اختيارى لألعب لفريق تحت 14 سنة كنت أصغر من مثّل الأهلى في تلك المسابقة، بل ربما كنت أيضًا أصغر من لعب الكرة رسميًا في مصر، ومنذ البداية توقع الجميع أن ألمع بسرعة، وكنت ألمح في عيونهم نظرات الحب، لكنى لمحت أيضًا نظرات شفقة بسبب ضآلة حجمي، حيث كان جسمى صغيرًا، لكن الله أحاطنى برعايته، حيث نمى جسمى في فترة صغيرة". وفي عام 1979 تم اختياره للعب في الفريق الأول، وهو لم يكمل عامه ال17، ورغم هذا لعب مع جيل العمالقة، وكان اختيار النجم الموهوب للفريق الأول منطقيًا، فقد أحرز في مباريات الناشئين 240 هدفًا في خمسة مواسم، كما سجّل في موسم 76/75 رقمًا قياسيًا من الأهداف بلغ 49 هدفًا، وهو رقم قياسي، لم يحققه ناشئ حتى الآن. وكانت أول مباراة رسمية له مع النادي الأهلي في بطولة الدوري أمام السويس، وفاز المارد الأحمر 1/ صفر، وشارك طاهر في هذه المباراة مع جيل العمالقة صفوت عبد الحليم وطاهر الشيخ ومصطفى عبده والخطيب. بداية التألق في عام 1981 قاد طاهر منتخب الناشئين في كأس العالم، التي أقيمت بأستراليا تحت قيادة هاني مصطفى، وكان طاهر كابتن هذا المنتخب، كما فاز بالحذاء الفضى، ولقب ثاني هدافى هذه البطولة بأربعة أهداف، وهو نفس رصيد صاحب الحذاء الذهبي، لكنهم قرروا منح أبو زيد الحذاء الفضى، لأن أحد أهدافه كان من ضربة جزاء. وعن تلك البطولة يقول أبو زيد: "كانت مجموعتنا تضم أقوى فريقين في البطولة.. منتخب ألمانيا الذي فاز باللقب في النهاية، والثانى هو منتخب إسبانيا أحد المصنفين والمرشحين للقب.. وتوقع الجميع في القاهرة أن يخسر الفريق المصرى كل مبارياته.. لكننا تعادلنا مع إسبانيا، ثم هزمنا ألمانيا، وفزنا بصدارة مجموعتنا، وصعدنا إلى دور الثمانية". وواصل طاهر أبو زيد: "لعبنا مع إنجلترا، ولعب الفريق الإنجليزى مباراة رائعة، حيث حاصرنا في منتصف ملعبنا، لكننا أحرزنا هدفين متتاليين من هجمتين مرتدتين، وقبل نهاية الشوط الأول بدقائق أحرز فريق إنجلترا هدفًا انتهى به الشوط الأول 2/ 1 لصالحنا. وفي الشوط الثاني توالى هجوم إنجلترا ليفوز فريقها 2/4 بعد أن قدم فريقنا عرضًا طيبًا". طاهر أبو زيد الفيلسوف طاهر أبو زيد الذي ذهب رفقة المنتخب الوطني إلى الصين، وشارك في دورة السور العظيم، وعاد حاملًا لقب الهداف، يرى أن الهداف لا يُصنع، بل يولد هدافًا بالفطرة، حيث إن الموهبة هي الأهم في تكوين الهداف.. ثم يتم تنمية الموهبة بالتدريب، ويقول إن لاعبًا مثل مارادونا لا يمكن صناعته بالتدريب، وهو يعتز كثيرًا جدًا بلقب مارادونا النيل. الانطلاقة مع الفراعنة وانضم طاهر أبو زيد إلى المنتخب الوطني في أكتوبر 1982، وفي نفس الشهر لعب أول مباراة دولية أمام زامبيا في الاحتفال باليوبيل الفضي بمرور 25 عامًا على إنشاء الاتحاد الإفريقي، وافتتح طاهر رصيد أهدافه الدولي بهدفين، أحرزهما في هذا اللقاء، ثم ظل يلعب باسم الفراعنة حتى عام 1990، وخاض 59 مباراة دولية، ونال شرف اللعب في كأس العالم أمام أيرلندا، ودخل حينها بديلًا لمجدي طلبة في الدقيقة 60. كما كان لطاهر الدور الأكبر في فوز مصر بكأس الأمم الإفريقية، التي أقيمت بالقاهرة في مارس 1986، بعد أن حطّم عقدة المغرب بالهدف، الذي سجله في مرمى حارس المغرب العملاق بادو الزاكى من ضربة حرة مباشرة في الدقيقة 34 من الشوط الثاني في الدور قبل النهائى باستاد القاهرة يوم الإثنين 17 مارس 1986، وفازت مصر 1/ صفر، وتأهلت للنهائى، وفازت بالبطولة على حساب الكاميرون. طاهر أبو زيد في عمان خاض أبو زيد تجربة الاحتراف، حيث احترف في صفوف نادى صحار العماني في أغسطس 1991، ولم يستمر، وعاد إلى النادى الأهلى في 10 ديسمبر 1991 بسبب بعض المشاكل، وفى عام 1992 هتف باسمه كل الجمهور الأحمر عندما أرسل قذيفة مدوية في الوقت القاتل من نهائى كأس مصر ضد الزمالك، فارتدت من الحارس حسين السيد إلى قدم أيمن شوقى، فسجل هدف الفوز. الاعتزال بعد حياة كروية حافلة بالإنجازات، ورصيد كبير من حب الجماهير، وبعد مساهمته الكبيرة في الفوز ببطولة كأس مصر عام 1992 استغنت إدارة النادي الأهلي عن 7 لاعبين دفعة واحدة، من بينهم طاهر أبو زيد، فيما عرف ب"المذبحة الكبرى"، وعلى الرغم من حصوله على عديد من العروض فإنه قرر الاعتزال والاتجاه إلى خدمة الأهلي بشكل آخر. ألقاب في مسيرة طاهر أبو زيد - الدوري 7 مرات. - كأس 8 مرات. - بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري مرتين. - بطولة إفريقيا للأندية أبطال الكأس 3 مرات. - الكأس الأفروآسيوى 1988. - كأس الأمم الإفريقية 1986. - هداف كأس العالم للناشئين 1981.