البابا غبريال بن تريك رتب أسبوع الآلام وحارب شراء المناصب الكهنوتية.. البابا كيرلس الرابع أنشأ المدارس واستقبل المطبعة مثل البطاركة.. البابا كيرلس الخامس اهتم بالفقراء كلما ذكرت كلمة «الإصلاح» داخل الأوساط الكنسية القبطية، يعتبرها بعض المواطنين المسيحيين كأنها إهانة، لواحدة من أقدم المؤسسات في مصر، التي يقترب عمرها من ألفي عام، وهي كنيسة الإسكندرية، لكن رغم ذلك فقد جددت الكنيسة في كثير من الأزمنة من نفسها، وطورت أمورا كثيرة حتى إن واحدًا من الباباوات ال118، في منتصف القرن التاسع عشر لقب ب«أبو الإصلاح»، وهو البابا كيرلس الرابع، وليس هو البطريرك الوحيد الذي أجرى إصلاحات داخل منظومة الكنيسة، بل سبقه بعض الباباوات، وتلاه أيضا آخرون، وفي هذا التقرير تستعرض «التحرير»، سيرة 3 باباوات أجروا إصلاحات كنسية. ويعترض البابا تواضروس الثاني، على بعض الأمور الإدارية، التي تطورت فيها الكنيسة، مثل شراء مواد «زيت الميرون»، ووضع لوائح جديدة وتعديل البعض لتطوير المنظومة داخل المؤسسة الكنسية، بل ويوجه له الاتهام بأنه يفرط فيما هو قديم. البابا غبريال الثاني «بن تريك» رقم 70 يجتمع في هذا البطريرك ويعترض البابا تواضروس الثاني، على بعض الأمور الإدارية، التي تطورت فيها الكنيسة، مثل شراء مواد «زيت الميرون»، ووضع لوائح جديدة وتعديل البعض لتطوير المنظومة داخل المؤسسة الكنسية، بل ويوجه له الاتهام بأنه يفرط فيما هو قديم. البابا غبريال الثاني «بن تريك» رقم 70 يجتمع في هذا البطريرك عدة أمور، يروجها التيار المحافظ داخل الكنيسة لتأكيد وجهة نظرهم، وفرض سيطرتهم، فهو البابا «العلماني»، أي لم يكن راهبًا قبل الرسامة بطريركًا، أجرى عدة إصلاحات إدارية، واجه «السيمونية»، أي شراء المناصب في الكنيسة. وفي عهده تم ترتيب وتطوير صلوات وطقوس أسبوع الآلام التي تصليها الكنيسة بنفس هذا الترتيب حتى الآن. جلس البابا غبريال في منتصف القرن الثاني عشر، بين 3 فبراير 1131، و5 أبريل 1145 على كرسي القديس مرقس بعد خلو الكرسي أكثر من سنتين، بعد رحيل البابا مقارة الثاني، في وقت كان هناك اضطراب للأحوال السياسية في مصر وعدم وجود والٍ حتى عام 1130م. اسمه قبل الرسامة أبو العلا صعب بن تُريك، من القاهرة، كان يعمل أحيانا في بيت المال (وزارة المالية)، ويذكر مرقس بن زرعة، مُسجِّل سيرة هذا البطريرك، أنه لم يكن لأحد من الأساقفة علم برسامته ولا الرهبان، فحضروا إلى القاهرة، ومسحه الأساقفة بالزيت، ومضوا به في موكب للإسكندرية، رسموه هناك بطريركًا، في أيام الوالي أحمد بن الأفضل (حفيد أمير الجيوش بدر الدين الجمالي). أعماله في الاعتراف الأخير أضيفت في عهده عبارة «وصار واحدًا مع لاهوته» للاعتراف الأخير بالقداس، وحينما رفض بعض الرهبان، أخبرهم أنه استلمها هكذا من الأساقفة، وبعدها اتفقوا على إضافة عبارة أخرى إلى هذه العبارة، وهي: «بغير اختلاط، ولا امتزاج، ولا تغيير»، وتقال حتى اليوم. اعتاد الناس دفن موتاهم في الكنائس، ومنع هذه العادة، كما حارب عادة شراء مواهب الكهنوت بدراهم، التي تسمى (السيمونية)، كما أجرى بعض التعديلات الطقسية، حيث وجد أن القراءات التي تُتلى من الأسفار المقدسة في أسبوع الآلام كثيرة جدًا، مما يسبب مشقة عظيمة للشعب، سواء للقارئ أو السامع، ولذلك فقد استعان برهبان دير أنبا مقار في اختيار الفصول الملائمة من العهدين القديم والجديد للقراءة في هذا الأسبوع المقدس، وهو الذي يُقرأ الآن من كتاب «البصخة المقدسة». وبخصوص تكريس زيت الميرون، كان يتم سنويا، يوم الجمعة العظيمة، ثم تغير إلى يوم خميس العهد، لكن البابا غبريال الثاني اختطّ نظامًا بأن يُعمل الميرون بكميات كبيرة منعا من الالتزام بعمله سنويا، لكن احتفظ بيوم خميس العهد كيوم رسمي لصنعه. في عهده حين وجد غالبية الشعب لا يفهمون اللغة القبطية قرر قراءة الأناجيل والعظات باللغة العربية بعد قراءتها باللغة القبطية، حتى يتسنى للمُصلّين، فهم ما يسمعونه، وكانت هذه أولى خطوات اندثار اللغة القبطية. أصدر مجموعتين من القوانين، الأولى تنظّم خدمة ومسلك الإكليروس أساقفة وقسوسا؛ وتختص المجموعة الثانية بالطقوس والواجبات الكنسية، كما شملت قوانين للميراث، وبنى هذه القوانين على ما سبق أن وضعه الآباء الرسل والآباء البطاركة السابقون، بعد ملاءمتها مع تقدم الأجيال والسنين، ما يسهل تنفيذها. (للمزيد: من هنا) البابا كيرلس الرابع رقم 110 لقب هذا البطريرك الذي جلس على كرسي القديس مرقس منتصف القرن التاسع عشر في الفترة بين 17 يونيو 1854، و30 يناير 1861م ب«أبو الإصلاح»، اسمه بالميلاد داوود، وبعد الرهبنة في دير الأنبا أنطونيوس بالحبر الأحمر ظل اسمه كما هو. أعماله اهتم بنشر التعليم بين أبناء شعبه، طلب الشعب بجمع المال لإنشاء المدارس النظامية لتهذيب البنين والبنات ونشر المعارف الصحيحة في كل البلاد، وكان أول عمل باشره هو بناء المدرسة الكبرى للأقباط، وكانت إلى فترة وجيزة موجودة في فناء البطريركية القديمة بالدرب الواسع، كما اشترى عدة منازل وهدمها، وأقام على أنقاضها مدرسة مسيحية، ويقال إنه أنفق في بنائها 600 ألف قرشًا. كان يلقي بعض الدروس التاريخية والأدبية على الطلبة مما يناسب إدراكهم وسنهم، وجعل تعليم اللغة القبطية إجباريا مع الإشراف على ذلك بنفسه، وإذ رأى أن بعض الطلبة من جهات بعيدة يتكبدون مشقة الحضور إلى المدرسة أنشأ لهم مدرسة بحارة السقايين كان يزورها كل أسبوعين، كما أنشأ بحارة السقايين مدرسة أخرى للبنات فكانت أول لفته في مصر لتعليم البنات، حيث كانت البنات تعاني من قبل من الجهل وعدم العناية بها. أنجبت المدارس أبناء كثيرين تكلموا باللغات المختلفة، وكانوا من الأقباط المسيحيين منهم عبد الخالق ثروت باشا رئيس الوزراء في العشرينيات من القرن الماضي. وكان من إصلاحاته المبكرة وفقا لموقع كنيسة تكلا هيمانوت بالإسكندرية، أصدر منشورا في 23 أغسطس 1853 أوصى فيه: بمنع الكهنة من عمل عقد أملاك عند إجراء الخطوبة حتى تترك فترة للتعارف، تحذير الكهنة من تزويج البنات القاصرات، تحذير تزويج النساء المترملات المتقدمات في السن من الشباب، تحتيم أخذ رضاء وموافقة الزوجين قبل الإكليل. عمل على ترميم الكنائس، وأنشأ مكتبة في الدار البطريركية، كلف صديقًا له يدعى رفلة عبيد الرومي بشراء مطبعة من أوروبا، وتم شراؤها من إيطاليا وصلت ميناء بولاق، وكان يومها في دير الأنبا أنطونيوس بالصحراء الشرقية، فكتب إلى وكيل البطريركية بالقاهرة بأن يستقبلها في زيه الكهنوتي، ويكون الشمامسة بملابسهم الكهنوتية، وهم يرددون ألحان الفرح والسرور، ولمّا عابه البعض على ذلك بعد مجيئه من البرية، أجابهم لو كنت حاضرا فور وصولها لرقصت أمامها كما رقص داوود النبي أمام تابوت العهد. بدأ يصلح أحوال الكهنة المعيشية وربط مرتبات شهرية لبعضهم حتى لا تقف المادة عائقا لخدماتهم، وبدأ في عمل مدرسة إكليريكية لتعليمهم. وأنشأ أول مدرسة في مصر للبنات، وعدم التفريق بين الأثني والذكر في الميراث. البابا كيرلس الخامس رقم 112 من أكثر الباباوات جلوسا على كرسي القديس مرقس، ظل لمدة 52 سنة و9 أشهر، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى الربع الأول من القرن العشرين، في الفترة بين 1 نوفمبر 1874، و7 أغسطس 1927م. كان راهبا باسم يوحنا في دير العذراء البراموس بوادي النطرون. أعماله يقول موقع كنيسة تكلا هيمانوت إنه كثرت أعماله الإصلاحية ومساعدة طبقات شعبه المحتاجة، بدأ أيامه باستكمال الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالأزبكية، ولم يهمل أديرة الراهبات كدير أبو سيفين بمصر القديمة وديري العذراء ومار جرجس بحارة زويلة، كما كان يعطف على المتبتلات بهذه الأديرة ويجود عليهم من جيبه الخاص وحسن أحوالهم. أنشأ 9 مدارس بالقاهرة والجيزة منها المدرسة الإكليريكية ومدرسة البنات بالأزبكية واشترى السراي الكائنة بمهمشة حيث المدرسة الإكليريكية، كما اشترى 500 فدان، مما زاد معه إيراد البطريركية، واتسع نطاق العمل وعم العلم، وأنشئت مدارس للرهبان. عندما دعا أعيان مسيحيون لعقد مؤتمر قبطي لبحث مشاكلهم الداخلية والاجتماعية ومساواتهم ببقية المواطنين في أسيوط، بعد مقتل بطرس باشا غالي رئيس الوزراء 1910، خشى البابا من وقوع فتنه طائفية يستغلها الاستعمار، فكتب للأنبا مكاريوس مطران أسيوط يحذره من هذا الأمر، وحضّ في كتابه على استعمال الحكمة والتروي حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه.