بائع خضراوات يقيم دعوى طاعة ضد زوجته بعد اتهامها بمعاكسة أبناء الجيران.. ومحامٍ يوافق على تمثيله دون أجر مراعاة لظروفه ومر شكواه فكان جزاؤه الإحراج بالتنازل، المسامح كريم أقام زوج دعوى طاعة ضد زوجته بمحكمة الأسرة بإمبابة، ساق فيها إلى زوجته اتهامات بالجملة، بعضها أخلاقي، بمغازلة الجيران والخروج إلى الشرفة لتلقي معاكسات منهم، مما حوّل حياة الزوج إلى جحيم وجعل الخلافات تدب بينه وبين جيرانه وأهله وأصدقائه ومعارفه، علاوة على نوبات المشاجرات المتكررة مع الزوجة التى هجرت بدورها مسكن الزوجية إلى منزل أسرتها لمدة 3 أشهر، لكن حضر الزوجان إلى المحكمة وأعلن الزوج تنازله عن الدعوى، وهو الموقف الذى شهد استنكار محاميه، ليرد الزوج على الأخير: «معلش يا أستاذ، المسامح كريم ومش هتعمل كدا تاني». عامل باليومية عند أحد التجار فى سوق الخضراوات بإمبابة، يشقى طوال النهار بحمل الأقفاص والشكائر وإنزال الخضراوات وصفّها للمشترين، ينهي يومه بالجلوس على مقهى قرب محل سكنه بذات المنطقة، وفى إحدى المرات شاهد زوجته تطل من نافذة شرفتها دون ارتداء الحجاب، فهرول إلى مسكنه وفتح باب شقته ليجد زوجته ما زالت جالسة عامل باليومية عند أحد التجار فى سوق الخضراوات بإمبابة، يشقى طوال النهار بحمل الأقفاص والشكائر وإنزال الخضراوات وصفّها للمشترين، ينهي يومه بالجلوس على مقهى قرب محل سكنه بذات المنطقة، وفى إحدى المرات شاهد زوجته تطل من نافذة شرفتها دون ارتداء الحجاب، فهرول إلى مسكنه وفتح باب شقته ليجد زوجته ما زالت جالسة بالشرفة تحتسي الشاي، بينما باب شرفة الجيران «بلكونة» مفتوح والنور مضاء بها، فتشاجر مع زوجته ووبخها «إيه اللى مقعدك كدا والناس إلى قصادنا فاتحين البلكونة»، وبدأ الشك يتسلل إلى قلب الزوج وتواصلت خلافاته مع زوجته، ونبه عليها عدم فتح الشرفة ثانية إلا فى وجوده. «بينادي عليها في المنام».. دعوى خلع بسبب «حلم» بات الزوج يختلس وقتًا من عمله بزعم الذهاب لتناول الطعام، أو شرب الشاي بمقهى بعد إنزال البضائع، ويهرول إلى مسكنه لمطالعة حال شرفة منزله، وفى إحدى المرات شاهد زوجته تنشر غسيلا على البلكونة، وهى تغني وتبتسم، ووجد أحد الشباب من الجيران واقفًا فى نافذة حجرته بالعقار المقابل، فصعد إلى شقته ودفع زوجته إلى الداخل، وتشاجر مع الشاب: "إنت إيه اللى موقفك كدا وفيه واحدة قصادك بتنشر الغسيل"، ودبت مشاجرة بين العامل وجاره، وتطورت إلى تشابك الاثنين بالأيدي فى الشارع، بعد سباب الشاب للعامل وزوجته بقوله: "إيه اللى موقفها هي قصادي.. أنا أقف براحتي وتبقى تنشر الغسيل لو أنا مش واقف". وبمرور الوقت وتكرر المواقف سادت حالة من العداء بين العامل وجيرانه، إذ بات يرافق زوجته لنشر الغسيل، ويتشاجر مع من يخرج من الجيران فى هذا التوقيت، ودامت الخلافات ومعها الإساءة لسمعة الزوجة، وتدخلت أسرته فى الخلاف وباتت توبخه وتعنف زوجته وتتهمها باتهامات غير أخلاقية: «فضحانا وجيبالنا المشاكل.. هلى اللى بتطلع البلكونة وتغازل الجيران.. كل المشاكل دى ومش راضية تلم نفسها»، وبات الزوج كارهًا لمكان سكنه وأكل عيشه، واعتاد الخلاف مع زوجته والتعدي عليها بالضرب، حتى لجأت الأخيرة إلى أسرتها. زوجة فقدت حقوقها: «اكتبوا القايمة وبلاش إيصالات» وبمرور الوقت قرر الزوج رد زوجته إلى مسكنه، لكن بشروطه وهى عدم خروجها من المنزل أو إطلالها من الشرفة أو حتى النافذة، وتطرق النقاش إلى الاتهامات التى يسوقها الزوج لزوجته، وهو ما لم يحتمله والدها، وجعله يطرد الزوج، ويطلب منه تطليق ابنته، واستمرت الأخيرة فى منزل أسرتها عدة أشهر، حتى قرر الزوج إلزامها بالعودة إلى مسكن الزوجية بإقامة دعوى طاعة ضدها. وخشيت الزوجة وأسرتها من المحاكم وقضاياها، وقررت الزوجة التصالح مع زوجها والعودة إلى مسكن الزوجية دون إتمام الدعوى، لتوفير نفقات المحامين التي من المفترض أن تتحملها أسرتها، ووافقت على شروط زوجها لتمرير الموقف، وفى موعد الجلسة اللاحقة اتجه الرجل وزوجته إلى الجلسة، وطلب من محاميه إنهاء الدعوى بالتصالح، وهو ما استنكره المحامي بسبب كثرة الاتهامات التى ساقها الزوج إلى زوجته، "بتغازل الجيران وفضحاك وخاربة بيتك وعايز تتصالح"، فرد الزوج ببساطة "خلاص بقى يا أستاذ" وضحك هو وزوجته، وتابع الزوج: «المسامح كريم يا أستاذ وهي مش هتعمل كدا تاني». وانتهت الدعوى بالفعل بتصالح الزوجين وفرارهما من رواق المحكمة، بينما أوضح المحامي ل"التحرير": «آدى آخرة القضايا أم بلاش.. وأوضح أنه وافق على تمثيل الزوج دون أجر مراعاة لظروفه بوساطة أحد المعارف المشتركة بينهما.. وتحمس للدفاع عنه بعدما سمع تفاصيل شكواه وتضرره من زوجته.. ورغم هذا وجد نفسه فى موقف حرج أمام المحكمة حين فاجأه الزوج بالتصالح مع الزوجة دون الحاجة لقضية ومحام».