مراقبون أشاروا إلى أن الرئيس الإيراني سيركز على مكاسب الزيارة الإيرانية للعراق من الناحية الاقتصادية لموازنة نفوذ المحافظين الإيرانيين على الجانب الأمني والاستخباري "مواجهة العقوبات الأمريكية على بلاده"، كان هذا هو العنوان الأبرز للزيارة التاريخية التي بدأها الرئيس الإيراني حسن روحاني للعراق، أمس الاثنين، في محاولة للبحث عن مخرج من تأثير تلك العقوبات التي اعترفت بها طهران مؤخرًا، حيث تأتي تلك الزيارة في ظل أصعب ظروف اقتصادية وسياسية تمر بها طهران في السنوات الأخيرة. ففي ظل العقوبات الأمريكية التي أعيدت العام الماضي على طهران، يشهد الاقتصاد الإيراني تراجعاً حاداً، وتعاني الأسواق من شح السلع الأساسية، بينما تهبط قيمة عملتها الوطنية إلى أرقام قياسية. فخلال تلك الزيارة التي تعد الأولي منذ تولي روحاني رئاسة إيران عام 2013، نجد أن طهران تأمل في إقناع الحكومة العراقية بعدم تطبيق العقوبات الأمريكية، أو على الأقل معظمها، وأن تدخل في شراكة اقتصادية وتجارية معها، تسمح لها بالالتفاف على العقوبات وضمان الاستمرار في تسويق بضائعها وبيع منتجاتها. فقد كشفت تصريحات فخلال تلك الزيارة التي تعد الأولي منذ تولي روحاني رئاسة إيران عام 2013، نجد أن طهران تأمل في إقناع الحكومة العراقية بعدم تطبيق العقوبات الأمريكية، أو على الأقل معظمها، وأن تدخل في شراكة اقتصادية وتجارية معها، تسمح لها بالالتفاف على العقوبات وضمان الاستمرار في تسويق بضائعها وبيع منتجاتها. فقد كشفت تصريحات مسؤول إيراني كبير يرافق الرئيس حسن روحاني في زيارته إلى العراق، أمس، أن الأخير يبحث في بغداد عن "ثغرة" في جدار العقوبات الأمريكية على بلاده. مشيرا إلى أن "العراق قناة أخرى لإيران لتفادي العقوبات الأمريكية الجائرة... هذه الزيارة ستوفر فرصاً للاقتصاد الإيراني"، حسب "رويترز". استجواب روحاني.. للإطاحة به أم لتحسين أداء حكومته؟ روحاني تناول مع القيادة السياسية في العراق أهم الملفات العالقة بين البلدين، مثل الحدود، وترسيخ العلاقات الاقتصادية، فضلاً عن ملفات المنطقة، خصوصاً الوضع في سوريا. وبينما دعا روحاني العراق إلى لعب دور في تهدئة أوضاع المنطقة، أكدت القيادة السياسية الجديدة في العراق حيادية موقف بلادهم من الصراعات الإقليمية والدولية، فرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي يسعى للحد من النفوذ الإيراني، وهو ما سعى إليه رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي إلا أنه فشل في ذلك. روحاني لفت خلال اللقاء الذي جمعه مع الرئيس العراقي برهم صالح إلى أن "إيرانوالعراق واجها صعوبات كثيرة في السنوات الماضية بسبب الإرهاب، والشعبان كانا قد عانيا من هذه الظاهرة المشؤومة". بعد الإطاحة بأبرز حلفاء روحاني.. هل يهدأ الشارع الإيراني؟ وأضاف روحاني للصحفيين بعد لقائه الرئيس العراقي: "لدينا الظروف المواتية للتعاون في كل المجالات بما يشمل التجارة والاستثمار والعلاقات في مجالات الطاقة والكهرباء والغاز والبنوك، والتعاون في مجال الطرق والسكك الحديدية". رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي التقى روحاني، وبحث معه دعم أوجه التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية. عبر عبد المهدي عن ترحيبه بزيارة روحاني والوفد المرافق، متمنيا أن تسهم الزيارة في تطوير العلاقات بين البلدين والشعبين الجارين في جميع المجالات وتعزيز الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة. وسط أرقام مفزعة.. «تسونامي الانتحار» يدق «ناقوس الخطر» في إيران فيما وقع وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني رضا رحماني مع وزير الصناعة العراقي صالح الجبوري والتجارة محمد هاشم العاني أمس 22 اتفاقا في مجال الصناعة والتجارة. وتعتبر هذه الاتفاقات، التي تشمل مختلف المجالات التجارية والصناعية، خطوة هامة ومؤثرة في وتيرة زيادة التعاون الثنائي وتنمية التجارة بين إيرانوالعراق، حسب "إرنا". ويرى محللون أن الزيارة تأتي في وقت استثنائي على صعيد الداخل الإيراني وهو تصاعد محور المحافظين على حساب الإصلاحيين، وخارجياً باتجاه العراق الذي يمثل الحلقة الأولى من سياسات الأمن القومي الإيراني نتيجة المصالح الإيرانية في العراق من جهة وحلفاء السياسة الإيرانية من جهة أخرى. ويشير مراقبون إلى أن الرئيس الإيراني سيركز على مكاسب الزيارة الإيرانية من الناحية الاقتصادية لموازنة نفوذ المحافظين الإيرانيين على الجانب الأمني والاستخباري عبر حوارات معمقة مع العراقيين بدلالة غرفة التنسيق الاستخبارية الرباعية. الاقتصاد يخنق إيران.. و«قرابين» روحاني تتساقط وتعليقا على زيارة روحاني التاريخية للعراق أكد محمد عبادي مدير مركز جدار للدراسات والخبير في الشأن الإيراني، أن زيارة روحاني إلى العراق، تأتي لاستكمال الهيمنة الإيرانية على العراق، لكن في ظل حكومة عادل عبد المهدي، تتخذ الهيمنة شكلا جديدا، على شكل تعاون مشترك بين الدولتين، فقبل زيارة روحاني، سبقتها زيارة ظريف وزير الخارجية، واليوم تأتي زيارة روحاني في هذا السياق. وأوضح "عبادي" في تصريحات ل"التحرير" أن إيران تعتمد على العراق كحديقة خلفية، للهروب من العقوبات الأمريكية على طهران، عبر مسارات التهريب على الحدود المفتوحة، أو عقد بعض الاتفاقات الاقتصادية، لتكون غطاء للتهرب من العقوبات الأمريكية. ونوه مدير مركز "جدار" بأن رئيس الوزراء العراقي، يصر على أنه يقف على الحياد، لكن الجميع على بما فيهم الولاياتالمتحدة، يعرفون مدى نفوذ وسيطرة إيران على الأوضاع في العراق، عبر أذرعها السياسية، وميليشياتها العسكرية. خارطة طريق «خاتمي».. حل للأزمة الإيرانية أم محاولة لإسقاط النظام؟ "عبادي" اختتم تصريحاته قائلا: "ربما يمتلك عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء الحالي رغبة حقيقية في أن يكون على الحياد، لكن النفوذ الإيراني المتجذر أكبر من رغبة عبد المهدي، وهو ما تعيه إيران لذلك تغير من أساليبها وأنماط علاقتها مع الحكومة الجديدة". مشيرا إلى أن عبد المهدي لا يملك القرار منفردا في العراق، حيث يملكه مع آخرين جميعهم مع إيران، ولن يكون في العراق إلا ما تريده إيران.