تعرضت مصر خلال السنوات الماضية للعديد من العمليات الإرهابية، والتى راح ضحيتها المئات من ضباط الجيش والشرطة، ليتركوا وراءهم أطفالا يتألمون لفراقهم ولكنهم يفخرون بتضحياتهم لا يوجد شيء فى هذا العالم يعوض طفلا حرمانه من أبيه، ولكن هناك أشياء يتركها الآباء لأبنائهم حتى تزرع فى قلوبهم الطمأنينة والقوة والصبر، وهذا ما فعله شهداء الجيش والشرطة، ممن ضحوا بأرواحهم لأجل هذا الوطن. فعلى الرغم من الألم الذى تركوه فى قلوب أحبائهم، فإنهم أيضا ضربوا لهم مثلا فى الشجاعة والإيمان برسالتهم فى الدفاع عن وطنهم، ليتحول هذا الألم إلى مصدر للفخر والقوة والاعتزاز فى نبرة كل أبناء الشهداء، عندما يرددون بكل شجاعة وفخر بأنهم يحملون لقبًا عظيمًا، وهو لقب "ابن الشهيد". التقت "التحرير" عددا من أبناء شهداء الشرطة، احتفالا بيوم الشهيد، الذى تحتفل به مصر فى 9 مارس من كل عام، وهو ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض. لمتابعة التحقيقات الخاصةفي يوم الشهيد الشهيد العقيد محمد سويلم استشهد العقيد محمد عبد الرؤوف سويلم، رئيس مباحث قسم الجناين بمحافظة السويس، فجر يوم 26 التقت "التحرير" عددا من أبناء شهداء الشرطة، احتفالا بيوم الشهيد، الذى تحتفل به مصر فى 9 مارس من كل عام، وهو ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض. لمتابعة التحقيقات الخاصةفي يوم الشهيد الشهيد العقيد محمد سويلم استشهد العقيد محمد عبد الرؤوف سويلم، رئيس مباحث قسم الجناين بمحافظة السويس، فجر يوم 26 مارس 2015، خلال مطاردة مع مجموعة من العناصر الإرهابية. وبكل فخر واعتزاز قالت لينا بنت الشهيد محمد سويلم، إن استشهاد والدها أعطاها قوة وعزيمة، وإن أبناء الشهداء يجب ألا يحزنوا على فقدان آبائهم، لأنهم أبطال دافعوا عن الوطن واستشهدوا فى سبيل الله، وهذا الأمر يستحق الفخر لا الحزن. ووجهت لينا رسالة إلى والدها الشهيد، قائلة: "أنا فخورة بحضرتك يا بابا، وعايزة أقولك إنى باحبك جدا، وهاحقق كل أمنياتك وهابقى مذيعة شاطرة زى ما وعدتك"، مؤكدة أنها ستواصل حديثها عن والدها الشهيد مع أصدقائها وأقاربها ومعارفها، ولن تنساه أبدا فى يومها، لأنها تشعر به إلى جوارها كأنه ما زال حيا. أما ملك بنت الشهيد محمد سويلم فبدأت حديثها ل"التحرير"، قائلة: "أنا مش زعلانة إن بابا استشهد وإنى اتحرمت منه، لأن بابا بطل وأنا فخورة بيه"، وأكدت أنها ستلتحق بكلية الشرطة استكمالا لمسيرة والدها الشهيد، واسترداد حقه من الإرهابيين الذين غدروا به. الشهيد العقيد علي فهمي استشهد العقيد على أحمد فهمى، رئيس قسم مرور المنيب، يوم 9 يناير 2016، إثر قيام مجهولين بإطلاق النيران عليه. ياسين ابن الشهيد العقيد على فهمى، قال ل"التحرير"، إنه فخور بوالده ولكنه يشعر باشتياق إليه، ويتساءل: "ليه صحابى عندهم بابا وأنا باروح البيت مابلاقيش بابا"، وعبر عن حزنه بفقدان أبيه قائلا: "أنا بابا وحشنى جدا ونفسى أشوفه والمسه"، مؤكدا أنه سيذاكر ويجتهد حتى يحقق أمنيات والده الشهيد. الشهيد العميد هشام العزب استشهد العميد هشام العزب، رئيس قسم مرور النزهة، استشهد 17 أغسطس 2015، متأثرا بإصابته في انفجار ميدان المحكمة بمصر الجديدة. حالة من الحزن سيطرت على جنة بنت الشهيد هشام العزب، وهى تتذكر كيف استشهد والدها فى تفجير بمنطقة مصر الجديدة، وأن أغلب الوقت كان والدها فى العمل، وعندما حصل على إجازة قبل الاستشهاد بيوم واحد، خرج معهم لتعويضهم عن غيابه، وعند نزوله من المنزل يوم التفجير استيقظت، وتبادلت مع والدها نظرات غريبة وصامتة، لم تفسر معناها إلا بعد أن تلقت خبر الانفجار بعد نزوله من المنزل بنحو ساعتين. جنة قالت إن والدها ظل فى المستشفى ما يقرب من 7 أيام ثم استشهد، متاثرا بجراحه، وعندما دخلت عليه لتعطيه القبلة الأخيرة على جبينه وجدته مبتسما كأنه لم يتعرض للتفجير، مؤكدة فخرها واعتزازها بلقب "بنت الشهيد"، وأنه لقب عظيم تتمنى أن تكون على قدر المسئولية تجاهه. أما شهد بنت الشهيد العميد هشام العزب فقالت إن ما فعله الإرهاب فى والدها لم يضعفها، بل جعلها فتاة قوية فخورة بأنها بنت الشهيد، وأصبح لديها أهداف تريد أن تحققها حتى تجعل والدها سعيدًا، مؤكدة أن من تسببوا فى استشهاد والدها جبناء ليست لديهم الجرأة، ولكن والدها لم يختبئ وإنما كان يمارس عمله بكل إيمان وقوة، لأنها رسالته التى كان يعيش لأجلها، قائلة "بابا طلب الشهاد ونالها".
فرح بنت الشهيد العميد هشام العزب، الطفلة التى لم يتعدَّ عمرها 7 أشهر عندما استشهد والدها، وصل عمرها الآن إلى 4 سنوات، وبدأت تسأل عن والدها قائلة: "أنا بابا وحشنى جدا ونفسى أشوفه، حسبى الله ونعم الوكيل".