السرطان له سبب بيولوجي واضح وينجم عن مجموعة متنوعة من الإصابات في الأطفال الذين يميلون إلى الاستعداد للإصابة، الذين لم يتم اختبار أنظمتهم المناعية بشكل صحيح توصلت دراسة حديثة نشرتها CNN، إلى أن الطفولة الخالية من الأمراض الجينية التي تعقبها العدوى في وقت لاحق من الحياة يمكن أن تؤدي إلى ظهور سرطان الدم في مرحلة الطفولة، وأكدت الدراسة أن الأطفال الذين نشأوا في أسر أقل نظافة خلال عامهم الأول وتفاعلوا مع أطفال آخرين، أقل عرضة للإصابة بسرطان الدم الليمفاوي الحاد، ومع ذلك يحذر خبراء آخرون من ضرورة التأكيد على المزيد من التفاصيل الصحية والتشديد على أن النظافة والسلامة لا تزال ضرورية. وإليكم خلاصة ورقة البحث التي نشرتها دورية "Nature Reviews Cancer".. ووجدت ورقة البحث أن سرطان الدم الليمفاوي الحاد، وهو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الطفولة، ناجم عن عملية من خطوتين؛ الخطوة الأولى هي طفرة جينية قبل الولادة تجعل الطفل عرضة لخطر الإصابة بهذا النوع من اللوكيميا. الخطوة الثانية هي التعرض لبعض أنواع العدوى في مرحلة الطفولة في وقت لاحق، بعد الطفولة المبكرة ووجدت ورقة البحث أن سرطان الدم الليمفاوي الحاد، وهو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الطفولة، ناجم عن عملية من خطوتين؛ الخطوة الأولى هي طفرة جينية قبل الولادة تجعل الطفل عرضة لخطر الإصابة بهذا النوع من اللوكيميا. الخطوة الثانية هي التعرض لبعض أنواع العدوى في مرحلة الطفولة في وقت لاحق، بعد الطفولة المبكرة النظيفة التي تحد من التعرض للعدوى، ويشير المؤلف ميل جريفز، الأستاذ بمعهد أبحاث السرطان، إلى أن المرض الخبيث يمكن الوقاية منه. واستعرض جريفز أكثر من 30 عامًا من الأبحاث، موضحا أنه تساءل منذ فترة طويلة عن "لماذا أو كيف يصاب الأطفال الأصحاء بسرطان الدم وما إذا كان يمكن الوقاية منه؟". وقال في بيان: "هذه المجموعة من الأبحاث تتويج لعقود من العمل وتقدم تفسيرا ذا مصداقية لكيفية تطور النوع الرئيس من سرطان الدم في مرحلة الطفولة؛ إذ يشير البحث بقوة إلى أن (هذا السرطان) له سبب بيولوجي واضح، وينجم عن مجموعة متنوعة من الإصابات في الأطفال الذين يميلون إلى الاستعداد للإصابة، والذين لم يتم اختبار أنظمتهم المناعية بشكل صحيح". اللوكيميا الحادة اللمفاوية، والمعروفة باسم ALL، هو شكل من أشكال سرطان الدم الذي غالبا ما يتم تشخيصه في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين يوم و4 سنوات، على الرغم من أنه يمكن أيضا تشخيص الأطفال الأكبر سنا والبالغين، إلا أنه يتطور بسرعة، على مدى أيام أو أسابيع، ويتراكم في الدم وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الغدد الليمفاوية والكبد والجهاز العصبي، والشكل الرئيسي للعلاج هو العلاج الكيميائي. ومعدلات المرض تتزايد على الصعيد العالمي، ففي حين تلعب الطفرة الوراثية دورًا في إصابة شخص ما بالمرض، فإن 1% فقط من الأطفال الذين يولدون بهذه الطفرة يستمرون في تطوير المرض، وفقًا للصحيفة. وتعتبر المعدلات أكثر شيوعًا في المجتمعات المتقدمة والغنية، مما يشير إلى أن الخطوة الثانية يمكن أن تكون بسبب عوامل تتعلق بالحياة الحديثة. وقد ربطت الأبحاث السابقة الموجات الكهرومغناطيسية والعوامل البيئية الأخرى بالمرض، لكن جريفز رفض هذا الرابط في ورقته، وقال جريفز إنه عندما يتعرض الطفل للعدوى خلال عامه الأول، يتم تعزيز نظام المناعة لديه، لكن الالتهابات اللاحقة، دون العدوى الطبيعية الأولى، يمكن أن تسبب سرطان الدم لدى أولئك الذين لديهم طفرة جينية. وتوصلت الدراسات السكانية إلى أن التعرض المبكر للعدوى في مرحلة الرضاعة، يمكن أن يحمي من كل شيء، ربما عن طريق تحفيز الجهاز المناعي، حسب الدراسة. وقال ألكسير رانكين، مدير البحوث في جمعية سرطان الدم الخيرية Bloodwise: "إذا أمكننا إيقاف هذا النوع من اللوكيميا من الحدوث في المقام الأول، فسيكون الأمر مثيرا للغاية، لكن هناك الكثير من الأسئلة التي لا تزال تحتاج إلى إجابة في مختبر الأبحاث قبل أن نعرف على وجه اليقين ما إذا كان ذلك سيصبح حقيقة". كما أشارت شينا كروكشانك من الجمعية البريطانية لعلم المناعة إلى الخطر المحتمل من تعريض الأطفال للعدوى، مؤكدة أن النظافة والسلامة لا تزال حاسمة في الحفاظ عليها. وقال كروكشانك في بيان: "من المهم أيضا أن نتذكر أن العدوى نفسها يمكن أن تشكل خطرا كبيرا على الأطفال الصغار الذين لديهم جهاز مناعي متقدم، لا ينبغي أن يشعر الآباء بالقلق من هذه المراجعة". وقد يكون البحث خطوة نحو تطوير إجراءات وقائية، ومع ذلك، شدد تشارلز سوانتون، رئيس الأطباء لبحوث السرطان في المملكة المتحدة، على أن الأسباب وطرق الوقاية لا تزال غير مؤكدة.