تجريد رئيس أساقفة واشنطن السابق جاء قبل أيام من قيام البابا فرانسيس بقيادة اجتماع استثنائي للأساقفة من جميع أنحاء العالم حول أزمة الاعتداءات الجنسية.. «أنا سعيد اليوم أن البابا صدقني، حان الوقت لتطهير الكنيسة»، هكذا علّق جيمس جرين، أحد ضحايا الاعتداءات الجنسية لكبير أساقفة واشنطن السابق، ثيودور ماكاريك، عقب قرار بابا الفاتيكان فرانسيس الثاني، اليوم السبت، بتجريده من صفته الكنسية في الفاتيكان بعد إدانته بارتكاب اعتداءات جنسية. وقال الفاتيكان، في بيان، إن «قرار البابا جاء بعد أن أدانت لجنة تأديبية بالفاتيكان ماكاريك بارتكاب جرائم جنسية مع قاصرين وبالغين على مدار سنوات». بهذا التجريد، فتح الفاتيكان أخيرا صفحة سوداء مطوية على جرائم أرتكبت بحق أبرياء لا يعرفون لمن يلجأون والجناة هم «آباء الكنيسة». دول أوروبية والولايات المتحدةالأمريكية وأستراليا وتشيلي، أجرت تحقيقات على مدى السنوات الماضية، كان أوجها عام 2018، في شكاوى مقدمة من ضحايا اعتداءات جنسية بحق رجال دين في الكنيسة الكاثوليكية، كان آخرها التحقيق مع لويجي فينتورا، سفير الفاتيكان لدى فرنسا، بتهمة بالتحرش الجنسي بموظف شاب، في أثناء حضور دول أوروبية والولايات المتحدةالأمريكية وأستراليا وتشيلي، أجرت تحقيقات على مدى السنوات الماضية، كان أوجها عام 2018، في شكاوى مقدمة من ضحايا اعتداءات جنسية بحق رجال دين في الكنيسة الكاثوليكية، كان آخرها التحقيق مع لويجي فينتورا، سفير الفاتيكان لدى فرنسا، بتهمة بالتحرش الجنسي بموظف شاب، في أثناء حضور كلمة ألقاها عمدة باريس أمام دبلوماسيين أجانب في قاعة بلدية باريس يوم 17 يناير الماضي، وذلك عقب تقديم مكتب عمدة المدينة بلاغا في الواقعة يوم 24 يناير، بدأ بعده بيوم واحد تحقيق قضائي مع المطران فينتورا، الذي يبلغ من العمر 74 عاما، ويعمل سفيرا للفاتيكان منذ 10 سنوات، وفقا لما ذكرته "بي بي سي"، أمس الجمعة. ثقافة الصمت والسرية
وشجبت المنظمة الكاثوليكية العالمية للراهبات في نوفمبر العام الماضي "ثقافة الصمت والسرية"، التي منعت الراهبات من الإفصاح عمّا تعرضن له، فيما أدانت مجلة "نساء الكنائس في العالم" هذه الإساءات، وذكرت أن الراهبات في بعض الحالات أجبرن على إجهاض حملهن من الكهنة، وهو أمر تحرمه الكنيسة الكاثوليكية. وأقر البابا فرنسيس ولأول مرة ب"حوادث اغتصاب"، طالت الراهبات من قبل الكهنة، وقال في تصريح، أثناء زيارته للإمارات الشهر الجاري: "الكهنة والأساقفة أهانوا الراهبات.. الكنيسة كانت على علم بهذه المشكلة وتعمل على البحث في حيثيات المسألة"، مضيفا: "مسألة اغتصاب الراهبات، كانت دوما معضلة مزمنة، لكنها حصلت ضمن مجموعات محدودة، وفي الغالب كانت حديثة". لا جريمة بلا عقاب في ديسمبر الماضي، تعهد البابا فرانسيس، ألا تبقى "فظائع" الجرائم الجنسية في قلب الكنيسة دون عقاب، قائلا: "ينبغي التأكيد أن الكنيسة لن توفّر جهدا لمواجهة هذه الفظائع وتسليم كل من ارتكب جرائم كهذه إلى القضاء". وأضاف: "أتوجه إلى كلّ من يستغلون قاصرين لأقول لهم: توبوا وسلموا أنفسكم لعدالة الأرض واستعدوا للعدالة السماوية!"، داعيا إلى التمييز بوضوح بين حالات الاعتداء الجنسي الفعلية وتلك المزعومة لأغراض الافتراء. وشدد البابا فرنسيس على ضرورة عدم محاولة الكنيسة وأد أي حالة أو التقليل من أهميتها، مع الإشارة إلى أن بعض رجال الدين يستغلون مواقعهم لإلحاق الأذى بالضعفاء، واعترف بأن الكنيسة شهدت أوقاتا صعبة عام 2018، ما أدى إلى تنفير مؤمنين منها. اجتماع مواجهة الأزمة عقوبة التجريد، التي أعلن عنها اليوم بحق رئيس أساقفة واشنطن السابق، جاءت قبل أيام قليلة من قيام البابا فرانسيس بقيادة اجتماع استثنائي للأساقفة من جميع أنحاء العالم حول أزمة الاعتداءات الجنسية التي قللت من إيمان الكثير من الكاثوليك، حسب وصفه. ومن المتوقع أن يشهد الاجتماع الاستثنائي المقرر للبابا مع الأساقفة، مناقشة سبل مساعدة الكنيسة في التعامل مع فضائح الاعتداءات الجنسية التي بدأت تتكشف خلال الأعوام الماضية، كما سيجتمع المشاركون مع ضحايا اعتداءات جنسية ارتكبها رجال دين في بلدانهم.