سائح صيني فقد بصره آخر الضحايا.. ومدير مصنع خمور: مصانع بير السلم تتعامل مع المطابع لتوريد ختم مصلحة الجمارك لزيادة المصداقية.. وموظف وزارة المالية وراء تهريب "بندورل" اعترافات مدير مصنع بير سلم لإنتاج الخمور المغشوشة بالمرج، أزاحت الستار عن العالم الخفي الذي يعمل على إنتاج مواد الموت للمصريين في غفلة من الأجهزة المختصة، فأظهرت التحقيقات وجود شبكات بشرية متصلة ببعضها في عدة أماكن يجمعها حب الثراء الفاحش والسريع حتى ولو كان الثمن صحة المواطنين بل وحياتهم نفسها في بعض الأوقات، بعد أن تسببت الخمور المضروبة والسامة في وفاة أشخاص وإصابات لآخرين بأمراض خطيرة. كما كشفت المعلومات أن مصنع الموت بالمرج ليس الأخير ويعتقد وجود مصانع أخرى لم تكتشف بعد، خاصة إذا علمنا أن مكسب تجار الخمور المميتة يقترب من ال500%. العمى كان آخر كوارث الخمور المغشوشة، الثلاثاء الماضى، عندما أصيب سائح صيني بالعمى وخلل بوظائف الكلى والكبد إثر تناوله خمورا مغشوشة، تحوى مادة "الميثانول" داخل أحد المطاعم السياحية في أثناء زيارته القاهرة. وقال الدكتور أحمد عثمان، عميد كلية الطب جامعة الإسكندرية، إن سائحا، 50 عاما، صيني الجنسية، وصل العمى كان آخر كوارث الخمور المغشوشة، الثلاثاء الماضى، عندما أصيب سائح صيني بالعمى وخلل بوظائف الكلى والكبد إثر تناوله خمورا مغشوشة، تحوى مادة "الميثانول" داخل أحد المطاعم السياحية في أثناء زيارته القاهرة. وقال الدكتور أحمد عثمان، عميد كلية الطب جامعة الإسكندرية، إن سائحا، 50 عاما، صيني الجنسية، وصل إلى قسم السموم بالمستشفى الأميري الجامعي في حالة إعياء شديد. وأوضح عميد كلية الطب أنه تبين من خلال توقيع الكشف الطبي على السائح إصابته بالعمى وخلل بوظائف الكلى والكبد وغازات الدم نتيجة تناوله خمورا مغشوشة بمادة الميثانول. 20 إصابة تسمم بالدم فى الآونة الأخيرة استقبل أحد المستشفيات الحكومية 20 حالة إصابة بتسمم نتيجة تناول خمور، ومن هنا بدأ بتشكيل فريق بحث من ضباط الإدارة وبمناقشة المصابين لمعرفة مصدر شراء تلك الزجاجات، تم التوصل لأحد المحال وبمداهمته تم ضبط عدد كبير من زجاجات الخمور "المغشوشة" التى تحمل علامات تجارية شهيرة مثل "بلاك ليبول وأى دى" وتبين من الفحص المبدئى لتلك الزجاجات أنه يصعب تفريقها عن الأنواع الأصلية، وبعدها تم التحفظ على المضبوطات. وبمناقشة صاحب المحل، اعترف بشرائها من أحد التجار بمحافظة القاهرة، وبتتبع تاجر الجملة تبين أن مصدرها أحد مصانع "بير السلم" بمنطقة المرج فى القاهرة.
مصنع "المرج" وردت معلومات لضباط الإدارة العامة لمباحث التموين عن مكان مصنع لإنتاج الخمور المغشوشة بمنطقة المرج، مستخدما فى عملية الإنتاج خامات رديئة و(مجهولة المصدر)، وتعبئة المنتج النهائى داخل عبوات مدون عليها أسماء وماركات مغشوشة ومقلدة لكبرى الشركات العالمية الذى يعد منبعا لزجاجات الخمور المغشوشة والمسببة لحالات التسمم ووفاة بعض الأشخاص بالقاهرة الكبرى. وبعرض المعلومات على مدير الإدارة العامة لمباحث التموين والتجارة، أمر بسرعة عمل التحريات، والتى أكدت صحة المعلومات وأشارت إلى أن صاحب المصنع يقوم بلصق بندرول (مزور) -الدمغة الدالة على سداد الرسوم الضريبية المستحقة- وذلك بخلاف الحقيقة لإيهام جمهور المستهلكين كونها أصلية وصالحة للاستهلاك، تميهدا لطرحها للبيع والتداول بالأسواق. بتقنين الإجراءات قامت مجموعة من ضباط الإدارة ترافقها لجنة من مفتشى الأغذية بوزارة الصحة، بمداهمة المصنع وألقى القبض على مديره المسئول وضبط 6336 زجاجة خمور مغشوشة ومقلدة، 125 كيلو (سبرتو أبيض) بدون بيانات مجهولة المصدر، 1000 لتر (مكسبات طعم- ألوان سائلة)، 4 كيلو بندورل مزور، 2 طن عبوات كرتونية فارغة، بالإضافة إلى 10 آلاف زجاجة فارغة، 3 آلاف غطاء زجاجة، ماكينة لإحكام الغطاء لزوم التعبئة وكميات كبيرة من الإستيكرات. وقدمت اللجنة المرافقة للمأمورية تقريرا فنياً يفيد بأن المضبوطات بدون أي بيانات وتم التحفظ عليها، وباستكمال الفحص تم استدعاء مندوب وزارة المالية (إدارة الضريبة على المبيعات)، حيث قدم تقريرا فنيا يفيد بأن جميع الملصقات الخاصة بالبندرول (مزورة) ومغشوشة ومقلدة لكبرى الشركات العالمية وذلك بعد الكشف عليها بالقلم الكاشف. سبرتو أبيض ومبيدات حشرية واعترف العاملون بتلك الصناعة المميتة لرجال الشرطة، بقيامهم باستخدام بعض المواد السامة فى عمليات التصنيع مثل (السبرتو الأبيض ومبيدات حشرية) مع إدخال بعض النكهات خلال عمليات التصنيع ليكون المنتج شديد التأثير في أثناء تناوله. وأضاف المدير المسئول عن المصنع فى اعترفاته، أنه يتم الاتفاق مع مصانع الزجاج للحصول على نفس زجاجات الخمور الشهيرة، كما يتم الاتفاق مع بعض جامعى القمامة للحصول على الزجاجات الفارغة ويتم إعادة استخدامها مرة أخرى فى عمليات الإنتاج، لإيهام المستهلكين أن المنتج أصلى. "بندورل" الجمارك وأضاف مدير مصنع الخمور "المغشوش" فى اعترافاته، أنهم تغلبوا على نقطة الحصول على "البندرول" الذى يتم وضعه على زجاجات الخمور والخاص بمصلحة الجمارك بوزارة المالية، والذى يدل على سداد قيمة الرسوم الجمركية على تلك المنتجات، عن طريق موظف بوزارة المالية تم الاتفاق معه لتوريده مقابل مبالغ مالية، وبعدما توقفت تلك الطريقة تم الاتفاق مع بعض المطابع للحصول على "البندرول" المزور الذى يصعب تمييزه عن الحقيقي لإدخال صفة الجودة وإبعاد الشبهات عن المنتج، بالإضافة إلى تحقيق أرباح خيالية والتى وصلت إلى 500 فى المائة، وذلك نتيجة لارتفاع أسعار الخمور فى مصر بعد فرض ضرائب ورسوم عليها فى الآونة الأخيرة. كما أضاف المتهم فى اعترافاته، أن المصنع قام بتقليد 7 ماركات شهيرة عالمية من منتجات الخمور، من بينها "بلاك ليبول وأى دى" والتى تشهد إقبالا كثيفا من قبل مستهلكى الخمور فى مصر، مشيراً إل أنه يتم إنتاج قرابة 500 زجاجة يوميا، وأن التجار على علم بأن الزجاجات مغشوشة ولكن فارق الربح جعلهم يعملون معهم. التموين: نفحص محال خمور وسط البلد قال مصدر أمنى بالإدارة العامة لمباحث التموين، إن هناك فريقا مشكلا من ضباط الإدارة لفحص عدد من محال وسط البلد والقاهرة الكبرى والتفتيش على الأنواع وطرق الحصول على البضائع، بعدما تم توريد 7 ماركات شهيرة مضروبة، وكانت السبب فى الكثير من حالات التسمم لمتناولى الخمور. وأضاف المصدر أن الخطط تضمن تتبع مصادر كبار التجار فى الحصول على زجاجات الخمور وأماكن توزيعها، مشيراً إلى أن الفترة القادمة سوف تشهد نشاطا مكثفا لإدارة للتفتيش ومداهمة مصانع بير السلم المتخصصة فى تصنيع الخمور المغشوشة. التهرب الجمركي تداهم الفنادق بحثا عن الخمور عبد العال عن قانون بيع الخمور: مصر دولة منفتحة