تجني الصين أول ثمار استراتيجيتها السياسية والاقتصادية المتمثلة في مبادرة "الحزام والطريق" خلال العام الجاري، وذلك حسب توقعات مجموعة "أويلر هيرميس" العالمية. انطلقت الصين منذ سنوات قليلة في مبادرة "حزام وطريق"، والتي تهدف لتسهيل ممراتها التجارية والاقتصادية لنقل بضائعها إلى العديد من المناطق على مستوى العالم، وهو الأمر الذي سيحمل فائدة كبيرة للصين في المقام الرئيسي، بالإضافة إلى الدول المشاركة في تلك المبادرة الاقتصادية. وشرعت الصين على مدى أكثر من 5 سنوات في تأسيس البنية التحتية والاستثمارية الخاصة بتلك المبادرة في الدول المشاركة، والتي تتمتع بطبيعة الحال بعلاقات وثيقة مع بكين، الأمر الذي قد يؤتي ثماره الاقتصادية خلال العام الجاري بشكل رئيسي. ومن المتوقع أن ينمو حجم التجارة السلعية بين الصين والدول التي تستهدفها "مبادرة الحزام والطريق" بمقدار 117 مليار دولار هذا العام، وذلك وفقًا لبحث أجرته مجموعة "أويلر هيرميس" الاستشارية الاقتصادية. «الحزام والطريق».. ممر الصين نحو الشرق الأوسط وبالنسبة للصين، فإن هذا سيعني 56 مليار دولار من ومن المتوقع أن ينمو حجم التجارة السلعية بين الصين والدول التي تستهدفها "مبادرة الحزام والطريق" بمقدار 117 مليار دولار هذا العام، وذلك وفقًا لبحث أجرته مجموعة "أويلر هيرميس" الاستشارية الاقتصادية. «الحزام والطريق».. ممر الصين نحو الشرق الأوسط وبالنسبة للصين، فإن هذا سيعني 56 مليار دولار من الصادرات الإضافية، في حين ستستورد بضائع إضافية بقيمة 61 مليار دولار من الدول المردجة في الخطط الرسمية للحكومة الصينية. ويقدر التقرير أن هذا سيضيف 0.3 % إلى التجارة العالمية و0.1 % للنمو العالمي، في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الدولي. استراتيجية الحزام والطريق هي برنامج الاستثمار الرئيسي للرئيس الصيني شي جين بينج، والذي أطلق في عام 2013، ويهدف إلى تأسيس البنية التحتية في البلدان التي تمثل 68 % من سكان العالم، و 36 % من ناتجه الإجمالي. وعلى الرغم من كون العديد من الدول المستهدفة لم ترحب بمقترحات بكين، بالإضافة إلى رفض البعض الاستثمار، ولا سيما الهند وماليزيا في الآونة الأخيرة، فإن بكين تمكنت عبر ما نفذته فعليًا في هذه المبادرة من المضي قدمًا في تحقيق جزء كبير من أهدافها. هل تنجح أمريكا في منافسة الصين بجنوب شرق آسيا؟ وفي حين لم يوافق آخرون بعد على أي مشروعات تمولها الصين، فإن تلك البلدان أبدت اهتمامًا كبيرًا بتلقي الاستثمار من خلال المبادرة. وقالت مؤسسة "أويلر هيرميس" إن هذه الدول ستشهد أحجام تداول أعلى نتيجة للمبادرة، حتى لو لم تحصل بعد على أي استثمار مباشر من الصين. وقال محمود إسلام، كبير الاقتصاديين في مؤسسة "أويلر هيرميس" في هونج كونج، إن هذا يرجع إلى تأثير الربط والبنية التحتية الأفضل على طول مناطق المبادرة، إلى جانب تحسين العلاقات التجارية بين الصين والأسواق المستهدفة. وبالنظر إلى أن جزءا كبيرا من الحزام والطرق تقع في الصين نفسها، فإن الشركات العالمية قد تتوقع الاستفادة من التحسينات في البنية التحتية داخل البلاد، وهو الأمر الذي أكده الخبير الاقتصادي ل"أويلر هيرميس". وأضاف إسلام: "تستفيد بلدان أخرى من الطلب داخل الصين.. يمكنك الجدل حول السياسة وسلسلة التوريد التي تسيطر عليها الصين، ولكن في نهاية المطاف، يأتي هذا الطلب إلى الشركات التي تستفيد منه". وأوضح إسلام أن المبادرة بشكل عام تُحسن القدرة التنافسية على المستوى العالمي، مشيرًا إلى أن ذلك لا يمكن اعتباره مفاجئًا، خاصة في ظل توسيع خطط بناء خطوط السكك الحديدية والموانئ والمطارات، والتي تربط بين الدول بشكل أكثر كفاءة. لماذا توسع الصين وجودها العسكري في إفريقيا؟ وأضاف أن استراتيجية الحزام والطريق تعد وسيلة الصين لإخراج الطاقة الفائضة في صناعات مثل الفحم والفولاذ لتدويل إنتاجها. وبشكل عام، لا تزال الصين تسعى لتوسيع نطاق تأثير مبادرتها الاقتصادية الكبرى على المستوى العالمي خلال الفترة المقبلة، وهو الأمر الذي قد يضمن لها العديد من التأثيرات الإيجابية سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي بمناطق مختلفة من العالم.