تعددت الأسباب والموت واحد.. ليلة أرقت نوم «الفيومية» بعد وفاة عدد كبير من أهلها في يومٍ واحد كان حلمهم التدفئة من برد الشتاء القارس إلا أن وسائل التدفئة أنهت حياتهم بمواقد الفحم وتسرب الغاز.. هكذا تعددت الأسباب فى محافظة الفيوم لكن الموت واحد، فقد لقي 11 شخصًا مصرعهم بعد تعرضهم للاختناق فى أثناء التدفئة، أول أمس الجمعة، وكان من بين الضحايا عروسان لم يمهلهما القدر، إذ لم يمر على زواجهما سوى يومين حتى توفيا معًا داخل شقتهما، ليمر اليوم أسود على الأهالى الذين سموه «الجمعة الحزينة»، لا لشىء سوى لأنه حصد أرواح عدد كبير من أبنائهم خنقًا، فما إن يفيق الأهالي من صدمة إلا تليها أخرى..البداية كانت من عش الزوجية الذى أسسه عروسان جديدان هما «مصطفى.ح»، 24 سنة، وزوجته هدير، 20 سنة. فالزوجان لم يهنآ بحياتهما الجديدة التى كانت حلما تحقق قبل يومين بالزواج، وانتهت بالموت حين اختنقا داخل حمام شقتهما، أول أمس الجمعة، بسبب تسرب الغاز من السخان، وهو الأمر الذى اكتشفته والدة العروس التى كانت قد توجهت إلى منزل ابنتها للاطمئنان عليها، فلم تجد ردا منها ولا من زوجها، واضطرت إلى إبلاغ الشرطة. مصرع فالزوجان لم يهنآ بحياتهما الجديدة التى كانت حلما تحقق قبل يومين بالزواج، وانتهت بالموت حين اختنقا داخل حمام شقتهما، أول أمس الجمعة، بسبب تسرب الغاز من السخان، وهو الأمر الذى اكتشفته والدة العروس التى كانت قد توجهت إلى منزل ابنتها للاطمئنان عليها، فلم تجد ردا منها ولا من زوجها، واضطرت إلى إبلاغ الشرطة. مصرع أسرة كاملة لم تمر سوى ساعات قليلة على تلك الفاجعة حتى فوجئ أهالي التعاونيات بأخرى أشد ألمًا، إذ قضى 6 أشخاص، هم أفراد أسرة بأكملها نحبهم داخل شقتهم، بعد تعرضهم للاختناق. تفاصيل الواقعة تضمنها إخطار ورد إلى مدير أمن الفيوم بشأن العثور على أسرة كاملة، مكونة من أب وأم وأبنائهما الأربعة، متوفين داخل شقتهم، حيث تبين أن الأب هو محمد محفوظ حسانين، 60 سنة، وزوجته زمزم حسين محمود، 50 سنة، وبناتهما شهد، 21 سنة، وشاهندة، 21 سنة، وحبيبة، ونجلهم مروان، بعدما أشعلوا النار بقصد التدفئة، فتركوها وناموا فى وقت لا تتوافر فيه التهوية ليلقى الجميع مصرعهم نتيجة للاختناق. مصرع مدرس وزوجته ساعات أخرى مرت قبل أن تلحق بالفيوم الفاجعة الثالثة، التى راح ضحيتها مدرس لغة عربية وزوجته، واكتشفها الأهالي حين ساورتهم الشكوك بأن مكروها لحق بهما، ربما كان ذلك سببا وراء غيابهما منذ الصباح. فما إن طرق الأهالى باب منزل الضحيتين، حتى ازدادت الشكوك فى أن مكروها قد وقع، وبإبلاغ الشرطة التى حضرت إلى المنزل لاستطلاع الأمر، تبين وفاة السيد أحمد يوسف، وزوجته داخل منزلهما بمنشأة عبد المجيد بمركز إطسا، بعدما أشعلا موقدًا للتدفئة وتركاه قبل أن يناما دون وجود تهوية جيدة، فدفعا حياتهما ثمنا لذلك. وفاة زوجة ونجاة زوجها وطفلتهما «الجمعة الحزينة» لا تزال تطل على الفيوم بضحايا جدد، إذ توفيت زوجة تدعى سمر ناصر، 18 سنة، ونجا زوجها محمد كامل، 21 سنة، من الموت بأعجوبة، بينما ترقد طفلتهما تصارع الموت في إحدى الحضانات، نتيجة تعرضهم جميعا للاختناق حين أشعلوا النيران للتدفئة من برد الشتاء داخل منزلهم بقرية كحك التابعة لمركز يوسف الصديق. «السموم» يحذر من «القاتل الصامت» وفيما يتعلق بتلك الوقائع، حذر مركز السموم بكلية طب الإسكندرية، من استخدام سخانات الغاز ووسائل التدفئة التقليدية خلال فصل الشتاء في أماكن عديمة التهوية، مما قد ينتج عنه تسرب لغاز أول أكسيد الكربون، شديد الخطورة. ووصف المركز، في بيان له، أمس السبت، غاز أول أكسيد الكربون ب«القاتل الصامت» لكونه عديم اللون والرائحة وقابليته للاشتعال، موضحًا أنه ينتج من احتراق غير مكتمل للمنتجات التي تحتوي على كربون مثل المنتجات البترولية والغاز الطبيعي. وبشأن مخاطر التعرض لهذا الغاز، أوضح المركز أنه يمنع وصول الأكسجين إلى جميع أنسجة الجسم، ويؤثر على عضلة القلب ووظائف المخ الحيوية ما قد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، أو فقدان الوعي وتشنجات وإغماء في حالات أخرى.