من المقرر أن تنشر البحرية الروسية ما يصل إلى 32 من غواصاتها غير المأهولة "بوسيدون" عبر أربع غواصات، الأمر الذي يعد تطورا هائلا في سلاح الغواصات الروسي في الأول من مارس العام الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب "حالة الأمة" عن مجموعة من الأسلحة المتنوعة التي قد تمثل طفرة نوعية في تسليح القوات المسلحة الروسية، أهم هذه الأسلحة كانت الغواصة غير المأهولة "بوسيدون" النووية الحرارية، وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، نقلت وكالة "تاس" الروسية، عن مصدر عسكري بارز قوله إنه "من المتوقع أن تدخل غواصتان قادرتان على حمل الغواصة بوسيدون الخدمة مع الأسطول الشمالي وستنضم اثنتان أخريان إلى أسطول المحيط الهادئ". وأشارت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى أن كل غواصة كبيرة ستحمل ثماني غواصات غير مأهولة كحد أقصى، لذلك قد يصل العدد الإجمالي لغواصات "بوسيدون" في الخدمة إلى 32 مركبة. وتعد بوسيدون غواصة غير مأهولة، مسلحة بحمولة 2 ميجا طن من الطاقة النووية أو التقليدية التي يمكن تفجيرها تحت عمق يصل إلى "آلاف الأقدام" وأشارت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى أن كل غواصة كبيرة ستحمل ثماني غواصات غير مأهولة كحد أقصى، لذلك قد يصل العدد الإجمالي لغواصات "بوسيدون" في الخدمة إلى 32 مركبة. وتعد بوسيدون غواصة غير مأهولة، مسلحة بحمولة 2 ميجا طن من الطاقة النووية أو التقليدية التي يمكن تفجيرها تحت عمق يصل إلى "آلاف الأقدام" تحت السطح. وتهدف هذه التفجيرات إلى توليد موجة تسونامي هائلة، تحمل إشعاعات نووية، قادرة على تدمير المدن الساحلية والبنية التحتية الأخرى على بعد عدة كيلومترات في البر. وباستطاعة غواصات "بوسيدون" أن تظل على عمق كيلومتر واحد تحت سطح البحر، وتبحر بسرعة قصوى تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة، وهي مبرمجة لتنفيذ مناورات ثلاثية مراوغة لتجنب محاولات الاعتراض. مرتزقة فاجنر.. وسيلة بوتين الخفية في حروبه الخارجية
ونقلت المجلة الأمريكية عن وكالة "تاس" تأكيدها أن كلا من هذه الغواصات ستكون قادرة على حمل ونشر ما يصل إلى 8 غواصات من طراز "بوسيدون". واختلفت الآراء حول حمولة "بوسيدون" على مر السنين، مع تقارير تشير إلى قدرتها على حمل مواد متفجرة تتراوح قدراتها بين 100 إلى 2 ميجا طن، إلا أنه حتى حمولة بقدرات بسيطة ستكون كافية لتدمير المدن الساحلية الكبرى إذا أدت الغواصة مهامها كما يجب. إلا أن هناك عيوبا في "بوسيدون"، حيث إنها لا تضيف أي شيء جديد إلى الترسانة الروسية، لا يمكن أن تقدمه الصواريخ الباليستية العابرة للقارات أو الصواريخ "الهايبرسونيك" مثل "أفانجارد"، إذ إن هذا الأخير لديه قوة تفجيرية أكبر، ويصل إلى الولاياتالمتحدة في أقل من ساعة، في الوقت الذي قد تستغرق فيه "بوسيدون" عدة أيام في أحسن الأحوال. رغم التطوير.. روسيا بعيدة عن تصنيع طائرة شبحية جيدة ومع ذلك، هناك فوائد استراتيجية لسلاح مثل "بوسيدون" قد لا تكون واضحة، فأولا وقبل كل شيء، تعزز "بوسيدون" القدرات النووية الروسية من خلال تنويع قدراتها على توجيه الضربة الأولى. وترى "ناشيونال إنترست" أن هذا يعني أن الجيش الروسي يعتقد أنه قادر على الانتشار بسرعة كبيرة جدا وتحت عمق هائل يجعل من الصعب على الطوربيدات أو غيرها من الأسلحة المضادة اعتراضه، فبالنسبة للكرملين، يعد "بوسيدون" طريقة أخرى للتحايل على شبكة الدفاع الصاروخية الاستراتيجية الأمريكية الهائلة. ولكن حتى لو تمكنت الولاياتالمتحدة من منع "بوسيدون" من تدمير المدن الساحلية، فهي لا تزال تمتلك إمكانات كبيرة مزعزعة للاستقرار، فعلى سبيل المثال، إن تفجير "بوسيدون" قبالة سواحل أمريكا سيسبب حالة من الذعر السياسي الجماعي والارتباك العسكري، والذي يمكن استخدامه كغطاء لعملية هجومية مختلفة. ثانيا، طرحت وسائل الإعلام الروسية إمكانية نشر "بوسيدون" ضد حاملات الطائرات وغيرها من السفن السطحية، لهذه الغاية، يمكن تسليحها بصواريخ تقليدية. «S-500».. سلاح روسيا لتدمير الشبح الأمريكية واعتمادا على تكاليف إنتاج "بوسيدون" وفعاليتها، يمكن أن تثبت أن هذه الطريقة أكثر فعالية من حيث التكلفة لتحييد حاملات الطائرات، بدلا من الاعتماد على الهجمات الجوية التقليدية والصواريخ التي تطلق من البر. وأخيرا، قد يشكل التهديد غير التقليدي الذي تشكله "بوسيدون" مصدرا للقوة يمكن أن تستغله موسكو في محادثات نزع الأسلحة الجارية مع الولاياتالمتحدة. ومع ذلك فإن بوسيدون لا يمثل بأي حال من الأحوال تقدمًا حاسمًا في القدرات النووية الروسية. ما تقدمه -بشرط أن تفي بقدراتها الفنية- هي مزايا استراتيجية يمكن أن تكمل المرونة النووية والتقليدية لروسيا.