أنتجت السينما المصرية عددًا قليلًا من الأفلام الدينية، يتراوح ما بين 8 و11 عملًا، 4 منها فقط تتناول النشأة والبداية للدين الإسلامي، ومنها القليل الذي يتناول فتح مكة. يُعد يوم فتح مكة أحد أهم الأيام الخالدة في تاريخ الأمة الإسلامية، يوم الفتح الأعظم العشرين من رمضان في العام الثامن من الهجرة (الموافق 10 يناير 630م)، حيث استطاع المسلمون خلاله فتح مدينة مكة، وضمَّها إلى دولتهم الإسلامية الوليدة، وكان هذا الفتح إيذانًا بغروب شمس الشرك في شبه الجزيرة العربية، بعد سنوات متواصلة من الدعوة والجهاد لتبليغ رسالة الإسلام. وقد أنتجت السينما المصرية عددًا قليلًا من الأفلام الدينية يتراوح ما بين 8 و11 عملًا، 4 منها فقط تتناول النشأة والبداية للدين الإسلامي، ومنها القليل الذي يتناول فتح مكة، وفي مقدمة تلك الأعمال. ظهور الإسلام.. الوعد الحق (1951) "ظهور الإسلام" فيلم للمخرج إبراهيم عز الدين، عن كتاب "الوعد الحق" للأديب طه حسين، من بطولة كوكا وعماد حمدي وسراج منير وأحمد مظهر وتوفيق الدقن، وغيرهم. يتناول العمل حياة شبه الجزيرة العربية قبل أن يظهر فيها الإسلام، حيث كانت الحياة عبارة عن عبادة للأصنام، والجهل والفساد ظهور الإسلام.. الوعد الحق (1951) "ظهور الإسلام" فيلم للمخرج إبراهيم عز الدين، عن كتاب "الوعد الحق" للأديب طه حسين، من بطولة كوكا وعماد حمدي وسراج منير وأحمد مظهر وتوفيق الدقن، وغيرهم. يتناول العمل حياة شبه الجزيرة العربية قبل أن يظهر فيها الإسلام، حيث كانت الحياة عبارة عن عبادة للأصنام، والجهل والفساد منتشر في كل الأرجاء، ثم تبدأ الرسالة المحمدية التي تدعو إلى عبادة الله وحده، لتبدأ حينها الصعاب التي تواجه الإسلام والمسلمون الأوائل. الفيلم بمثابة متابعة ل"آل عمار بن ياسر" الذين دخلوا التاريخ بفضل مواقفهم من الإسلام، وما عاناه هؤلاء من تعذيب على أيدي السادة في قريس بعد دخول الدين الجديد، والفيلم أيضًا كان الأول الذي وقف عند لحظات التاريخ الإسلامي المقدس، مثل هجرة النبي، وفتح مكة، ودخول المؤمنين في دين الله أفواجًا. خالد بن الوليد (1958) "خالد بن الوليد" فيلم من إخراج وتأليف وبطولة وإنتاج حسين صدقي، وإلى جانبه في التأليف أحمد الشرباصي وحسين حلمي المهندس وعبد العزيز سلام، وشارك في البطولة مريم فخر الدين، مديحة يسري، زكي طليمات، عباس فارس، عمر الحريري، وغيرهم. وحاول حسين صدقي أن تكون البطلة أمامه ممثلة غير عربية، وعرض المشاركة على كل من صوفيا لورين وجينا لولو بريجيدا، لكنهم اشترطوا أجورا مرتفعة للغاية، فعرض الدور في النهاية على مريم فخر الدين لما تتمتع به من ملامح أوروبية، ووافقت عليه. ويرصد الفيلم في قالب تاريخي قصة حياة الصحابي خالد بن الوليد، الذي لقب بعد دخول الإسلام ب"سيف الله المسلول"، منذ أن كان مشركًا في مكة ومحاربته الدعوة الإسلامية، وإسلامه بعد عمرة القضاء، ثم الانتقال لقتال المرتدين الذين كان آخرهم مسيلمة الكذاب، كما يتطرق إلى مرحلة قتاله للفرس ثم للروم وهزيمتهم في اليرموك ودمشق وحمص. ومثلما كان خالد في الجاهلية متشددًا ضد المسلمين، فإن الفيلم يصوره بالغ التشدد والحماس والقوة ضد الكفرة عقب إسلامه، وعلى طريقة التركيز على إبراز المراحل في التاريخ الإسلامي، فإن الفيلم يُقدّم وقائع فتح مكة، حيث نرى أبو سفيان يأتي إلى قومه ويبلغهم أنه قابل محمدًا، و"لا قدرة لكم على مواجهته، ومن دخل داري فهو آمن"، ثم يعلن الشهادة. وكان من المقرر توزيع الفيلم خارجيًا، لكن قرارات التأميم أجهضت الأمر، مما كبد حسين صدقي خسائر مالية كبيرة. الشيماء (1972) "الشيماء" فيلم للمخرج حسام الدين مصطفى، من تأليف مجموعة من أكبر الكتاب، وهم علي أحمد باكثير (الرواية) وصبري موسى وعبد السلام موسى (سيناريو وحوار) وعادل عبد الرحمن (المادة التاريخية)، ولحن الأغاني التي قدّمتها سعاد محمد، الموسيقار بليغ حمدي، ويعد الفيلم من أبرز الأعمال التي تناولت نشأة الدين الإسلامي، بطولة سميرة أحمد، أحمد مظهر، توفيق الدقن، عبد الله غيث، أمينة رزق، غسان مطر، محسن سرحان، صلاح نظمي، وعزيزة حلمي، وغيرهم. "الشيماء" هي شقيقة النبي في الرضاعة، كانت تعيش في بني سعد بين أمها حليمة السعدية وأبيها الحارث بن عبد العزيز، وهي أسرة تعترف للنبي بجلب البركة التي حلت عليهم منذ جاءهم رضيعًا، إلا زوج "الشيماء" يكره محمدًا، وما أن تنتشر أخبار الدعوة الإسلامية، يتحالف زوجها مع أعداء النبي، بينما "الشيماء" تثني قبيلتها عن الاشتراك في محاربة الإسلام. تتم الهجرة إلى المدينةالمنورة، ويتحالف زوج "الشيماء" مع اليهود، لكن الله ينصر محمدًا، يزداد حقد زوجها، وقد تواطأ مع أبي جهل، تتقدم الجيوش لفتح مكة ويصاب الزوج ويهرب ليقلب الأعداء على محمد، فيأمر النبي بإهدار دمه، يلجأ الجميع إلى الرسول يطلبون العفو، وتذهب "الشيماء" إليه وتطلب منه العفو عن زوجها، ويستجيب النبي، ويخرج الزوج إلى الجبل، ويعلن إسلامه. وعلى إثر هذا الفيلم، حدثت أزمة كبيرة مخرجه حسام الدين مصطفى وبطلته سميرة أحمد، وذلك لتعاقدها على فيلم "بنت بديعة" للمخرج حسن الإمام، التي تقوم خلاله بدور راقصة، وهو ما رفضه مصطفى، وبعث بمذكرة عاجلة إلى مؤسسة السينما، لمنعها من مزاولة أي عمل فني، وبرر موقفه بأن نشاطها سيؤثر في دورها بفيلم "الشيماء" والتي كانت انتهت من تصويره. حسن الإمام دافع عن بطلته، وبدأت تبادل الرسائل بين الطرفين، ومنها رسالة عاجلة طلب فيها الأول من مؤسسة السينما منع زواج مصطفى من الفنانة نيللي، لأنه من غير المعقول أن يتزوج مخرج "الشيماء" من ممثلة ترتدي "الشورت" وتمثل أفلامًا لا تتفق مع دور زوجها كمخرج لفيلم ديني، وانتهت الأزمة باشتراك سميرة أحمد في "بنت بديعة" وعرضه في 28 فبراير 1972. الرسالة (1976) "الرسالة" فيلم للمخرج مصطفى العقاد، من تأليف 5 من الكتاب الكبار، وهم عبد الحميد جودة السحار، توفيق الحكيم، عبد الرحمن الشرقاوي، محمد علي ماهر، هاري كريج، وقام ببطولته الأخوان عبد الله وحمدي غيث، إضافة إلى منى واصف، محمد العربي، سناء جميل، عبد الوارث عسر، أشرف عبد الغفور، محمد توفيق، ومحمد وفيق، وغيرهم. يبدأ الفيلم في محيط مكةالمكرمة، حيث ينزل الوحي على محمد بن عبد الله، ويبدأ بدعوة من حوله إلى الإسلام، وكان سادة مكة يكرهون ما يدعو إليه حتى إذا عرفوا شخصًا اتبعه عذبوه كي يرتد عن دينه، وكان على رأس المعذبين أبو جهل وأبو لهب، فعذبوا بلال بن رباح، وعمار بن ياسر مع والديه حتى قتلا واضطر للارتداد مكرهًا، وغيرهم. وفي أثناء جهر المسلمين، بدينهم أسلم واحد من أقوى رجالات مكة، وهو عم النبي حمزة بن عبد المطلب، لكن الرسول أمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، وحاول سادة مكة استعادتهم ففشلوا، وبعد موت أبي طالب عم رسول الله، ذهب النبي إلى الطائف لعله يجد نصيرًا، لكنهم أذوه أذى شديدًا إلى أن جاء وفد من أهل يثرب يعلن إسلامه في بيعة العقبة الثانية. أمر النبي أصحابه بالهجرة إلى يثرب، وحاول سادة مكة أن يقتلوه أثناء محاولته الهجرة، ففشلوا في جميع الخطط، واستطاع رسول الله الوصول إلى يثرب، وهناك بنى فيها مسجدًا، وبعد وقت قصير من وصول الأخبار باستيلاء قريش على أموال المهاجرين أذن الله لهم بالقتال في بدر، التي انتصروا فيها، ثم في أُحد والتي قُتل "حمزة". أتى المسلمون يريدون العمرة، فمنعهم سادة مكة واتفقوا على توقف الحرب بينهم عشر سنين، وخلالهم أعز الله الإسلام بعدد كبير من رجالته، وجاء أبو سفيان إلى النبي يطلب التمديد، فرفض وبدأ يجمع الجموع لفتح مكة، وتأثر أبو سفيان بالنبي ودينه فأسلم، وفي اليوم التالى دخل المسلمون مكة مكبرين مهللين وحامدين، وينتهي الفيلم بحجة وخطبة الوداع. "الرسالة" يعد علامة بارزة في السينما العربية، وبلغت ميزانيته حوالي 10 ملايين دولار أمريكي، وبدأ تصويره في المغرب، لكن ضغوطًا سياسية أدت إلى نقل التصوير إلى ليبيا بعد ترحيب الرئيس معمر القذافي ومشاركته في تمويله. ولا شك أن السينما المصرية تعاني فقرًا حادًا في الأعمال الدينية، حيث لم تنتج سوى 11 فيلمًا، لذا تتم إعادة عرضهم باستمرار في المناسبات الدينية.