مشهد استشهاد الرائد ضياء فتوح في أثناء تفكيك عبوة ناسفة بالقرب من قسم شرطة الطالبية يتكرر بعد 3 سنوات في انفجار عبوة بالقرب من كنيسة بعزبة الهجانة يوما تلو الآخر، شهيد يلحق بزميله إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر، في ملحمة بطولية يسطرها رجال وزارة الداخلية بدمائهم العطرة في مواجهة الإرهاب الأسود، الذي يستهدف النيل من أمن واستقرار البلاد وتعكير صفو احتفالات المواطنين بأعياد الميلاد والسنة الميلادية الجديدة، لكن يظل رجال الشرطة على العهد والقسم الذي جاء على ألسنتهم في حفل تخرجهم. لم يختلف مشهد استشهاد الرائد مصطفى عبيد صاحب ال35 سنة في أثناء تفكيكه عبوة ناسفة وضعها مجهولون أعلى سطح مبنى قريب من كنيسة العذراء وأبي سيفين بمدينة نصر، عن بطولة الرائد ضياء فتوح الضابط بقسم المفرقعات بالجيزة. الرائد مصطفى عبيد "التلميذ النجيب" -كما وصفه اللواء جمال حلاوة مدير الحماية المدنية السابق- تمنى الشهادة واللحاق بمن سبقوه فداء لتراب الوطن، إذ أخبره في آخر لقاء جمعهما بأنه لا يطلب سوى الشهادة "كان نفسه يروح لربنا شهيد"، ليظفر بها "خبير المفرقعات الأصيل" في أثناء تعامله مع عبوة "عزبة الهجانة" لينقذ الرائد مصطفى عبيد "التلميذ النجيب" -كما وصفه اللواء جمال حلاوة مدير الحماية المدنية السابق- تمنى الشهادة واللحاق بمن سبقوه فداء لتراب الوطن، إذ أخبره في آخر لقاء جمعهما بأنه لا يطلب سوى الشهادة "كان نفسه يروح لربنا شهيد"، ليظفر بها "خبير المفرقعات الأصيل" في أثناء تعامله مع عبوة "عزبة الهجانة" لينقذ مئات الأرواح. اقرأ أيضا: كيف أنقذ إمام مسجد «ضياء الحق» كنيسة عزبة الهجانة؟ يوم الثلاثاء 6 يناير من عام 2015، استشهد الرائد ضياء فتوح الضابط بقسم المفرقعات بمديرية أمن الجيزة إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون بجوار قسم الطالبية بمحافظة الجيزة، عشية إقامة قداس عيد الميلاد المجيد. ودفع اللواء مجدي الشلقاني، مدير الحماية المدنية بالجيزة آنذاك، بخبراء المفرقعات إلى مكان البلاغ، وفي أثناء عملية التفكيك، انفجرت العبوة ما أسفر عن استهشاد الرائد ضياء فتحي فتوح الضابط بقسم المفرقعات بالجيزة، الذي أصيب مرتين في أثناء عمله بقطاع سيناء نُقل بعدها إلى الجيزة. وكشفت مصادر أمنية كواليس جديدة في الحادث الذي أسفر عن استشهاد ضابط شرطة في منطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر. وقالت المصادر، إن إمام مسجد الحق، بالعزبة، الواقع نهاية شارع مصطفى النحاس، أبلغ القوى الأمنية المكلفة بحراسة كنيسة السيدة العذراء وأبو سيفين، بوجود عبوات ناسفة أعلى سطح المسجد، ربما يتم استخدامها ضد الأقباط خلال احتفالات أعياد الميلاد، وتوجهت قوة أمنية لموقع البلاغ وعثر رجال المباحث على 3 عبوات ناسفة، وأثناء محاولة إبطالها، انفجرت إحداها، وأسفرت عن استشهاد ضابط الشرطة وإصابة اثنين من أمناء الشرطة. اقرأ أيضا: 3 عبوات ناسفة.. تفاصيل جديدة في «انفجار مدينة نصر» وكشف كاهن الكنيسة أن حرص إمام المسجد ومحبته للأقباط ودوره الوطنى، أنقذت مئات الأرواح، إذ لاحظ وجود أجسام غريبة أعلى سطح المسجد فأبلغ قوة الشرطة، التي تحركت وأبطلت العبوات الناسفة. وأشاد الكاهن بالدور الوطنى لإمام المسجد، وضابط الشرطة الذى ضحى بحياته في أثناء تأديه عمله، وأنقذ مئات الأرواح. وأوضح أحد خُدام الكنيسة -تحفظ على ذِكر اسمه- "أمن الكنيسة أخبرنا أن إمام مسجد ضياء الحق المُقابل للكنيسة مباشرة أبلغ الشرطة باشتباهه في وجود أجسام غريبة قُرب المسجد، والساكنين جوار الكنيسة قالوا إنها 3 قنابل مزروعة على مقربة من الجامع". وتابع: «بعدها بدقائق حضرت فرقة تابعة للداخلية لتفكيك القنابل، وهما بيفككوها عملت صوت جامد، وسمعنا أنباء عن استشهاد الضابط اللي كان بيفككها، ومافيش إصابات من الكنيسة، والشرطة أغلقت محيط الكنيسة». وكشف شهود عيان أن عددا من طلاب جامعة الأزهر اشتبهوا بوجود عبوات ناسفة في مقر سكنهم أعلى مسجد ضياء الحق بشارع أبو بكر الصديق بمدينة نصر، وقاموا بإبلاغ الشرطة، مؤكدين أن المبنى الذى شهد الانفجار مكون من 4 طوابق، الأول مسجد، والثاني مغلق، والثالث دار حضانة أطفال، والطابق الرابع مخصص لإقامة طلاب جامعة الأزهر. وأوضحوا أن الطلاب عثروا عقب صلاة العشاء على حقيبة أعلى السطح بداخلها عبوات ناسفة، وأبلغوا على الفور إمام المسجد، الذي قام بإخطار الخدمات الأمنية المعينة على كنيسة العذراء وأبو سيفين.