تغيب عن المنزل ليومين ووجدوا جثته ملقاة في مصرف وبها آثار تعذيب.. والد المجني عليه: «بيشتغل معايا في المحل.. واشتغل على توك توك لسداد قسط جمعية لوالدته» «أحمد خالد» على الرغم من سنه الصغيرة، التي لا تتجاوز ال16 عاما، وملامح وجهه البريئة، فإنه اعتاد تحمل المسئولية منذ نعومة أظفاره، بدايةً من تركه للتعليم بعد أن أنهى المرحلة الإعدادية لمساعدة أبيه في محل الدواجن، مروراً بعمله أكثر من مهنة لمواجهة الأعباء المالية التي تزايدت بشكل كبير الآونة الأخيرة، وانتهاء بعمله سائق «توك توك» بجانب عمله مع والده. داخل حي المطرية، جلس الحاج «خالد» على كرسي خشب، أمام محل الدواجن ملكه، مطأطأ الرأس، دافناً وجهه بين يديه ليواري نظرات الحزن التي تملّكت من قسمات وجهه. يشرد بتفكيره بين الحين والآخر متذكراً ابتسامة نجله «أحمد»، قبل أن يفارقه، فترتسم ابتسامة لا إرادية على وجهه، التي سرعان ما تتلاشى ويجهش بالبكاء كلما تذكر وجه نجله في مشرحة زينهم بعد العثور على جثته بأحد المصارف بالمنطقة، وعليها آثار ضرب وتعذيب شديدين. اقرأ أيضاً.. بالكزلك..لماذا أنهى يشرد بتفكيره بين الحين والآخر متذكراً ابتسامة نجله «أحمد»، قبل أن يفارقه، فترتسم ابتسامة لا إرادية على وجهه، التي سرعان ما تتلاشى ويجهش بالبكاء كلما تذكر وجه نجله في مشرحة زينهم بعد العثور على جثته بأحد المصارف بالمنطقة، وعليها آثار ضرب وتعذيب شديدين. «الابتسامة كانت مابتفارقش وشه.. وكان راجل بمعنى الكلمة.. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي حرموني من ابني».. بتلك الكلمات بدأ «خالد» والد المجني عليه حديثه متابعاً: «ابني وهو عيّل صغير شايل المسئولية معايا.. وكان بييجي يساعدني في المحل في أجازة نص وآخر السنة من المدرسة». ويضيف الوالد المكلوم: «أحمد بعد ما خلّص إعدادي ساب المدرسة، وصمِّم إنه ييجي يشتغل معايا بصورة دائمة في المحل، ولمّا أعباء الحياة زادت أكتر.. كان بيخلّص شغل معايا في المحل الصبح، ويطلع على محل كبابجي يشتغل فيه بالليل.. وماكنش بينام 3 ساعات على بعض.. كان بيحب الشغل زي عنيه ومابيحبش القعدة نهائي.. كنت بقولّه إنت كده بتجهد نفسك وهاتتعب، كان بيرد عليا ويقوللي إنه نفسه يكبر عشان يريحني ويشيل مسئولية البيت كله لوحده». يتابع: «من فترة ساب الشغل في محل الكبابجي، لمّا صاحب المحل قلل يوميته.. وفاجئني إنه عايز يشتغل على توك توك، وأنا رفضت في البداية عشان قلقان عليه، لكنه أقنعني بالعمل على التوك توك فترة بسيطة، ويعرف يحوّش من وراه قرش يدخره للمستقبل.. وبدأ يزود عدد ساعات شغله على التوك توك خصوصاً بعد ما والدته عملت جمعية وهو التزم إنه يسدد الجمعية من معاه». وعن يوم اختفائه يقول الوالد والدموع تغالبه: «والدته صحِّته من النوم الصبح عشان كان ميعاد دفع الجمعية، وهو كان قايلها إنه هيطحن نفسه اليوم ده لغاية ما يجيب قسط الجمعية، صحي وشرب كباية شاي، وقال لأمه مش هارجع غير ومعايا فلوس الجمعية، ودي آخر كلمة سمعتها منه ونزل وماشوفتوش تاني».. يجهش الأب في البكاء قائلاً: «يا ريته لا نزل ولا راح في حته.. كان نازل لقضاه برجليه». وأردف: «بعد ما نزل واتأخر عن ميعاده اللي بييجي فيه، نزلت عملت محضر في قسم المطرية باختفائه، وفوجئت بأمين شرطة بعد اختفائه بيومين بيقوللي إحنا لاقينا جثة مواصفاتها زي مواصفات "أحمد" ابنك، كانت مرمية في أحد المصارف، وجثته موجودة في مشرحة زينهم، وطلب مني إني أروح أتعرف على جثته». واستكمل: «روحت المشرحة أنا وأمه وماقدرتش أدخل أشوفه هو ولا لأ.. كان قلبي حاسس إنه هو.. وخاله هو اللي دخل واتعرف على جثته.. وكان فيها كدمة أسفل رأس جثة أحمد، ويوجد أيضا كدمة بأعلى الصدر، زي ما يكون كان فيه مقاومة وتعذيب ليه قبل قتله، بالإضافة إلى طعنات نافذة باليدين». واختتم الوالد حديثه: «في القسم قالولي إنه باين إن سرقة التوك توك هو الدافع وراء قتله والتنكيل بيه بالوحشية دي.. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي عمل كده وحرمني من ضنايا وسندي في الدنيا».. مطالباً الجهات الأمنية بسرعة ضبط مرتكب الواقعة والقصاص منه. تفاصيل الواقعة ترجع إلى ورود بلاغ لقسم شرطة المطرية، يفيد بتغيب أحمد خالد، 16 سنة، سائق توك توك، عن مسكنه، وبفحص بلاغات العثور على جثث مجهولة، تبين أن إحداها ل«أحمد»، بعد أن تم إلقاء جثته في أحد المصارف بدائرة القسم، وأفادت التحريات الأولية أن القتل كان بغرض سرقة التوك توك قيادته، وتكثف الجهات الأمنية من مجهوداتها لسرعة ضبط الجناة.