روسيا المستفيد الأول من الصدام بين ترامب واليورو

من المنتظر أن يشهد العام المقبل اشتعالا للصراع التجاري والسياسي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.. وذلك حال تغاضي ترامب عن تأييد إصلاحات بروكسل للتجارة العالمية
يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -بحكم ميوله الاقتصادية- يهوى الدخول في حروب تجارية، فبعد صدامه على مدى العام الجاري بالصين، من المنتظر أن تحمل 2019 بداية لحرب تجارية جديدة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. الخلافات الخاصة بالتجارة باتت الآن تُهدد أحد أقوى التحالفات السياسية في التاريخ، خاصة أن الولايات المتحدة متمثلة في ترامب تبحث -دون النظر لاعتبارات أخرى- عن كيفية تحقيق مصالحها الخاصة حتى وإن كانت على حساب مواءمات سياسية وعوامل أخرى.
وحذر السفير الأمريكي السابق لدى الاتحاد الأوروبي أنطوني جاردنر، من أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية واليورو يمكن أن تتعمق أكثر في عام 2019، وذلك إذا استمر دونالد ترامب في رفض مساعدة بروكسل في إصلاح منظمة التجارة العالمية. ترامب يحذر أوروبا من التعامل مع إيران: «سنفرض عقوبات» وفي
وحذر السفير الأمريكي السابق لدى الاتحاد الأوروبي أنطوني جاردنر، من أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية واليورو يمكن أن تتعمق أكثر في عام 2019، وذلك إذا استمر دونالد ترامب في رفض مساعدة بروكسل في إصلاح منظمة التجارة العالمية.
ترامب يحذر أوروبا من التعامل مع إيران: «سنفرض عقوبات»
وفي حديثه مع شبكة "فوكس بيزنس" الأمريكية، أكد جاردنر أن دونالد ترامب يجب أن يكون "متعاونًا" مع الاتحاد الأوروبي، ومن ثم تجنب الوقوف في صف روسيا في قضية منظمة التجارة العالمية حول تورطها في أزمة القرم.
وشدد سفير الولايات المتحدة السابق لدى بروكسل، على ضرورة إصلاح قواعد منظمة التجارة العالمية بشأن إعفاءات الأمن القومي التي اقترحتها كتلة بروكسل، وهو الأمر الذي يُساعد بعض الدول مثل روسيا في الإفلات من قرارات المنظمة، والتي بدت غير قادرة على تحدي موسكو.
وتابع قائلاً: "قدم الاتحاد الأوروبي اقتراحًا مفصلًا للغاية حول كيفية إصلاح منظمة التجارة العالمية، ولم يتلق أي استجابة من الإدارة الأمريكية بشأن تلك الإجراءات".
وأشار إلى أن هناك تداخلا بنسبة 90% بالاهتمامات والأهداف المشتركة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول ما ينبغي لنا فعله، لجعل هذه المنظمة أكثر فعالية وتأثيرًا في مجريات الأمور.
وأضاف سفير واشنطن لدى بروكسل: "يجب أن نعمل مع الاتحاد الأوروبي بدلاً من توجيه بندقية إلى رأسه لمعالجة قضايا نقل التكنولوجيا وحقوق الملكية.. وفي الحقيقة نحن لا نفعل ذلك".
محاولات أوروبا الأخيرة لتجنب الحرب التجارية مع أمريكا
وقال: "نحن ننضم إلى روسيا في قضية منظمة التجارة العالمية في الوقت الحالي، خاصة فيما يتعلق بالتدابير التي اتخذتها ضد أوكرانيا خلال أزمة القرم، والتي تقول روسيا إنها تتصل بحالات إعفاء لأسباب تتعلق بالأمن القومي"، مشيرًا إلى أن "ترامب بموقفه هذا يساند قانون الغابة".
ويأتي التحذير في ظل استمرار التوترات بين الولايات المتحدة والصين في تصاعد العلاقات التجارية المستقبلية، وهو الأمر الذي يسعى الرئيس الأمريكي للحصول على تأييد من الاتحاد الأوروبي فيه.
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة إكسبريس البريطانية إلى أن هناك احتمالية عقد مواءمة سياسية بين بروكسل وواشنطن في قضيتي الحرب التجارية مع روسيا والصين، لا سيما أن كلا الطرفين يحتاج إلى معاونة الآخر للوقوف أمام التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهه.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى سيناريو ثالث، وهو إمكانية أن تتسبب تلك الأزمات ذات الأصول السياسية في تطوير العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي قد يُفقد واشنطن ظهيرا سياسيا هو الأبرز على مدى السنوات العشرين الماضية.
ترامب يهدد أوروبا: سنفرض رسومًا 20% على سياراتكم
الولايات المتحدة بدت بحاجة إلى معاونة أوروبية صادقة في أزمتها مع الصين، خاصة بعد أن اتهم السفير الامريكي لدى منظمة التجارة العالمية مايك شيا، الصين بمحاولة "سرقة التكنولوجيا" صراحة في الصناعات الرئيسية، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يؤدي لاستمرار الأوضاع على حالتها المشتعلة في الحرب التجارية بين البلدين.