ألزم القضاء الأمريكي شركة «جونسون آند جونسون» بتعويضات بمليارات الدولارات لمصابات بالسرطان، وهو من أكثر 5 سرطانات تصيب المصريات أيضًا.. نتيجة استخدام «بودرة التلك» كشفت منظمة الصحة العالمية أن نحو 125 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم يتعرّضون لمادة «الأسبستوس» في أماكن عملهم، يموت منهم أكثر من 107 آلاف كل عام، بسبب سرطان الرئة، ورم المتوسطة، وداء مادة الأسبستوس، نتيجة التعرّض لتلك المادة في أماكن عملهم. طلبت الهند من شركة جونسون آند جونسون، وقف استخدام مواد خام في تصنيع بودرة الأطفال الخاصة بها، بعد أن زارت سلطات الدواء الهندية بعض منشآت الشركة الأمريكية، وأخذت «عينات» من بودرة التلك، الشامبو، والصابون الخاصة بالأطفال التي تنتجها الشركة لفحصها. كما أعلنت وزارة الصحة المصرية منذ أيام اتخاذ إجراءات احترازية بإدراج جميع المستحضرات والمواد الخام المحتوية على مادة «التلك»، وسحب عينات للمواد الخام والمستحضرات، لتحليلها بهيئة الرقابة والبحوث الدوائية للتأكد من خلوها من أي شوائب لمادة «الأسبستوس». جاء ذلك عقب صدور تقرير هام كما أعلنت وزارة الصحة المصرية منذ أيام اتخاذ إجراءات احترازية بإدراج جميع المستحضرات والمواد الخام المحتوية على مادة «التلك»، وسحب عينات للمواد الخام والمستحضرات، لتحليلها بهيئة الرقابة والبحوث الدوائية للتأكد من خلوها من أي شوائب لمادة «الأسبستوس». جاء ذلك عقب صدور تقرير هام عن وكالة رويترز البريطانية، يفيد بعلم شركة «جونسون وجونسون» بوجود مادة مسببة للسرطان في بودرة الأطفال التي تنتجها، وتدعى «أسبيستوس». الصحة العالمية: «التلك» قد يسبب السرطان تصنف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، بودرة «التلك» ضمن المواد المصنفة تحت الفئة (2B) وهي المواد المحتمل تسببها في السرطان، وذلك لعدم وجود دراسات كافية تثبت العلاقة بين هذه المادة والسرطان في الإنسان. ما هي «الأسبستوس» الأسبَستوس أو الأسبَست ويعرّف أيضا باللآميونت والإيتيرنيت بالفرنسية. ويُشار إليه بالعربية بالصخر الحريري أو الحرير الصخري وهو من المعادن التي تتكوّن من سِليكات المغنيزيوم في الدرجة الأولى. كشفت منظمة الصحة العالمية أن جميع أنواع الأسبست تسبب سرطان الرئة، وورم المتوسطة، وسرطان الحنجرة والمبيض، وداء الأسبست «تليف الرئتين». يحدث التعرض لمادة الأسبست من خلال استنشاق ألياف موجودة في الهواء في بيئة العمل، أو الهواء المحيط في منطقة مجاورة لمصادر تلوث -كالمصانع التي تتعامل بالأسبست- أو الهواء الداخلي في المساكن والمباني التي تحتوي على مواد أسبستية قابلة للتفتيت. جيولوجي: علاقة وثيقة بين «التلك» و«الأسبستوس» أكد الدكتور، أحمد البرقوقي، استاذ الجيولجيا، جامعة القاهرة، وجود علاقة وثيقة بين «الأسبستوس» ومادة «التلك» وهما على حالة الخام الطبيعي، حيث إنهما يكونان متواجدين بالقرب من بعضهما البعض في الجبال، لأنهما نواتج تحول من صخور السربنتينيت -الركبة-، والتلك -أو الطلق بالعربية- التواجدات الخاصة به تكون مصاحبة ل«السربنتينيت»، في غالبية الأحيان، ولكنه ليس شرطًا أن يكونا مع بعضهما. وأضاف البرقوقي ل«التحرير»، أن كل الخامات الطبيعية يكون بها نسب شوائب غير مرغوب فيها، وهو ما يتجنبه المنتج الصناعي، عبر عمليات الصناعة المختلفة. رسالة غامضة.. تقودنا للشركة «التحرير» تواصلت مع شركة «جونسون وجونسون مصر» على هواتفها الأرضية، إلا أن أحدًا لم يجب، ولم نجد سوى رسالة صوتية مُسجلة زادت من قلقنا وتساؤلاتنا، جاء نصها «في حال ظهور الأعراض السلبية من إحدى المنتجات، يجب التوقف عن استخدامها والحصول على المساعدة الطبية فورًا من هذا الرقم»، فلماذا يتم وضع تلك الجملة المقلقة عند اتصالك بالشركة؟، وهل تم وضعها بعد إثارة الأزمة أم منذ فترة طويلة؟ وما هي الرسالة التي تريد الشركة إيصالها؟، هل تحاول إخلاء مسئوليتها؟ أم مجرد تحذير عادي؟. أجرينا اتصالات متكررة برقم المساعدة الطبية الذي تم ذكره في الرسالة الصوتية، إلا أن أحدًا لم يجب على الهاتف، وهو ما يطرح تساؤلات حول ماهية المساعدة التي يقدمها هاتف لا يجيب القائمون عليه على استغاثات العملاء الذين لديهم أزمة طبية عاجلة. تواصلنا مع هبة المهدي، المدير العام لشركة "جونسون آند جونسون" في مصر وعضو مجلس إدارة الشركة في الشرق الأوسط، لنسألها عن تلك الرسالة المثيرة للريبة، وحقيقة الاتهامات الموجهه للشركة التي تديرها في مصر، وجاء ردها كالتالي: «فيما يخص الرسالة الصوتية، فهي طبيعية للغاية، ويتم وضعها على كافة منتجاتنا، لتنبيه ومساعدة المستهلكين عند حدوث أعراض سلبية». وأضافت المهدي في تصريحات خاصة ل«التحرير»، أن الشركة تعرضت لمثل هذه «الشائعات» منذ عامين، وقدمنا كافة المستندات لهيئة الرقابة على الصادرات والواردات في مصر، التي تثبت أن بودرة تلك جونسون آند جونسون آمنة بالكامل، وليس لها أي أضرار، مشيرة إلى أن «جونسون مصر» لم تتلق أي شكاوى من المواطنين نتيجة استخدام البودرة. وأوضحت أن جونسون وجونسون أصدرت ردا رسميا على تلك الادعاءات، نص على «بودرة أطفال جونسون آند جونسون آمنة وخالية من الأسبستوس، وتُظهر الدراسات التي أجريت على أكثر من 100 ألف رجل وامرأة أن بودرة التلك لا تسبب السرطان أو الأمراض المرتبطة بالأسبستوس». تعويضات بالمليارات أصدرت محكمة فى نيوجرسى -أبريل الماضي- حكمًا بتغريم شركة جونسون آند جونسون ومورديه، تعويضات بإجمالي 117 مليون دولار، لصالح «ستيفن لانزو» وزوجته، بعد إصابتهما بالسرطان نتيجة استعماله بودرة الأطفال -جونسون-، وفقا لصحيفة «ديلى ميل» البريطانية. وفي يوليو الماضي، أمرت هيئة محلّفين في ولاية ميزوري الأميركية، شركة «جونسون آند جونسون» بدفع تعويضات، قدرها 4.69 مليار دولار، ل22 سيدة أصبن بسرطان المبيض بعد استخدام منتجات للشركة، تحتوي مادة «التلك»، ومن بينها بودرة الأطفال. وهو الحكم الأكبر منذ ظهور مزاعم حول تسبُّب منتجات للشركة في الإصابة بالسرطان.