"القومى للطفولة" يتصدى لعقد القران.. ووالد الطفل يكذب المجلس وينفى الواصل معه.. ووالدته: «ابني كبير وليس صغيرا على الزواج»..والبدوى: انتهاك لحقوق الطفل وجريمة فى حقهما حالة من الجدل انتابت رواد مواقع التواصل الاجتماعى، خلال الساعات القليلة الماضية، عقب تداول "مقطع فيديو" يظهر إقامة حفل خطوبة للطفلين، "فارس- وندى"، البالغين من العمر 14 عامًا، اللذين يدرسان بالصف الثالث الإعدادي بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، ما بين معارض لهذه الظاهرة ويعتبرها جريمة فى حق الأطفال، والمجتمع المصرى بصفة عامة، ونتيجة لعدم سن قوانين تجرم زواج الأطفال، وثقافة المجتمع الريفى، ومؤيد لهذا الفعل، ويرى أن زواج الأطفال حرية شخصية، ورغبة من أولياء الأمور في تحصين أطفالهم فى سن مبكرة، لعدم الانخراط فى سلوك غير سوى. عادات وتقاليد القرية شريف الخادم، والد الطفل فارس، بطل فيديو حفل الخطوبة، أكد أن الزواج في سن مبكرة من عادات قريتهم في كفر الشيخ، وأن نجله طالب بالصف الثالث الإعدادي ويعمل معه في مجال تجارة الخضراوات. وتابع: "سعيد بالخطوبة لأن عائلة العروسة -التي تبلغ من العمر 14 عامًا- تربطنا بهم علاقات أسرية منذ فترة عادات وتقاليد القرية شريف الخادم، والد الطفل فارس، بطل فيديو حفل الخطوبة، أكد أن الزواج في سن مبكرة من عادات قريتهم في كفر الشيخ، وأن نجله طالب بالصف الثالث الإعدادي ويعمل معه في مجال تجارة الخضراوات. وتابع: "سعيد بالخطوبة لأن عائلة العروسة -التي تبلغ من العمر 14 عامًا- تربطنا بهم علاقات أسرية منذ فترة طويلة"، مشيرا إلى أنه سيقوم بعقد القران فور بلوغهما السن القانونية. والدة الطفل فارس، بطل واقعة الفيديو المتداول، تحدثت بكل فخر عن خطوبة ابنها بعد الهجوم الشديد عليهم، لتعلق على الأمر، قائلة: "الفيديو حقيقي ودي عادة عندنا، وحبينا نأكد إن ندى لفارس ونفرح شوية"، مؤكدة أن ابنها في المرحلة الإعدادية، وليس صغيرًا على الزواج، "فارس انتو شايفينه صغير بس هو كبير". فارس يطلب الخطوبة منذ عامين واستطردت فى تعديد محاسن ابنها وأسباب إقامة الحفل: "أهالي العروسة مش ممانعين، إحنا قرايب وعايزين نفرح ومافيش مشكلة عندنا، وفارس شغال مع والده، الجميع بيتعامل مع فارس إنه كبير علشان هو بيشتغل مع والده في الصيف، والناس كلها عارفة. إحنا ماعملناش غلط ولم نغصب على ابني أو عروسته، بالعكس، ابني ألح علينا منذ سنتين، وحاولنا إرجاء الخطوبة ولكنه أصر". قومي الطفولة يتصدى كان المجلس القومي للطفولة والأمومة، قد أعلن إحباط زواج طفلى كفر الشيخ، عندما تقدم المجلس، بعدد من البلاغات للنائب العام ضد أولياء الأمور، الذين عرضوا أطفالهم لهذه الانتهاكات، وفقاً لأحكام قانون الطفل 126 لعام 2008 والتى تنص على أنه "لا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين 18 سنة ميلادية كاملة"، مشيراً إلى أن ما يفعله أولياء الأمور إساءة لكرامة وحقوق الأطفال وخرق لقانون الطفل. والد الطفل: الخطوبة مستمرة لكن والد الطفل خرج ليكذب تصريحات المجلس وينفي توقيعه على أي أوراق للمجلس القومي للمرأة تمنعه من اتمام الزواج، بل أنه نفى تواصل المجلس القومي للأمومة والطفولة معه أو مع أسرة خطيبة ابنه. وأكد والد الطفل فارس، ل"التحرير"، أنه لم يوقع على أي تعهد للجنة العامة لحماية الطفل بكفر الشيخ، كما قال بيان المجلس القومي للأمومة والطفولة، متابعًا أن خطوبة فارس وندى مستمرة، وأنه سيتم إقامة مراسم الزفاف بعد عامين من الآن. في هذا السياق، قال محمود البدوي، المحامي بالنقض وخبير حقوق وتشريعات الطفل، إن زواج الأطفال يعد انتهاكاً صارخا لحقوق الطفل، وأن السبب في انتشار هذه الظاهرة هو عدم وجود إطار تشريعي يحمي الأطفال من الزواج. وأضاف البدوي فى حديثه ل"التحرير": "من أهم العوامل التى تؤدى إلى انتشار ظاهرة زواج الأطفال العادات الثقافية والاجتماعية الخاطئة في المجتمع المصري منذ عقود ولم يتم معالجتها، وليس الفقر والجهل وعدم الوعى الديني كما يروج البعض". مخاطر زواج الأطفال وتابع: "زواج الأطفال ينتشر بشكل كبير في القرى والنجوع، حيث ترتفع نسبة الأمية والإنجاب"، مضيفا: "هناك آثار سلبية لزواج الأطفال ومنها صحية كأن تتعرض الفتيات لمشكلات جسدية ناجمة عن عدم استعداد أجسادهن لخوض تجربة من هذا النوع، بالإضافة إلى الأضرار النفسية الناتجة من الزواج مثل الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات الشخصية، كما ينجم عن ذلك اضطرابات فى العلاقات الجنسية بين الطفلين لعدم إدراك الطفلة طبيعة العلاقة". وأشار إلى أن زواج الأطفال تنتج عنه مشكلات كبيرة، أبرزها أن الزوجين لم تكتمل لديهما المدركات النفسية ولم تصل للقدر الكافي الذي يؤهلهما للزواج، وتحمّل تبعاته وأعبائه، وبالتالي لا يكون لديهما الفهم السليم لمعنى الأسرة، وإنجاب الأطفال ورعايتهم، وعندما تنجب هذه الأسرة أطفالا فمن المؤكد أن هؤلاء الصغار لن يحصلوا على الدعم النفسي والاجتماعي الواجب من والديهما. ونوه بأن هناك مشكلة أخرى اقتصادية بحتة، فالطفل لن يكون قادرًا ماديًا على الإنفاق على أسرته، ويظل معتمدا على والده، ومن هنا تنشأ المشكلات وتتحول الأسرة الصغيرة لأسرة تابعة وليس أسرة مستقلة، وهو ما يتسبب في إثارة المشاكل التي قد تؤدي للانفصال والطلاق. القانون حبيس الأدراج ولفت إلى أن هناك مشروع قانون تم تقديمه للبرلمان من أجل تجريم زواج الأطفال دون ال18 عاما، حيث قامت وزارة العدل بالتعاون مع وزارة الصحة ممثلة فى البرنامج القومى لتمكين الأسرة بصياغة مشروع قانون لتجريم زواج الأطفال من الجنسين قبل 18 عاما، ووافق عليه الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية، إلا أنه لم نسمع عن القانون أى شىء بعدها، فى ظل الحاجة الماسة إليه مجتمعياً. ويهدف قانون تجريم زواج الأطفال إلى حظر زواج الأطفال ممن هم أقل من 18 عاماً، وهو عبارة عن مادتين، الأولى: حظر قيام المأذون بمباشرة عقد الزواج أو المصادقة عليه ما لم يكن سن الزوجين 18 عاماً وقت عقد القران. وتشير الإحصائيات الصادرة من وزارة الصحة إلى تصدر 3 محافظات قائمة الأعلى تزويجا للأطفال بالجمهورية هي: "القاهرة ب9.1% والجيزة ب8.1% والشرقية ب7.7%". ويرتفع متوسط انجاب الأطفال فى حالة الزواج قبل 18 سنة إلى نحو 3.7 طفل، بينما يكون المتوسط 2.79 فى حالة الزواج بعد عمر 22 سنة، كما أثبتت نتائج المسح الصحى الأخير أن نسبة الإناث المتزوجات فى الفئة العمرية من 15-19 حوالي 14.4% وتزداد أعدادهن فى المناطق الريفية، وهن من بين ذوات المستوى التعليمى الأقل. جريمة في حق الأطفال الدكتورة نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، قالت إن "زواج الأطفال جريمة، بكل المقاييس، ويعد زواجاً عرفياً"، وأوضحت: السن القانونية للزواج سواء للفتيات أو الذكور هي 18 عامًا، وذلك وفق قانون الأحوال المدنية وقانون الطفل. وشددت أبو القمصان في تصريحات خاصة ل"التحرير" على أن الزواج مبكراً قبل السن القانونية إعدام لحقوق الفتاة، كما هو إعدام لحقوق الأطفال الناتجة من هذا الزواج، لأنهم سيفتقدون إلى كثير من الخدمات والدعم الذى تقدمه الدولة للأطفال، لعل أقلها التطعيم ضد الأمراض، مثل شلل الأطفال والحصبة لعدم امتلاكهم شهادات ميلاد موثقة. وأرجعت أبو القمصان السبب فى انتشار المقطع خلال الأيام القليلة الماضية، إلى "السوشيال ميديا"، بالإضافة إلى ثقافة المجتمع المصرى، وعدم وعى الكثير من الأسر بخطورة زواج الأطفال، مما ينتج عنه مشاكل اجتماعية وصحية وجسدية ونفسية. كان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قد أعلن أن 117 ألف طفل في الفئة العمرية من 10 إلى 17 عاما متزوجون أو سبق لهم الزواج، وسجلت محافظات الصعيد أعلى نسبة في زواج الأطفال، وطلاقهم، كما رصد الجهاز حالات زواج مبكر في سن ال12 وال13 وال14، ورصد 117 ألف حالة زواج مبكر منها 1000 طفلة مُطلقة.