أخبار الحوادث ترصد الظاهرة منذ سنوات الزمن لا يعيد نفسه، ولكن الحوادث هي التي تتكرر، كما قال الكاتب والمؤلف المسرحي والشاعر العظيم برنارد شو. من 26 سنة صادف أن يكون العدد الأول ل "أخبار الحوادث" قصة مثيرة لم تكن على البال أو الخاطر، لكن وقعت أحداثها بالفعل بمحافظة الإسكندرية تحديدًا مدينة العامرية؛ تحت عنوان "أصغر زواج في العالم"، لطفل فى الثانية عشر من عمرة يدعى "سعد" متزوج من فتاة فى الثامنة عشر من عمرها تدعى "أمال" تكبره بست سنوات تقريباً، وأثارت القضية – في حينها - الرأي العام، ولأن القانون وقتها لم يحدد سنا للزواج أفرجت النيابة عن العروسين. وتمر السنون ليجد المجتمع نفسه أمام واقعة مشابهة وإن اختلفت التفاصيل بعض الشئ، لتعيد إلى الأذهان ماحدث من ربع قرن تقريبًا، هذه المرة العروسان أو الخاطبان تلميذان بالمرحلة الإعدادية، لم يتعد عمرهما 15 سنة، الأدهى أن أسرة العروسين أو الخاطبين أقاما حفل الخطوبة وسط الأهل والأصدقاء على مركب في النيل! البداية...، مقطع فيديو متداول على صفحات التواصل الاجتماعى داخل إحدى القاعات على مركب "مارادونا النيلى" بمدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ، وهو حفل خطوبة لشاب فى الصف الثالث الإعدادي يدعى "فارس شريف الخادم" لم يبلغ عامه 15 بعد، محتفلًا بخطوبته على فتاة تصغره بعام تدعى "ندى عبد البر" وشهيره ب"سوسن"، وقدم لها شبكة تقدر ب32 ألف جنيه، الأمر قد يصير فى المتناول وطبيعي حينما يكون الوالد ثرى يسعى أن يزوج أبنه مبكرًا، لكن السن المبكر هذا، وكما نص القانون، ألا يقل عن 18 عامًا، لكن ما حدث أننا رأينا حفل خطوبة داخل قاعة لطفلين لم يبلغا سن الرشد بعد، وحفلات من الرقص المتواصل بين الصبي والصبية، وسط فرحة الأهل العارمة، وكأن ما يحدث طبيعي واعتاده المجتمع المصري، أيضا المثير إلى حد الدهشة، هو ما قالته الأم وتدعى "سهير على" فى مداخلة هاتفية على الفضائية المصرية "Dmc": "أن هذا الأمر طبيعي جدًا، ولا يوجد هناك مشكلة على الأطلاق، هما يحبان بعضهما البعض، فبدلًا من أن تنزلق قدماهما فى الحرام تمت خطبتهما، وأن أبني فارس حتى وإن بدا أمامكم صغيرًا، فهو كبير من وجهة نظرى، بالإضافة إلى عقلة النابغ وأنه سابق سنه فى تفكيره، وأشارت بأن أسرتها تربطها صلة قرابة بأسرة الطفلة العروسة"! السيدة التى وجدت نفسها محظ أنظار الإعلام سواء المرئي أو المسموع أو المقروء تدافع بإستماته عن موقف الأسرتين، خلال حفل الخطوبة، بل وتتهم كل ما يتحدث في هذا الموضوع، بأنه ليس له شأن، وهذا أمر يخصهم كعائلة واحدة! أما والد الطفل العريس "شريف الخادم" الذى يعمل فى تجارة الفاكهة والخضراوات قال رأيه فى حفل الخطوبة، بإنهما لم يرتكبا أمر خاطئ، مؤكدًا أن الولد بيحب البنت، وأنهم أرادا أن يفرحا بهما أمام أعين الأسرتين، وأن نجله بجانب دارسته يعمل معه فى التجارة، ويتقاضى راتب 100 جنيه في اليوم الواحد، فهو ليس صغيرًا على أن يبني أسرة، وليس من العيب مطلقا ما فعلناه بفرحتنا بهم. وأكد صابر عبد المنعم مقرر لجنة حماية الطفل بكفر الشيخ التابعة للمجلس القومي للأمومة والطفولة، "أنه فور اطلاعه على المقطع المصور لحفل الخطوبة تواصل مع الاخصائي القانوني بلجنة دسوق للتحري عن الواقعة، وتحرير مذكرة بقسم الشرطة لاستدعاء ولي أمر الطفل وولي أمر الطفلة، وتحرير تعهد بعدم إتمام عقد القران إلا بعد بلوغ الطفلة 18 عامًا للحفاظ على حقوق الطفلين. والسؤال الذى يجب طرحه فى مثل هذه الأمور، هل من المنطقي والطبيعي ما حدث، وكيف نضمن أن هذا التعهد الذي لم تم داخل سرايا النيابة سينفذه أسرتا الصبيين؟! ربما الأيام القادمة تجيب عن هذا السؤال.