يضع رؤوف يوميا برنامجا غذائيا للقطط التي يربيها في منزله وكذلك قطط الشوارع التي تلتف حوله بمجرد ظهوره في الشارع، فضلًا عن اهتمامه بنظافتها وتخصيصه لها 1500 جنيه شهريا اعتاد عبد الرؤوف عبد الحميد، 60 عاما، على رعاية القطط منذ 20 عاما فبرنامجه المنظم لتغذية القطط التي يعتبرها مثل أبنائه لم ينقطع طوال هذه الفترة فهو عاشق لها يداعبها بيديه يعيش معها وينام معها في نفس الغرفة بل على سرير واحد. يغطيها في الشتاء من البرد الشديد.. رؤوف لا يرعى فقط قطتيه اللتين تعيشان معه بل يرعى بعض قطط الشوارع أيضا، يعد لها وجبتين يوميا في أثناء جلوسه على مقهى أسفل عمارته بأحد شوارع الهرم، بينما يعد أكثر من وجبة للقطط التي يرعاها، ويفعل رؤوف-كما يناديه أهل المنطقة وأصدقاؤه- ذلك كله قبل أن يتناول أى طعام، فالأولوية لديه للقطط. يخصص رؤوف 1500 جنيه من معاشه الشهري الذي يتقاضاه من إحدى شركات البترول بعد خروجه من الوظيفة على درجة رئيس قطاع لرعاية القطط «اعتدت على أن أكون ولى أمر هذه القطط.. وهذا يخلق الألفة بيننا». اقرأ أيضا كيف تواجه الحكومة عدوى السُّعار القاتل؟ يتذكر رؤوف سبب اهتمامه بالقطط منذ 20 عاما «بدأت يخصص رؤوف 1500 جنيه من معاشه الشهري الذي يتقاضاه من إحدى شركات البترول بعد خروجه من الوظيفة على درجة رئيس قطاع لرعاية القطط «اعتدت على أن أكون ولى أمر هذه القطط.. وهذا يخلق الألفة بيننا». يتذكر رؤوف سبب اهتمامه بالقطط منذ 20 عاما «بدأت أهتم بها عندما رأيت كثيرا من الأطفال اللاجئين حول العالم بلا مأوى وبلا أهل ويحتاجون للدعم فهؤلاء مثل أبنائي وهؤلاء عوضوني عن أِشياء كثيرة جميلة حرمتني الدنيا منها». يعتبر رؤوف أحداثا سياسية كثيرة غير ذي جدوى، مقارنة بأحوال قططه، ف«عندما تخلى مبارك عن الحكم اتصل الأهل بي ليخبروني بالخبر بينما كانت القطة التي أربيها تلد فكان خبر ولادة القطة والاطمئنان عليها أهم وأسعد عندي من أي شيء آخر». يقول رؤوف «أحب الحرية ولذلك لا أفضل حبس الطيور داخل الأقفاص كما أنني أصطحب القطط معي في كل مكان أذهب إليه وعندما أسافر للتنزه أشترط على الفندق إقامة القطط معي وإذا رفض الفندق أستأجر أى شقة حتى أصطحب معي القطط فهم ينامون معي على نفس السرير وبنفس الغطاء». يحكي رؤوف عن البرنامج الغذائي للقطط خلال اليوم «عندما تقاعدت عن العمل بدأت أهتم أكثر بها فقبل التقاعد عن العمل كنت أرعى قطط الشوارع بوجبة واحدة فقط وعندما خرجت على المعاش بدأت أعد لها وجبتين يوميا، بينما القطط التي تعيش معي في نفس المنزل أقدم لها أكثر من وجبة يوميا لكن بكميات قليلة». وينتقي رؤوف نوعية الوجبات، بحيث تتوافر بها الشروط الصحية حتى لا تؤثر على صحة القطط «أنا لا أغذيها على اللانشون أو الوجبات التي تحتوي على دهون كثيرة كما أن الأسماك تؤثر على نوعية الشعر لديها فأجعلها تتناول كميات قليلة منها والقطط لدي ترفض اللحوم المصنعة، كما أنها قادرة على تمييز الأطعمة الصالحة عن غيرها». يؤكد رؤوف أنه يختار لها أجود الأنواع من الألبان والسلامون، فضلا عما يسمى حبوب «الدراي» وهو غذاء مستورد للقطط وأستيقظ مبكرا لأغذيها وتحضير الفطور لها قبل أن أتناول أنا وجبة إفطاري وأخصص لها وجبات بمتوسط 50 جنيها يوميا أى 1500 جنيه شهريا وأنا أدفع هذه الأموال «مقابل متعتي مع هذه الحيوانات الأليفة» فبمجرد أن ينادي علي أهل المنطقة باسمي تلتف القطط حولي في انتظار إطعامها فهي تعرفني جيدا وتوصلني حتى الأسانسير. يرى رؤوف أن قرار الحكومة الأخير بتصدير القطط والكلاب للخارج «قرار مؤسف وغير إنساني ويسيء إلى سمعة مصر بالخارج». ويوضح رؤوف أن كثيرا من أطفال المنطقة بدأوا يتعلمون مني الرفق والرحمة بالحيوانات، إذ يقدمون الأطعمة لها في أثناء ذهابهم للمدرسة. يحاول رؤوف حماية القطط من الأوبئة والأمراض من خلال إعطائها التطعيمات اللازمة وإبعادها عن الحشرات الناقلة للأمراض كما يعد لها المناديل المبللة للحفاظ على نظافتها الشخصية. لرؤوف تجربة قاسية، كما يقول، مع تربية الكلاب أيضا «عندما مات الكلب الذي كنت أربيه عانيت كثيرا ومن يومها أخشى تربية كلب آخر خشية فقدانه فالكلاب أوفياء جدا والكلب الذي كنت أربيه كان لا ينام إلا بعد نومي وكان يركب معي سيارتي وكان هناك ارتباط روحاني بيننا. يرى رؤوف أن «القطط مخلصة ووفية ولكن الغدر هو سمة بشرية ليست في القطط».