اعتادت التسول بين الإشارات المرورية بشمال القاهرة.. رجل أعطاها قطعة حشيش حينما طلبت منه صدقة.. عرفت أسرار تجارة الكيف مقابل ليال حمراء مع بعض تجار الحشيش «منيرة» سيدة ثلاثينية، اعتادت استجداء المارة في الشارع بملابسها المهترئة.. اشتهرت بين إشارات المرور في المرج وبعض المناطق بشمال القاهرة، ظلّت على ذلك الحال طوال أشهر عديدة، إلى أن أوقعها حظها العاثر أمام رجل «رايق»، حسب وصفها، أعطاها قطعة حشيش، وهو مطل من سيارته الفارهة، حينما طلبت منه صدقة، فنظر إليها ضاحكاً ممسكاً بسيجاره الغالي، وقال لها: «هاديكي حاجة تروقك على الآخر»، وأعطاها قطعة من الحشيش. أخذت «منيرة» قطعة الحشيش، ولم تقم بتدخينها كما طلب منها الرجل الثري؛ بل قامت ببيعها لأحد رفقاء الشارع من المتسولين. وبعد بيعها فوجئت بغلو ثمنها مقارنةً بعملها اليومي من «الشحاتة»؛ حيث تخطى ثمنها ال70 جنيهاً، وهو مبلغ تتحصل عليه بعد ساعات طويلة من استجداء المارة في الشوارع. جلست «السيدة الثلاثينية» تفكر في مكاسب «الكيف»، وظلّت طوال عدة أيام لم تذق عيناها الملونتان طعم النوم، بعد وبعد بيعها فوجئت بغلو ثمنها مقارنةً بعملها اليومي من «الشحاتة»؛ حيث تخطى ثمنها ال70 جنيهاً، وهو مبلغ تتحصل عليه بعد ساعات طويلة من استجداء المارة في الشوارع. جلست «السيدة الثلاثينية» تفكر في مكاسب «الكيف»، وظلّت طوال عدة أيام لم تذق عيناها الملونتان طعم النوم، بعد أن أغراها المكسب الوفير من وراء «الحشيش»، خاصةً بعدما سألت عن أسعار الحشيش المخدر وكيفية بيعه، ومن هنا بدأت تتعرف على أكثر من تاجر مخدرات، واستغلّت مفاتن جسدها مقابل خروج أسرار تجارتهم بالحشيش، وبدأت في التردد على أوكارهم، وقضاء ليال حمراء معهم للتعرف أكثر على أسرار عالم الكيف والاتجار فيه. بعد أن عرفت «منيرة» الدهاليز الخاصة بتجارة المخدرات، وكيفية جلبها وتقطيعها وبيعها، ظلّت تفكر في طريقة للاتجار في السموم دون كشفها من رجال الأمن، وهداها شيطانها إلى أن تبيع المخدرات، لمدمني الكيف «البني»، خلال تسولها في الشارع، وبدأت في إقناع الزبائن بأن لديها «كَرفة حِلوة» وبسعر رخيص عن أقرانها في سوق الكيف. رويداً رويداً، بدأت أحوال «التاجرة الجديدة» المعيشية في التحسن، واستأجرت منزلاً للعيش فيه بدلاً من الجلوس في الشارع، وأصبح حُلم أن تبقى «معلمة» يراودها ويزداد يوماً بعد يوم، فقامت بتشغيل مندوبين لها لبيع الكيف «ديليفري» في المنازل، أو في إشارات المرور الأخرى. بدأت تجارتها في التوسع، وأعداد «صبيانها» تتزايد، حتى بدأ تجار الكيف الآخرون في الحقد عليها، لأخذ الكثير من زبائنهم، ولجأ عدد كبير منهم إلى الكيد ضدها، ليتلقى قسم شرطة المرج، عدة بلاغات من الأهالي، يؤكد وجود بائعي مناديل ومتسولين يتاجرون بالحشيش المخدر ويعملون مع تاجرة تدعى «منيرة». وبتقنين الإجراءات تم ضبطها وضبط بعض المتسولين العاملين معها وتم تحريز 25 طربة حشيش، بوزن 2 كيلو، من منزلها وبمواجهتها اعترفت باتجارها في الحشيش المخدر، وتم تحرير محضر رقم 5689 لسنة 2018، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق. حشيش بنصف مليار جنيه وفي سياق موازٍ، نجح رجال أمن جمارك الدخيلة بالإسكندرية، مؤخرا في ضبط 8 أطنان حشيش بقيمة نصف مليار جنيه، على متن 3 حاويات قادمة من بيروت، محملة بجلود ماشية بقري خام، ومخبأ الحشيش بين الجلود. تفاصيل الواقعة ترجع إلى ورود معلومات لمصلحة الجمارك، بمحاولة تهريب كمية كبيرة من الحشيش إلى داخل البلاد مخبأة ب3 حاويات، وتم التنسيق بين رجال الجمارك بمعرفة جمال عبد العظيم مدير عام المصلحة، ويسري رجب رئيس الإدارة المركزية، ومحمد الصياد مدير عام المنطقة اللوجيستية بالدخيلة، وسعيد محمد مدير عام الحركة، الذين أشرفوا على عملية التفتيش بالتنسيق مع الجهات الأمنية المعنية. وكشفت مصادر أمنية أن الكميات المضبوطة بلغت 33 ألف طربة حشيش بوزن يتراوح ما بين 8 و10 أطنان بقيمة إجمالية تقدر بنحو نصف مليار جنيه. وانتقل فريق من النيابة للمعاينة، وتم التحفظ على الحاويات وضبط أصحابها، وتبين أنها رسالة قادمة من بيروت باسم شركة "ك.س." للاستيراد والتصدير لأصحابها "ه.م." و"أ.م".