طالب دكتوراه بجامعة السوربون - كاتب - محلل رياضي أحاديث رائجة من هنا وهناك في وسائل الإعلام عن عدد من اللاعبين المرشحين للأهلي والمدرب العالمي المنتظر، الذين سيعيدون الاستقرار للأهلي، بعد أن انقلب رأسا على عقب، ويعيدون الاستقرار لفريق الكرة من أجل حصد البطولات. أحاديث رائجة من هنا وهناك في وسائل الإعلام عن عدد من اللاعبين المرشحين للأهلي والمدرب العالمي المنتظر، الذين سيعيدون الاستقرار للأهلي، بعد أن انقلب رأسا على عقب، ويعيدون الاستقرار لفريق الكرة من أجل حصد البطولات. لكن السؤال الأهم مَن قلب الأهلي رأسًا على عقب؟! تسلم محمود الخطيب النادي الأهلي قبل عام وخزينته بها ما يقارب ال100 مليون جنيه من المجلس السابق، والذي دخل الانتخابات بداعي أنه راعى مبادئ الأهلي.. فضلًا عن المدينة العالمية التي ستكون مشروعه الانتخابي الكبير؛ ومع ذلك لم يكن ليفوز إلا بعد أن دعمه بكل لكن السؤال الأهم مَن قلب الأهلي رأسًا على عقب؟! تسلم محمود الخطيب النادي الأهلي قبل عام وخزينته بها ما يقارب ال100 مليون جنيه من المجلس السابق، والذي دخل الانتخابات بداعي أنه راعى مبادئ الأهلي.. فضلًا عن المدينة العالمية التي ستكون مشروعه الانتخابي الكبير؛ ومع ذلك لم يكن ليفوز إلا بعد أن دعمه بكل قوة المستشار "تركي آل الشيخ" والذي لولا دعمه ما فاز الخطيب على"الإدارجي" محمود طاهر الذي أنقذ الأهلي من الديون وافتتح فرعا جديدا للنادي في الشيخ زايد واستعاد له 3 بطولات دوري وبطولة سوبر وبطولة الكونفيدرالية.. ولم يكن هناك سبب وحيد ليخسر الانتخابات سوى الدعم القوي من المستشار "تركي آل الشيخ" للمنافس. ماذا فعل الخطيب بعد أن جلس على عرش النادي العريق؟! 1- أفرغ فريق الكرة من قوامه. أخرج من الفريق 7 لاعبين مهمين لدوريات عربية، حتى جاءت الطامة الكبرى بعدم التجديد لأهم لاعبي مصر "عبد الله السعيد" الذي وقع للزمالك وتدخل المستشار تركي آل الشيخ لاستعادته من فم رئيس الزمالك وهو مَن هو، وفجأة عرضه الخطيب للبيع بحجة واهية "مبادئ الأهلي" التي تستخدم دائما عندما تفشل! 2- خسر أهم داعميه المستشار تركي آل الشيخ! حاول أن يعتبر شخصية بهذا الحجم السياسي والاجتماعي في الوطن العربي أنه مجرد خزينة أموال دون أن يكون لها رأي في مستقبل الأهلي الذي ينفق عليه الرجل من جيبه الخاص. فخرج المستشار ببيان فنَّد فيه جميع التخبطات والإرهاصات التي تجري في مجلس إدارة الخطيب والتي تصل لمرحلة الفساد، وتركهم يواجهون مصيرهم في الفشل المتوقع. 3- إقالة الجهاز الفني الذي حقق مع الفريق 6 بطولات.. بداعي أنهم من الحرس القديم لأنهم عزلوا فريق الكرة عن الانتخابات ولم يعلن أحد دعمه لأيٍّ من الأطراف حفاظًا على الفريق، تربص به الخطيب بعد فوزه في الانتخابات حتى أقاله! 4- دفع فواتير انتخابية على حساب النادي. جاء بكل من دعموه في الانتخابات وأسكنهم في وظائف لا يستحقونها على حساب كفاءات كانت تشغل تلك الوظائف.. واخترع مناصب جديدة لشخصيات بعينها مثل "حسام غالي" الذي اقتحم مؤخرا اجتماع مجلس الإدارة كما لم يفعل أحد من قبل في تاريخ النادي، ولم يتخذ الخطيب أي إجراء ضده بعد أن هدد بكشف المستور! 5- أهدر ما يسمى بمبادئ الأهلي. في النهائي الإفريقي الأخير.. اقترف اللاعب المغربي "وليد أزارو" سوأة شائنة وفاضحة، وعاقبه الاتحاد الإفريقي بالإيقاف، وبدلا من أن يعاقبه الأهلي أولا طعن على إيقافه بل جعله يلعب المباريات المحلية.. بل طلب اللاعب نفسه اعتذارا من قناة النادي التي هاجمته بسبب ما فعله.. وإلا لن يعود لمستواه المعهود، وهو ما حدث بالفعل! 6- تعاقدات اللاعبين المغمورين. فشل الخطيب في إجراء أي صفقات مع لاعبين لهم قيمة عالية في الدوري فاتجه إلى الدرجة الثانية للتعاقد مع لاعبين مغمورين كي يضحك على جماهيره بحجة أنهم سيخرجون للإعارة ليكتسبوا خبرة ثم يعودون! بعد أن اكتسح الزمالك وبيراميدز كل الصفقات المهمة في مصر وخارجها، ها هو لم يجد سوى لاعب واحد شاب استطاع التعاقد معه في يناير، لأن أيًّا من الكبيرين لم يتدخل في الصفقة! 7- الخروج من جميع البطولات. خرج من بطولة إفريقيا والبطولة العربية وها هو الدوري ضاع بنسبة تتخطى ال90% لصالح الزمالك وبيراميدز.. ولم يتبق له سوى بطولة الكأس والتي تشير المؤشرات إلى أنه لن يمر للنهائي وفقًا للحالة الفنية المتدنية للفريق. 8- إقالة مدرب دون الاستقرار على بديل. أقال كارتيرون دون أن يضع يده على من يخلفه، وما زال يبحث عن بديل مقنع للجماهير، لكن يبدو على الأرجح أنه سيفشل في هذا ويكمل الموسم بالمدرب العام للنادي. 9- الانصياع لل"سوشيال ميديا"! أصبحت السوشيال ميديا تتحكم في إدارة الخطيب تماما.. بل وصل الأمر إلى أن أحد الإعلاميين في القناة قالها صريحة بأن كل عضو في مجلس الإدارة له كتائب إلكترونية ينفق عليها لتنشر إرادة هذا العضو وتكون أداة ضغط لصالحه! 10- أخيرا وأهمها.. البيان العار. تصرفات صبية، إذ خرج بيان من مجلس الخطيب يشكر فيه صبية في المدرجات أساءت الأدب ضد الجميع في إحدى مباريات الفريق الإفريقية، ويشكرهم على ما فعلوه وهو ما لم يحدث في تاريخ أي ناد! في النهاية: معظم رؤساء أندية العالم لم يكونوا لاعبي كرة، وعلى سبيل المثال رئيس ريال مدريد وبرشلونة واليوفنتوس والميلان ومانشستر يونايتد والسيتي وتشيلسي.. وهكذا. الموهبة لا تقاس بمسطرة الخلق أو السير على خط الآداب العامة.. الموهوب بموهبته.. والموهوب في أمرٍ ما ليس بالضرورة أنه يستطيع إدارة كيان يضم موهوبين.. ف"مارادونا" عظيم موهوبي الكوكب لو قيس بمسطرة الأخلاق لأصبح نكرة، وعظيم الموهوبين هذا فشل في التدريب وسيفشل في الإدارة، لأن الموهبة في شيء لا تصبغ بقية المواهب الأخرى. السؤال الكبير: الأهلي كان مستقرا في كل شيء تماما قبل الخطيب.. وبعدما جاء بدأ الانهيار حتى أصبح ركاما.. فمن المسؤول إذن؟!