شوقي: استجبنا لرأى طلاب الثانوى وأولياء أمورهم في تعديل جدول الامتحانات.. ومغيث: مضيعة للوقت وتدمير لجيل كامل...وكمال الوزير : يجب أن يرحل قبل أن يدمر المنظومة حالة كبيرة من التخبط والارتكاب شهدتها وزارة التربية والتعليم فى الأيام القليلة الماضية على خلفية تضارب القرارات، فأصدرت الوزارة عدة قرارات وفسرتها بأنها تصب فى صالح العملية التعليمية، ثم جاء التراجع عنها وخروج تصريحات من داخل الوزارة تتعارض مع تصريحات الوزير، مما يعكس حالة التخبط داخل الوزارة، وأن رؤيتها للنظام التعليمي الجديد لم تتشكل ملامحها بعد، وهو ما أثار حالة كبيرة من الاستياء لدى أولياء الأمور والطلاب والمتابعين للملف التعليمي فى مصر الذين يرون أن الوزارة لا تعرف معالم النظام الذى أعلنت عنه. وأكد عدد من أولياء الأمور أن الإعلان عن جميع تفاصيل النظام الجديد للطلاب وأولياء الأمور يجب أن يتم قبل بدء العام الدراسي، وأن يكون لديهم علم بشكل الامتحانات من البداية لأنهم تعودوا على النظام القديم فى الامتحانات. بداية الأزمة الأخيرة كانت عندما أعلنت الوزارة عن جدولي امتحانات الفصل الدراسي الأول لطلاب وأكد عدد من أولياء الأمور أن الإعلان عن جميع تفاصيل النظام الجديد للطلاب وأولياء الأمور يجب أن يتم قبل بدء العام الدراسي، وأن يكون لديهم علم بشكل الامتحانات من البداية لأنهم تعودوا على النظام القديم فى الامتحانات. بداية الأزمة الأخيرة كانت عندما أعلنت الوزارة عن جدولي امتحانات الفصل الدراسي الأول لطلاب الصف الأول الثانوي السبت الماضى، حيث قوبلت الوزارة بهجوم شديد من قبل طلاب وأولياء الأمور، وكان وجه الاعتراض حول الجدول الزمني للامتحان، فكان مقررا أن يبدأ الامتحان الأول في 29 ديسمبر المقبل، وينتهي في 3 يناير 2019 (ستة أيام متتالية دون فواصل) مع تضمين كل يوم امتحانين، ويكون الامتحان الثاني بعد أسبوعين من انتهاء الامتحان الأول، في17 يناير 2019، ويستمر حتى 24 يناير. وتخصيص فترات قصيرة للإجابة عن الأسئلة، تتراوح بين 40 دقيقة و100 دقيقة، في حين أن الطلاب اعتادوا على أداء الامتحانات في أزمنة تتراوح بين 180 دقيقة و90 دقيقة على أقل تقدير. وبعد الإعلان عن الجدول شهدت وسائل التواصل الاجتماعي موجة شديدة من الغضب بين أولياء الأمور والطلاب، قبل أن تتراجع الوزارة وترضخ لمطالب أولياء الأمور والطلاب، وتعيد النظر فى القرار، حيث قال طارق شوقى وزير التربية والتعليم إنه استجاب لرأى الطلاب فى الصف الأول الثانوى وأولياء أمورهم، فقد تم تكليف رئيس قطاع التعليم العام بعدد من المهام على رأسها:- تعديل جدول امتحانات الصف الأول الثانوى بما يضمن أداء امتحان مادة واحدة فى اليوم، مع وجود فواصل مناسبة وتفادي رأس السنة الميلادية والأعياد الدينية، وزيادة الوقت المخصص للامتحانات نظرا لحداثة التجربة على طلابنا. وضع الامتحان الأول للترم الأول خلال شهر يناير، وقبل إجازة نصف العام، على أن يكون الامتحان الثاني للترم الأول، بعد العودة من الإجازة وخلال شهر مارس. وزير التعليم أشار إلى أنه لا تضاف نتائج هذه الامتحانات للمجموع التراكمى لدفعة 2018-2019 الحالية، وأكد أنه سوف يكون هناك امتحانان آخران للترم الثانى، كما حدث في الترم الأول. كذلك من الأمور التى أظهرت التخبط فى الوزارة إعلانها أن درجات الصف الأول الثانوي للعام الحالي 2018/2019، لن تحتسب في المجموع التراكمي، حتى لا يشكل النظام الجديد ضغطًا على الطلاب، ولكن يشترط نجاح الطالب للانتقال للصف الثاني الثانوي، وأن الامتحانات مصممة لقياس الفهم، وتتضمن أسئلة للطلاب غير معتادين عليها، للابتعاد عن مفهوم توقع الأسئلة والإجابة. ما أعلنه الوزير، يتنافى مع تصريحاته السابقة، التي أكد فيها أن امتحانات الترم الأول ستكون تجريبية ولن يؤخذ بها فى النجاح والرسوب، وأن الوزارة ستكتفي بعقد امتحانين فى الترم الثاني ليتم الأخذ بأعلى الامتحانات درجة وهو ما ستحتسب على ُإثرهم درجة النجاح والرسوب لدخول الصف الثاني الثانوي، ولن تضاف الدرجة للمجموع التراكمي لدخول الجامعة من أجل تقليل التوتر من أولياء الأمور. كما أكد شوقي فى تصريحات تلفزيونية أنه لا توجد مدرسة ثانوية في مصر غير متصلة بشبكات "الفايبر" في إطار الإعداد لتطبيق نظام الثانوية المعدل، وأوضح أن هناك 65 شركة IT، على مستوى الجمهورية، تعمل على تركيب الشبكات الداخلية بالمدارس في الوقت الراهن، الشركات انتهت من تركيب الشبكات الداخلية ب30% من المدارس الثانوية، مؤكدا الانتهاء من جميع المدارس نهاية ديسمبر المقبل. وتابع: "الناس اللي بتسألنا على (التابلت) لطلاب أولى ثانوي، أقول لهم إن (التابلت) موجود في المخازن بس مش هنوزعه غير بعد توصيل الشبكات الداخلية، علشان يكون ليه معنى والطلبة تستخدمه علطول". وهذا يتعارض مع تصريحاته صحفية، فى 23 سبتمبر 2018، قال فيها إن توزيع التابلت على طلاب الثانوية العامة، سيتم على دفعة واحدة فى الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر المقبل، وأن الوزارة تتسلم 100 ألف جهاز كل أسبوعين من الشركة المصنعة، وننتظر الانتهاء من الاستلام حتى يتم توزيعها على الطلاب دفعة واحدة حتى لا يتم تسليم مجموعة أو محافظة دون الأخرى، وإلى الآن لم يتسلم الطلاب التابلت". الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، قال إن ما يحدث داخل وزارة التربية والتعليم هو استمرار لحالة التخبط الكبيرة التى تمر بها الوزارة منذ تولي الدكتور طارق شوقى زمام الأمور، وأن هذه التجربة مصيرها الفشل وتعد مضيعة للوقت وتدميرا لجيل كامل، فى التجارب دون وجود دراسة كاملة للأمر، فكيف لطالب أن يؤدي امتحان نصف العام فى 5 أيام فقط ، ولماذا لم تراعِ الوزارة وضع الزمن الكافي للإجابة عن الأسئلة قبل الإعلان عن الجدول من البداية، على الرغم من علمها أن هذه التجربة حديثة ولم يتعامل معها الطلاب من قبل. وأضاف مغيث فى تصريحات خاصة ل"التحرير" أن وزير التربية والتعليم لم يعلن لنا قبل تطبيق التجربة عن تفاصيلها، وعن كيفية إجراء الامتحانات، وكم سيكون وقتها، فمن الطبيعي أن يعترض أولياء الأمور على هذه التجربة، فلا يوجد أى مكان فى العالم يقول فيه وزير للتعليم إن هذا الامتحان هو والعدم سواء! فما الفائدة منه إذن؟! وحول استخدام التابلت فى المدارس قال مغيث، هناك عدد كبير من المدارس غير قابلة لتطبيق النظام الجديد من حيث الدعم الكهربائي، كذلك من الأمور التي تحتاج إلي إجابة من قبل وزير التربية والتعليم: هل تستطيع شركات الإنترنت أن تمد هذه المدارس بخدمة مميزة في وقت واحد بما يضمن عدم انقطاع الخدمة مع ما نعانيه من سوء خدمة الإنترنت في مصر؟. سماح أبو بكر، مؤسس جروب تمرد على المناهج التعليمية، قالت ل"التحرير": طالبنا وزير التربية والتعليم منذ بداية العام الدراسي بأن يُطلعنا على جميع التفاصيل الخاصة بالنظام الجديد، من حيث طريقة الامتحانات وهل ستكون تجريبية أم أنها سوف يؤخذ بها فى النجاح والرسوب، وهل ستكون الامتحانات إلكترونيًا عبر التابلت أم ستكون على النظام الورقي ولكن للأسف لم يرد علينا أحد، وما حذرنا منه وقع. مصطفى كمال الدين حسين، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، قال إن مشروع التعليم الجديد تجربة فاشلة بكل المقاييس وحديث الوزير عن عدم استعداد المدارس لتطبيق هذه التجربة خير دليل على هذا، لذلك يجب على الوزير الحالى أن يرحل قبل أن يدمر منظومة التعليم، مضيفا: كان من المهم عمل حوار مجتمعى يجمع كل من له صلة بالتعليم وأن يكون لدينا بنية أساسية سليمة ومتكاملة وتدريب المعلمين وإعطائهم حقهم المادى والمعنوى". وأضاف فى حديثه ل"التحرير": "هناك تخبط كبير داخل الوزارة وتضارب فى تصريحات الوزير، فمن قبل أعلن عن استعداد المدارس والوزارة لتطبيق المنظومة الجديدة للتعليم وأنه تم دراسة الأمر دراسة متكاملة، وبعد مرور أكثر من شهر على بدء الدراسة خرج ليعلن عن عدم استعداد المدارس، وبعد أن تم إنفاق المليارات على منظومة التعليم الجديدة دون جدوى. وتابع: "قبل تطبيق منظومة التعليم الجديدة أعلن الدكتور طارق شوقى أنه تم عقد اجتماعات مع خبراء التعليم فى مصر، وخبراء فى التكنولوجيا من أجل مناقشة المشروع والاستفادة من خبراتهم، على الرغم من تأكيد عدد كبير من الخبراء الذين تواصلنا معهم أن الوزارة لم تتواصل معهم".