خبراء: إلغاء نظام التشعيب في الثانوية العامة «تخبط ومخاطرة»

حالة من التخبط ومجموعة من القرارات المتضاربة شهدتها وزارة التربية والتعليم، خلال السنوات القليلة الماضية، ما أثار حفيظة الكثير من الخبراء وأولياء الأمور، خصوصًا بعدما أعلن الدكتور طارق شوقي، وزير التعليم والتعليم الفني إلغاء "نظام التشعيب" الأدبى والعلمى فى الثانوية العامة، مؤكدين أن هذا القرار يأتى ضمن مسلسل التخبط بالوزارة، وأن الوزير اتخذ طلاب الثانوية العامة حقل تجارب.
السيسي يُعلن التفاصيل
قال الدكتورطارق شوقى، وزيرالتربية والتعليم، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى مساند وداعم لنظام التعليم الجديد، الذى سيتم تدشينه فى سبتمبر 2018، مشيرًا إلى أن الرئيس سيعلن عنه فى جامعة القاهرة خلال الشهر الجاري.
وأضاف "شوقى" خلال اجتماع المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعى، أن نظام الثانوية العامة المعدل لن يكون به نفس التقسيم القديم للعلمى والأدبى، وأن الطالب سيدرس فى الصف الثانى الثانوى شعبتين فقط علمى وأدبى، وأيضًا فى الصف الثالث الثانوى نفس الشعبتين دون التشعب لعلمى علوم أو رياضة.
وتابع: "تم مراعاة المعايير العالمية في وضع الدرجات وتنظيم ساعة دراسة المواد، لتتماشى مع النظام العالمى فى التعليم".
تخبط وغياب الشفافية
الدكتور طارق نورالدين، الخبيرالتربوى ومعاون وزير التربية والتعليم الأسبق، قال: هناك نوع من التناقض الغريب فى قرارات وزير التربية والتعليم، وتخبط فى اتخاذ قرارات غير المدروسة جيدا، فأصبحنا كل عام نرى نظاما جديدا للثانوية العامة.
وأضاف "نور الدين" فى حديث ل"التحرير"، يجب أن تكشف وزارة التربية والتعليم عن تفاصيل هذه التجربة أو النظام الجديد الذي يحاط بنوع من السرية والكتمان من قبل وزير التربية والتعليم، هناك نوع من الشفافية والمصارحة من قِبل الوزارة حتى يتهيأ أولياء الأمور للتغيرات التى سيتم إجراؤها على العملية التعليمية.
وتابع "نورالدين "، هناك تخبط فى قرارات وزارة التربية والتعليم ومراحل التصريحات تغيرت عشرات المرات منذ أن جاء الدكتور طارق شوقي، إذ كانت البداية مع نظام الثانوية العامة والنظام التراكمى فى الثلاث سنوات والامتحانات الإلكترونية ما سبب لغطا كبيرًا ولم يعد يعرف أحد أيهما النظام الجديد الذى تحدث عنه الوزير والآن الحديث عن إلغاء التشعيب فى الثانوية العامة.
وأوردف، أتمنى أن يتم تطبيق التجربة فى البداية على مجموعة من المدارس، وإن ثبت نجاحها يتم تطبيقها على جميع المدارس وتعميمها، وإن لم تنجح يتم إلغاؤها؛ لأن تطبيق نظام تعليمى على جميع المدارس دون دراسة واضحة يعد مخاطرة كبيرة.
دائرة مغلقة
الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، تحدث عن نظام التعليم الجديد، قائلا: "ما زلنا نسير فى دائرة مغلقة غير قادرين على الخروج منها، فلا توجد منظومة تُسمى منظومة التعليم الجديد التى تحدث عنها وزير التربية والتعليم، فالمنظومة يكون لها جانب علمى ومُكون فكرى وأيدلوجية سياسية وتخطيط زمنى وطرق تدريس ولكن ليس لدينا فى مصر من هذه المنظومة سُوى تصريحات وزير التربية والتعليم الصحفية.
وأضاف "مغيث" فى تصريحات ل"التحرير"، أن إلغاء التشعيب من الثانوية العامة أمر فنى، ولا يعد تغييرا فى المنظومة التعليمية ذاتها.
وتابع، كل ما تحدث عنه وزير التربية والتعليم هو الحديث عن توزيع التابلت على الطلاب وتحويل نظام التعليم فى مصر إلى النظام الإلكترونى، ولكن لا توجد إحصائية رسمية صادرة من الوزارة بعدد المعلمين الذين يجيدون التعامل مع التكنولوجيا والتابلت، كما أنه لا توجد إحصائية بعدد المدارس القابلة لتطبيق النظام الجديد من حيث النظام الكهربى.
وتساءل: من الأمور التى تحتاج إلى إجابة من قبل وزير التربية والتعليم، هل تستطيع شركات الإنترنت أن تمد هذه المدارس بخدمة مميزة فى وقت واحد بما يضمن عدم انقطاع الخدمة مع ما نعانيه من سوء خدمة الإنترنت فى مصر؟
وأشار "مغيث" إلى أن نظام الثانوية التراكمية سيكون أفضل بكثير من التقويم الفجائى من الناحية التربوية ولكن بشرط تطوير منظومة الامتحان نفسها وطرق وضع الأسئلة، ففى الماضى كانت لدينا تجربة مشابهة كانت تسمى "نظام التحسين" وهوالنظام الذى كبد الأسر المصرية العديد من الخسائر، إذ ضاعف المصاريف الخاصة بالدروس الخصوصية، فبعد أن كان يتم دفع مبلغ من المال فى عام واحد أصبح يدفع المبلغ مضاعفا خلال عامين، وأصبحت المراجعة النهائية تنهش عظم الأسر المصرية.
كما انتقد مغيث الطريقة التى تطرق إليها وزير التربية والتعليم في أثناء الحديث عن الطالب واصفا إياها بالهزلية.
بينما اعترض أولياء الأمورعلى قرارات وزيرالتربية التعليم، الذى أعلن فيها إلغاء القسمين العلمى والأدبى فى النظام الجديد للثانوية العامة، واعتبروا أن قرار الوزير هو استمرار للقرارات الهزلية التى يناقد فيها الوزير نفسه.
أولياء الأمور: ارحموا أولادنا
ناهد أيوب، ولية أمر، قالت "كيف يتم إلغاء نظام التخصص القائم فى جميع دول العالم المتقدمة مثل أمريكا وكل أنظمة الIG ، ما يقوم به وزير التربية والتعليم هو تأليف" على حد تعبيرها، موضحة: "عمال تخترع فى حاجات تزهق بها الناس علشان مايدخلوش أولادهم ثانوية عامة وخلاص".
وأضافت "أيوب": ما الفائدة من أن يدرس الدكتور مادة الرياضة والمهندس يدرس بيولوجى بجد ربنا ينتقم منك؟
نجلاء عبد الفتاح قالت إن ما تحدث عنه وزير التربية والتعليم من إلغاء التخصص تم تطبيقه فى عام سنة 1992، في أثناء تولى الدكتور حسين كامل بهاء الدين "المهم إنى كنت معكوكة فى مذاكرة مواد بالهبل وشوفت سنة صعبة وعمرى مانسيتها" مطالبة وزير التربية والتعليم بعدم اتخاذ طلاب الثانوية العامة حقل تجارب كل عام فمن قبل نظام البوكلت أما الآن فيريد إلغاء التخصص "ياريت ترحموا أولادنا".
ومن جانبه أشاد الدكتور محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة بنظام التعليم الموحد، فى الصفوف الأولى من التعليم، واصفًا هذه المرحلة بأنها من أهم المراحل فى عمر الإنسان، إذ تتبلور العناصر الرئيسية للشخصية، والهوية الأصيلة، لذا وجب العمل عليها لتربية أبنائنا على مجموعة من المهارات الحياتية التى تجعل منه مواطنا صالحا داخل مجتمعه.
الثانوية التراكمية
وأضاف "الخشت" أن نظام التعليم الثانوى المعدل "الثانوية التراكمية"، كما وصفه الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، يتيح للطلاب استخدام التكنولوجيا الحديثة، بطريقة آمنة ومتطورة، ويساعدهم على تطوير مهاراتهم فى البحث العلمى، ما يؤهلهم لمرحلة البحث العلمى بالجامعة، كما أشاد بجهود الوزارة بقيادة "شوقى"، لتطوير التعليم العام والتعليم الفنى.
وفيما يلى أهم المعلومات عن نظام التعليم الجديد فى الثانوية العامة:
1 - نظام الثانوية العامة الجديد لن يكون به نفس التقسيم القديم للعلمى والأدبى.
2 - يدرس الطالب فى الصف الثانى الثانوى شعبتين فقط علمى وأدبى، وأيضًا فى الصف الثالث الثانوى نفس الشعبتين دون التشعب لعلمى علوم أو رياضة.
3 - التقييم فى الثانوية العامة الجديدة على ثلاث سنوات، بحيث يجتاز الطالب عددًا من الامتحانات على مدار الثلاث سنوات ويحتسب منها الدرجات الأعلى بنسب متدرجة تتضمن حضور الطالب بالمدرسة ونجاحه فى كل الامتحانات.
4- احتساب أفضل الدرجات فى المجموع التراكمى النهائى للتقدم إلى تنسيق الجامعات.
5 - امتحانات الثانوية العامة الجديدة على مستوى المدرسة وليس على مستوى الجمهورية فى يوم واحد.
6 - قواعد صارمة تطبق على الغياب والحضور بالنسبة للطلاب.
7 - تعميم نظام استخدام التابلت فى المرحلة الثانوية.
8 - الامتحان سيكون عن طريق بنك الأسئلة المركزى، ويوضع ويصحح بشكل إلكترونى دون تدخل عنصرى بشرى.
9 - تصنيع مليون تابلت لطلاب ومعلمى الصف الأول الثانوى للعام الدراسى الجديد.
10 - مدارس الثانوية العامة سوف يكون بها سيرفر يحتوى على محتوى المواد التعليمية، وشبكة إنترنت داخلية فائقة السرعة، يستفيد منها الطالب مجانًا.
11 - السنة الأولى من نظام التعليم الجديد فى الثانوية العامة تجريبية لأول دفعة فقط، أى الذين سوف يدخلون الثانوية العام الدراسى المقبل (يعنى اللى فى 3 إعدادى حاليا)، وسوف تحتسب درجاتهم عند الالتحاق بالجامعات على الصفين الثانى والثالث الثانوى فقط.
12 - تدريب المعلمين على كيفية الاستخدام الصحيح للمنظومة الجديدة ليصبح دور المعلم الميسر والمرشد للطلاب، ويكون الطالب هو محور العملية التعليمية.
13- تدريس مواد "تطبيقات الرياضيات للصف الثانى الثانوى - مبادئ التفكير الفلسفى والتفكير العلمى للصف الأول الثانوى -التاريخ للصفوف الأول والثانى الثانوى - الجغرافيا للصفوف الأول والثانى الثانوي) كمواد مستمرة على مدار العام ابتداء من العام الدراسى الجديد.
وفيما يخص التعليم الفنى:
1 -سوف يتم تغيير اسم مدارس التعليم الفنى الجديدة "نظام التعليم المزدوج" لتصبح مدارس التكنولوجيا التطبيقية يحصل فيها الطالب على شهادة التكنولوجيا التطبيقية نظام الثلاث سنوات.
2 - نظام التعليم الفنى الجديد سوف يتغير فيه شكل التقييم الخاص بالامتحانات، ليصبح قائما على الفهم والمهارات الفنية وليس الحفظ والتلقين.