يحتفل العالم في يوم 25 نوفمبر من كل عام، باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، بهدف رفع الوعي بحجم المشكلات التي تتعرض لها نساء العالم من أشكال عنف متعددة. لأن السينما مرآة الشعوب، ووسيلة لمعالجة مشاكل اجتماعية، فقد تناولت السينما المصرية على مر العصور العديد من قضايا المرأة، وقضايا المرأة متعددة، وتتنوع من بلد لآخر، لكن العنف الممارس ضد النساء يظل قاسمًا مشتركًا في كل الثقافات والمجتمعات، تبدأ منذ ولادتها بختانها مرورًا بحرمانها من حرية الخروج من المنزل، وصولًا إلى عنف جسدي يقع عليها من أحد ذويّها أو زوجها، فضلًا عن العنف النفسي، ثم إهانتها وحرمانها من أطفالها في حالة ما إذا رغبت في الطلاق، وقضية العنف ضد المرأة ظهرت في عدد كبير من الأفلام المصرية، وهذه أهم الأفلام التي اهتمت بمشاكل المرأة. المراهقات (1960) فيلم للمخرج أحمد ضياء الدين، ومن تأليف علي الزرقاني، وبطولة ماجدة ورشدي أباظة، وتدور أحداثه حول "ندى" التي تعيش مع أم ذات عقلية رجعية، وأخيها الذي يحب أن يفرض سيطرته على أخته، حتى تتعرف على ضابط طيار، وتخرج معه وتتغيب عن المدرسة، مما يسبب لها مشاكل بعدما تبلغ الناظرة الأم عن غياب ابنتها، المراهقات (1960) فيلم للمخرج أحمد ضياء الدين، ومن تأليف علي الزرقاني، وبطولة ماجدة ورشدي أباظة، وتدور أحداثه حول "ندى" التي تعيش مع أم ذات عقلية رجعية، وأخيها الذي يحب أن يفرض سيطرته على أخته، حتى تتعرف على ضابط طيار، وتخرج معه وتتغيب عن المدرسة، مما يسبب لها مشاكل بعدما تبلغ الناظرة الأم عن غياب ابنتها، يتقدم الطيار لخطبتها لكن أسرتها ترفض زواجها منه وتجبرها على أن تُخطب من ابن خالتها بعد إهانتها وضربها، مما يتسبب في حدوث انهيار عصبي لها لا يشفيه منها إلا عودتها لحبيبها، فتوافق الأسرة على زواجهما حتى تسترد ابنتهم صحتها. الباب المفتوح (1963) فيلم للمخرج هنري بركات، من تأليف لطيفة الزيات ويوسف عيسى، وبطولة فاتن حمامة وحسن يوسف، وتدور أحداثه حول "ليلى" التي تعيش في أسرةٍ متوسطة، وتحاول أن تثور وتشارك في المظاهرات، لكن يكبحها والدها بعنف ويعاقبها بشدة، تقع في حب ابن خالتها، لكن سرعان ما تكتشف أنه لا يختلف عن أبيها كثيرًا، فتتركه وتفقد ثقتها في المجتمع، وتقابل فيما بعد صديق أخيها الثوري والمنفتح فتُعجب به، لكن تتعقد الأحداث بسبب الأحداث السياسية والاجتماعية، فتبدأ رحلتها من أجل إيجاد ذاتها بعيدًا عن أفكار المجتمع المناقضة لما تؤمن به. أريد حلًا (1975) فيلم للمخرج سعيد مرزوق، من تأليف حسن شاه، وبطولة فاتن حمامة ورشدي أباظة، وفيه تستحيل الحياة بين "دُرية" وزوجها "مدحت"، تطلب منه الطلاق لكنه يرفض، فتضطر إلى اللجوء للمحكمة ورفع دعوى للطلاق منه، تدخل في متاهات المحاكم وتتعرض لسلسلة من المشاكل والعقبات التي تهدر كرامتها، نطقت أمام القاضي بكلمات ساهمت في تغيير قوانين الأحوال الشخصية: "20 سنة أديت فيهم واجبي كزوجة وأم بمنتهى الأمانة، وأخفيت فيهم إحساسي كإنسانة ليها كرامة لحد ما وصلت سن اليأس، أنا مش بطلب غير حقي، حقي في إني ابتدي حياتي اللي وقفت 20 سنة، حقي في إني أعيش حرة وبعيدة عن إنسان كرهته"، ورغم ذلك تتعقد الأمور عندما يأتي الزوج بشهود زور ضدها في جلسة سرية، وتخسر قضيتها بعد مرور أربع سنوات. عفوًا أيها القانون (1985) فيلم للمخرجة إيناس الدغيدي، تأليف إبراهيم الموجي، بطولة نجلاء فتحي ومحمود عبد العزيز، وتدور الأحداث حول زوجين "علي" و"هدى"، يحبان بعضهما إلى حد كبير، لكن يعاني الزوج من عقدة نفسية تجعله غير قادر على الاندماج مع الجنس الآخر وممارسة الحياة الطبيعية بين أي زوجين، بينما هي كانت تحاول جاهدة لمساعدته وعرضه على أطباء إخصائيين لمعالجته، وحين يشفى يخون "علي" زوجته التي تحملت مرضه النفسي وعجزه الجنسي، مع صديقة متزوجة لهما. أحلام هند وكاميليا (1988) فيلم إخراج وسيناريو محمد خان، من بطولة نجلاء فتحي، أحمد زكي، عايدة رياض، وتدور أحداثه حول فتاتين تتعرضان لكم هائل من الإيذاء النفسي والجسدي والاستغلال المادي والجنسي، ف"هند"، تتعرض للاستغلال الجنسي من صديقها "عيد"، بينما "كاميليا" تتعرض لعنف من زوجها العجوز البخيل، وفي النهاية تتعرضان للسرقة. زوجة رجل مهم (1988) فيلم للمخرج محمد خان، من تأليف رؤوف توفيق، من بطولة أحمد زكي، ميرفت أمين، وتدور أحداثه حول ضابط مباحث، كانت تظنّه حبيبته قبل الزواج أنه طيب وودود، لكنها تكتشف حقيقته بعد الزواج، وهي أنه غير سوي ومتسلط ويستغل سلطاته بكل شكلٍ غير قانوني، تتحول حياتها لجحيمٍ، يحرمها من كل مُتع الدنيا، تتعرض على يديه لعنف جسدي وبدني، وتزداد تلك القسوة بعد فصله من الخدمة، لتستعين بوالدها فيقتله الزوج وينتحر. إنذار بالطاعة (1993) فيلم للمخرج عاطف الطيب، من تأليف خالد البنا، من بطولة ليلى علوي، محمود حميدة، وفيه تتعرض "أمينة" لعنف جسدي من جانب أسرتها بسبب علاقتها ب"إبراهيم"، ويتم خطبته لآخر، فيقوم الحبيب الأول هو الآخر بالانتقام منها ورفع قضية عليها برسالة كانت أرسلتها له ليثبت زواجه منها عرفيًا، فتدفع الثمن بالتعرض لمزيد من العنف من ذويّها، إضافة لمحاولة اغتصابها من خطيبها. المرأة والساطور (1996) فيلم إخراج وتأليف سعيد مرزوق، من بطولة نبيلة عبيد، أبو بكر عزت، ماجد المصري، وتدور أحداث الفيلم حول "سعاد" أرملة شابة ترك لها زوجها ثروة كبيرة وابنة مراهقة، تلتقي ب"محمود" نصاب يوهمها أنه مدير مكتب رئيس الوزراء، لينسج شباكه عليها حتى يتزوجها، ثم يحصل على توكيل رسمي ليتصرف في ممتلكاتها، يبدد رصيدها في البنك، ويعاملها معاملة شاذة كزوجة، ويستولي على مصوغاتها، ويتمادى في إذلالها، ويرفض أن يطلقها، حتى يحاول اغتصاب ابنتها الوحيدة، وحينها تُسرع بذبحه، وتقطيع جسده إلى أشلاء وتُلقى بكل منها في جهة. 678 (2010) فيلم إخراج وتأليف محمد دياب، من بطولة نيللي كريم، بشرى، مروة مهران، ويناقش ظاهرة التحرش الجنسي، من خلال ثلاث فتيات من طبقات مختلفة، وكيفية تعامل المجتمع معهن، والأساليب التي يتبعها المتحرشون تجاه الضحايا، وكيف تعاملت النساء المتحرش بهن مع المتحرشين ومع المجتمع، وكيفية صمودهن لإنصاف قضيتهن حتى يحصلن على حقوقهن. هذه العينة من الأفلام، وغيرها، تؤكد أن الدراما السينمائية كرّست للعنف ضد المرأة بكل أنماطه، سواء أكان ماديا أو معنويا، أسريا أو مؤسسيا أو مجتمعيا، ومن أهم تلك الأشكال الضرب، الإهانة، السب، الإكراه، التهديد، التحرش الجنسي، والتعذيب، كما أظهرت عنف المرأة كرد فعل للعنف والقهر الواقع عليها.