حرب تجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين، اندلعت خلال الأشهر الماضية، هددت الاقتصاد العالمي بأزمة طاحنة، الآن هناك أنباء عن تقديم بكين تنازلات، فهل ستكون كافية لحل الأزمة؟ تبادلت كل من الصينوالولاياتالمتحدة في خلال الأشهر القليلة الماضية، العديد من القيود على اقتصاد بعضهما البعض، بدأت بفرض رسوم تجارية على صادرات البلدين، ووضع قيود على استثمارات الشركات الصينية في أمريكا، والعكس أيضًا، ووصل الأمر إلى تقديم بكين شكاوى في منظمة التجارة العالمية ضد واشنطن، ولم تتسبب هذه الحرب التجارية في أزمة لأكبر اقتصادين في العالم فقط، ولكنها تسببت في أزمات لدول أخرى، إلا أن هناك بارقة أمل، حيث كشف عدد من المصادر أن الصين قدمت عددا من التنازلات لأمريكا في محاولة لحل الأزمة. ونقلت شبكة "بلومبرج" عن ثلاثة أشخاص على دراية بالمناقشات، قولهم إن المسؤولين الصينيين حددوا سلسلة من التنازلات المحتملة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمرة الأولى منذ بداية الحرب التجارية، في محاولة لحل الأزمة. وقال اثنان من المصادر، إن هذه التنازلات لا ترقى إلى مستوى الإصلاحات الهيكلية الرئيسية ونقلت شبكة "بلومبرج" عن ثلاثة أشخاص على دراية بالمناقشات، قولهم إن المسؤولين الصينيين حددوا سلسلة من التنازلات المحتملة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمرة الأولى منذ بداية الحرب التجارية، في محاولة لحل الأزمة. وقال اثنان من المصادر، إن هذه التنازلات لا ترقى إلى مستوى الإصلاحات الهيكلية الرئيسية التي طالب بها ترامب، مؤكدين أن هناك طريقا طويلا أمام المفاوضات، فيما ذكر أحدهم أن المحادثات بين أكبر اقتصادين في العالم مستمرة وبناءة. وهو ما دفع أحد المصادر إلى التشكيك في مدى واقعية الاتفاق الذي يمكن أن يتوصل إليه ترامب مع نظيره الصيني شى جين بينج، عندما يجتمع الزعيمان في وقت لاحق من هذا الشهر على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس. وذكر شخص مطلع على المناقشات، أنه يبدو أن معظم هذه التنازلات كانت بمثابة إعادة صياغة للتغييرات السابقة التي قامت بها بكين بالفعل، مثل رفع سقف ملكية الأسهم للمستثمرين الأجانب في بعض الصناعات، إلا أنها لم تتضمن تغيير السياسات الصناعية مثل استراتيجية "صنع في الصين 2025" التي دشنها "شي". هل سيستفيد منافسو الصين من الحرب التجارية؟ ونقلت الشبكة عن شخصين آخرين على دراية بالمحادثات أن العرض الصيني كان علامة على ما وصفوه بمناقشات بناءة بين الجانبين قبل اجتماع مجموعة العشرين المزمع عقده بين الزعيمين. يذكر أن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين و"ليو هو" المبعوث الاقتصادي للرئيس الصيني، عقدا الجمعة الماضية أول محادثات بينهما منذ شهور، حيث قال لاري كودلو رئيس المجلس الاقتصادي الوطني في إدارة ترامب، إن بكينوواشنطن على اتصال "على جميع المستويات". وفي الجانب الأمريكي، تجري المناقشات حاليا بقيادة منوشين ووزارة الخزانة، وهو ما أثار العديد من الأسئلة بين بعض المراقبين حول هذه العملية. حيث ينظر إلى منوشين كمدافع عن التوصل إلى اتفاق مع الصين، في حين أن آخرين مثل روبرت لايتايزر الممثل التجاري للولايات المتحدة، يفضلون مواصلة الضغط على بكين، في محاولة لإجبارها على إجراء المزيد من الإصلاحات ذات المغزى. ترامب يتراجع عن حربه التجارية مع الصين يذكر أن منوشين كان أيضا وراء اتفاق إطاري أُعلن في مايو الماضي، تراجع عنه ترامب في وقت لاحق، وسط انتقادات من الديمقراطيين والجمهوريين بأنه كان متساهلا للغاية مع الصين. وقال ديريك سيزرس الخبير في شؤون الصين في معهد "أميركان إنتربرايز" المحافظ: "لا يمكن لمنوشين التوصل لاتفاق تجاري"، مشيرا إلى افتقاره إلى الخبرة اللازمة في المفاوضات التجارية الصعبة. وصرح سيزرس في لقاء مع "بلومبرج" أن النتيجة الأكثر ترجيحاً لاجتماع ترامب و"شي" في قمة العشرين هي التوصل إلى "هدنة"، أو اتفاق لتجنب أي تصعيد آخر عن طريق الرسوم الجمركية. لكنه أكد أن الخلاف بين الجانبين حول قضايا مثل سياسة الصين الصناعية، وسرقة الملكية الفكرية، ما زالت واسعة، وأن أي مفاوضات بعد قمة العشرين، قد تكون صعبة بسبب لذلك. بزنس ترامب وإيفانكا قد ينهي الحرب التجارية مع الصين وكانت التجارة موضوعا رئيسيا خلال اجتماعات قمة إقليمية في آسيا هذا الأسبوع، حيث قالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا أرديرن، التي جلست إلى جوار نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس في حفل عشاء في سنغافورة الليلة الماضية، إنها اغتنمت الفرصة للحديث مع بينس حول التجارة، حيث تعد بلادها واحدة من الدول الموقعة على اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، التي انسحب منها ترامب العام الماضي.