الزوجة: بيشتغل يوم وينام بقية الشهر واتعلم يسرق من أقاربنا الموبايلات عشان يجيب الكيف.. "ولادي نفسيتهم تعبت من المشاكل ومفيش فايدة فيه وجبت أخري" لم تكن تتخيل "رحمة" يوما ما أن تنتهي حياتها الزوجية بهذه الطريقة، فهي لم تحلم يوما بأن تعيش مثل تلك الحياة الصعبة المليئة بالمتاعب والفقر والحرمان وزوج عديم المسئولية لا يهمه حال أطفاله، ولا يهتم لشأن أسرته، فكانت أولوياته تتمحور حول شربه للسجائر، التي يمر عليه أيام لا يملك ثمنها فيضطر أحيانا كثيرة للسرقة من الجيران أو من إخوته عند زيارتهم، أو أهلها عندما يأتون لرؤيتها، مما يضعها في خجل شديد، بالإضافة إلى كسله وقلة عمله، حتى انتهى بهم المطاف أمام محكمة الأسرة ورفع قضية خلع ونفقة الصغار. حلمت "رحمة" كغيرها من البنات بزوج صالح وأسرة سعيدة، وأطفال لا ينقصون عن غيرهم ممن في مثل سنهم شيئًا، تزوجت من "علي" وهي في التاسعة عشرة من عمرها، لم تكن تعرفه قبل طلبه الزواج منها، وافقت بناءً على إقناعها من قبل والدتها، نظرًا لأنه من طرف خالتها التي تسكن بمحافظة أخرى، وكذلك الأب لم يكن يعرف عنه شيئًا حلمت "رحمة" كغيرها من البنات بزوج صالح وأسرة سعيدة، وأطفال لا ينقصون عن غيرهم ممن في مثل سنهم شيئًا، تزوجت من "علي" وهي في التاسعة عشرة من عمرها، لم تكن تعرفه قبل طلبه الزواج منها، وافقت بناءً على إقناعها من قبل والدتها، نظرًا لأنه من طرف خالتها التي تسكن بمحافظة أخرى، وكذلك الأب لم يكن يعرف عنه شيئًا فوافق عليه عريسًا لابنته بناءً على ما سمع عنه من زوجته، فكما قالت الأم إنه ابن صالح، وبار بوالديه، وهي في الحقيقة لم تكن تكذب، فقد كان "علي" بارا بهما بالفعل لكنه لم تأت على ذكر المساوئ. تقول "رحمة" بكل حزن وهي تنتظر دورها في "رول محكمة الأسرة"، بالتجمع الخامس، "كانت خطوبتنا هي بداية التعارف بيني وبين علي، كان طيبا وصدقت أنه أحبني، وأنا أيضا تعلقت به وبعد 6 أشهر تم الزواج، انتقلت للعيش معه في شقتنا المستأجرة لمدة 5 سنوات، ربنا رزقنا بمحمد، 6 سنوات، وندى، 4 سنين، وطوال تلك السنوات كنت أعاني من تلك العيشة، فزوجي لم يكمل تعليمه، ويعمل باليومية، ولكنه كسول لدرجة أنه يستصعب الاستيقاظ مبكرًا لعمله، فهو يعمل يوما وستة أيام ينام في المنزل، كان عندي الاستعداد قبل مجيء محمد وندى أن أتحمل قلة المال وأحيانا كثيرة قلة الطعام، ولكن بوجود أولادي تضعف قدرتي على التحمل، وأجد في احتياجهم لما ينقصهم عجزًا لي ولوالدهم، ولكن ما ذنبهم في كل ذلك؟!". وتستطرد الزوجة "كان والدي يرسل لي مبلغًا شهريا لمعاونتي على أطفالي ولكنه رحمه الله توفي منذ عامين، ومن وقتها وأنا أحاول إصلاح شأن زوجي لكنه لا ينصلح بل يزداد سوءًا بعدما رحل والدي ظن أنه لن يمنعه أحد من كل تلك التصرفات الشائنة والسيئة التي كانت تجعلني أخجل من أقاربي وأقاربه ومن أولادي أيضًا". وتكمل كلامها وهي منكسة الرأس خجلًا من تذكرها المواقف التي كان يتسبب فيها زوجها كثيرًا أمام الأقارب، فقلة عمله وسعيه لمصدر رزق مناسب له يجعل دخل الأسرة ضئيلا للغاية، وهو يدخن ويلزمه علبة سجائر يوميا على الأقل، فكان يلجأ أحيانا للسرقة، حتى إنه كان يسرق من منازل أقاربه وأقاربها عند زيارتهم لهم أو العكس وانكشف أمره حتى لاحظت أسرته وأسرتها، مما جعلها تقلل الزيارات لهم قدر الإمكان، وتناقشت معه كثيرًا بخصوص هذا الشأن ولكنه كان يغضب ويثور وأحيانا كان يقوم بضربها، فكانت تخاف على نفسية أطفالها من كثرة المشكلات بينهما فتحاول تجنبه قدر المستطاع". وتوضح الزوجة الحائرة أن هذا العام يختلف عن كل عام مضى فتقول: "ابني السنة الجاية هيروح المدرسة وبنتي الحضانة ومصاريفهم هتبدأ تزيد، والكلام مع أبوهم ما بينتهيش غير بالمشاكل، هو ما بيحلش حاجة، ولو ما قدرتش أوفر لأولادي لبس المدرسة واللي بيحتاجه أي طفل في سنهم قلبي مش هيقدر يستحمل، طلبت من زوجي الطلاق طالما مش هيغير من نفسه عشان ولادنا، رفض، وقررت رفع قضية خلع ونفقة الصغار عليه بمحكمة الأسرة". الزوجة قررت الهروب من عش الزوجية البائس "هاخد ولادي ونعيش مع ستهم في بيت جدهم_ الله يرحمه_ عشان نفسيتهم ترتاح شوية من كل الضغوط اللي استحملوها معانا".