أكد الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن هناك عددا من رجال الدين يمثلون وصاية دينية على المواطنين ويقفون ضد أي محاولة للتجديد أو التغيير وأكد أن محاولات التغيير تتعارض مع مصالحهم الشخصية، موضحًا أنهم استخدموا الدين لخدمة مصالحهم. وأوضح الهلالي في حوار مع "التحرير" أن أزمة النقاب مسألة فقهية وليست دينية لأن الدين ليس له علاقة بالموضوع ولكنها آراء الفقهاء، مشيرا إلى أن 80% من الفقهاء يعتبرونه مجرد عادة ليست لها علاقة بالإسلام، موضحًا أن البعض يريدون السيطرة على الناس وتحقيق مكاسب شخصية وسياسية من خلال إقناعهم بأن ما يقولونه هو صحيح الدين، رغم أن جميع ما يصدر عنهم لا يعتبر سوى آراء شخصية. أكد الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن هناك عددا من رجال الدين يمثلون وصاية دينية على المواطنين ويقفون ضد أي محاولة للتجديد أو التغيير لأنها تتعارض مع مصالحهم الشخصية، موضحًا أنهم استخدموا الدين لخدمة مصالحهم. وأوضح الهلالي في حواره مع "التحرير" أن أزمة النقاب مسألة فقهية أكد الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن هناك عددا من رجال الدين يمثلون وصاية دينية على المواطنين ويقفون ضد أي محاولة للتجديد أو التغيير لأنها تتعارض مع مصالحهم الشخصية، موضحًا أنهم استخدموا الدين لخدمة مصالحهم. وأوضح الهلالي في حواره مع "التحرير" أن أزمة النقاب مسألة فقهية وليست دينية لأن الدين ليس له علاقة بالموضوع ولكنها آراء الفقهاء، مشيرا إلى أن 80% من الفقهاء يعتبرونه مجرد عادة ليست لها علاقة بالإسلام. بداية.. لماذا تواجه أي دعوة للتجديد أو التغيير كل هذا الهجوم والجدل؟ - لأن الرغبة في التجديد تتعارض مع مصالح أوصياء الدين، ممكن وجدوا فيه طريقا سهلا للسيطرة على الناس من أجل تحقيق مصالح شخصية، والحقيقة أنهم أفسدوا الدين، هم يقدمون فتواهم للناس على أساس أنها الحقيقة والصواب المطلق الذي لا يقبل الشك أو التغيير، البعض يستغل الآية الكريمة التي تقول "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" والمقصد منها هو الفهم والسؤال غير المشروط بقبول الإجابة. للأسف حكم الأتراك مصر لما يزيد على قرون باستخدام الوصاية الدينية وأفسدوا كل شيء ونجحوا في إقناع الناس بأن الفتوى شريعة، وذلك أمر لا يتعلق بالدين ولكن بالمصالح الشخصية. هل ينطبق ذلك على الجدل الدائر حول النقاب مؤخرا؟ - يجب أن نفرق بين الشريعة والرأي الشخصي، النقاب ليس من الشريعة في أي شيء ولا علاقة له بالدين، وأزمة النقاب والجدل حوله تنطبق جدا على فكرة أهل الوصاية الدينية الذين يصدرون فتاوى تتعلق بمصالحهم الشخصية ويتعاملون معها باعتبارها حقيقة وصوابا، الشريعة هي المورد الذي يعتمد عليه الناس وأصلها في اللغة شرع، مثل شرعت الإبل لتشرب الماء وتخزنه، وذلك بالضبط ينطبق على مفهوم الشريعة لأنها مورد يفهمه الناس ويتقبله ويعيشون به، لكن الفتوى مجرد رأي شخصي يعتمد على طبيعة صاحبه وبعض الناس تتحكم به المصلحة وتجبرهم على إصدار فتاوى بعينها. إذن.. هل أنت مؤيد لمقترح منع النقاب في الأماكن العامة؟ بالتأكيد مؤيد، ضروري جدا أن نفرق بين ما هو فقهي وما هو ديني، النقاب أمر فقهي وليس دينيا، يختلف عليه الفقهاء بمختلف الفتاوى، لكن ليس له علاقة بالدين أو العقيدة 12% فقط من الفقهاء قالوا إن الحجاب فرض بينما أقر 80% منهم أنه مجرد عادة متوارثة. البعض يرى أن منع النقاب يتعارض مع الحرية الشخصية.. ما رأيك؟ الدين كفل للإنسان حريته وعندما وردت الآية الكريمة قالت "فاسألوا أهل الذكر" ولم تقل: اتبعوا أهل الذكر، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل بني آدم سيد"، وما أخرجه أحمد بسند حسن عن وابصة بن معبد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "استفت قلبك. البر ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك"، وأكررها مرة ثانية النقاب قضية فقهية وليست دينية فكيف تتعارض مع الحريات وهي أصلا نوع من فرض الوصاية الدينية. هل تسبب رجال الدين في إفساد تجديد الخطاب الديني؟ نعم لأن أي فكرة للتجديد وتحرر العقول تتعارض مع مصالحهم الشخصية، بعض التيارات يفرضون سيطرتهم على الناس تحت مسمى الدين وللأسف بعض أصحاب المصالح يصلون عند الناس إلى حد التقديس، أريد أن أقول إن الإمام الشافعي قال نصا ما نقوله من فتوى "صواب يحتمل الخطأ" وكذلك الإمام أبو حنيفة إمام الأئمة قال عن فتواه "إنها مجرد رأي" ولكن في وقتنا هذا يفرض رجال الدين سطوتهم على الناس بالفتوى فكيف ينكسر الجمود، هم لا يرضون لمصالحهم أن تضيع. وماذا عن دور الأزهر؟ لا أريد أن أقول حديثا يقتضب أو يفهم على غير محله، ولكن التجديد أمر مطلوب ولكن من الضروري أن نفهم شيئا، عندما يطلب من الأزهر رأي ضروري عليه أن يقدم رأيه لأي جهة مع ذكر أصحاب الفتاوى ولا ينسبها لنفسه، لأن من قدم الفتاوى للأزهر علماء ربما أخطأوا وربما أصابوا، إذ إنهم في النهاية بشر، ولا بد أن نأخذ في الاعتبار أن بعض الفتاوى تجاوزت المئة عام ومن غير المنطقي تطبيقها في الوقت الحالي.