دفعت العديد من المتغيرات على مستوى السياسة والاقتصاد في الوقت الحالي، إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتفكير في عقد اتفاق تجاري مع الصين والعدول عن مواجهتها اقتصاديًا بات الصراع التجاري مع الصين أحد الملفات الدائمة على مكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مدى الأشهر القليلة الماضية، وذلك في ظل اتخاذ بكين عددا من القرارات التي أكدت أن الأزمة سيكون لها آثار سلبية على كلا الطرفين حال استمرار هذا المنوال، خاصة أن الصراع المستمر بين الجانبين خلق نوعًا من الصعوبات في طريق الإدارة الأمريكية على المستوى السياسي والاقتصادي خلال الفترة الماضية، وهو الأمر الذي أدى إلى اتخاذ ترامب خطوات نحو العدول عن الاستمرار في حربه التجارية المُكلفة ضد الصين. وطلب الرئيس الأمريكي من المسؤولين في إدارته البدء في صياغة شروط اتفاقية التجارة المحتملة مع الصين، وذلك وفقًا لما ذكرته بلومبرج نقلًا عن 4 مصادر مطلعة على هذه المسألة لم يتم الكشف عن اسمها. واشنطن تتخوف من منع الصين الرحلات السياحية إليها وأشار أحد المصادر الأربعة إلى أن إحدى القضايا الرئيسية التي تظل وطلب الرئيس الأمريكي من المسؤولين في إدارته البدء في صياغة شروط اتفاقية التجارة المحتملة مع الصين، وذلك وفقًا لما ذكرته بلومبرج نقلًا عن 4 مصادر مطلعة على هذه المسألة لم يتم الكشف عن اسمها. واشنطن تتخوف من منع الصين الرحلات السياحية إليها وأشار أحد المصادر الأربعة إلى أن إحدى القضايا الرئيسية التي تظل جزءًا من الخلافات في الإدارة الأمريكية، هي سرقة الملكية الفكرية من قبل الشركات الصينية، مؤكدًا أن العديد من الشركات والكيانات تشارك بشكل رئيسي في صياغة الاتفاق المزمع عقده مع الصين. ويأتي قرار الرئيس الأمريكي بالعمل على مسودة الصفقة المحتملة مع الصين، بعد أن قال ترامب أمس الخميس: إنه "تحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينج، وتناولا العديد من الأمور التي تتعلق بصياغة الاتفاق خلال الفترة المقبلة، وسط مخاوف بشأن تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم". وفي تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، صرح الرئيس بأنه "أجرى محادثة طويلة وجيدة للغاية مع الزعيم الصيني، وتم التركيز خلالها على التجارة". وأكد ترامب عبر تغريدته، أن تلك المناقشات تسير بشكل جيد، ليبعث برسالة طمأنة إلى الأوساط الاقتصادية العالمية، قبل الاجتماعات المباشرة بين الصينوالولاياتالمتحدة خلال قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين بوقت لاحق من الشهر الجاري. قيمة اليوان.. الصين تناور بآخر كروتها في الحرب التجارية مع ترامب وتناولت بلومبرج عددا من الأسباب دفعت ترامب للعدول عن استمراره في حربه التجارية مع بكين، والتي كان أهمها تحقيق مكاسب سياسية قبل انتخابات التجديد النصفي في الولاياتالمتحدة، خاصة في ظل معاناة الجمهوريين على مدى الأيام القليلة الماضية من انخفاض الشعبية. وعلى المستوى الاقتصادي، لم تتوقف تحذيرات الخبراء من الأضرار الناجمة عن هذا الصراع، إلا أن البعض أكد أيضًا أهمية نظر واشنطن بعين الاعتبار للعديد من وسائل القوى الناعمة التي تمتلكها بكين. وأشارت تقارير حكومية إلى أن عدد المسؤولين التنفيذيين والسائحين والطلاب الصينيين الذين يزورون الولاياتالمتحدة قد انخفض بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، مما يؤكد أن الحرب التجارية بين واشنطنوبكين قد تطرق أبوابًا جديدة، أهمها توجيه بكين ضربات موجعة للقطاع السياحي في أمريكا. وأفاد تقرير حكومي بأن إدارة ترامب تخشى حرمان بلاده من 60 مليار دولار ينفقها السائحون الصينيون سنويًا داخل الولاياتالمتحدة، حال اتخذت قرار بمنع الوافدين. واشنطن تخشى زر «التدمير الذاتي» للصين في الحرب التجارية وعلى المستوى المالي، بدا ترامب قلقًا من اتخاذ الصين قرار بتقليل قيمة عملتها، وهو الأمر الذي يصحبه خفض في أسعار بضائعها على المستوى العالمي، ومن ثم الإضرار بقدرات نظيراتها الأمريكية التنافسية عالميًا. الصين أعلنت في سبتمبر الماضي تخفيض ضرائب التصدير على ما يقرب من 500 سلعة مختلفة من إنتاج شركاتها المحلية، وهو ما يعني زيادة الطابع التنافسي للبضائع الصينية في مختلف الأسواق العالمية. وتصف إدارة ترامب هذا القرار ب"التدمير الذاتي"، خاصة أنه ينعكس سلبًا على الأداء المالي العام للصين، إلا أنه في الوقت نفسه يوجه ضربة قوية للبضائع الأمريكية، ويُصدر لها أزمة سوقية على المستوى العالمي.