السلام النفسي، يأتي عندما تقرر أن تعيش ضيفا في الحياة.. لا مقيما. عندما تقرر أن تكون الأخير وليس الأول عندما تضع حالتك النفسية مكان معدتك.. وتقرر أن تشعر بذاتك. منذ أيام، عاد صديقي من مدينة دهب التى مكث فيها 8 أشهر، ملامحه كانت صافية وهادئة للغاية عن آخر مرة رأيته فيها قبل السفر، ملابسه بسيطة وأنيقة ومريحة، نظراته محددة وغير تائهة، كلماته علاج نفسي لمعاناتنا اليومية وسط صخب القاهرة وزحامها في الشارع والدماغ. وعندما سألته: "إيه اتغير فيك؟"، رد بكل هدوء "عرفت يعني إيه سلام نفسي"، صمت لثوان حتى رنت كلماته في أذني، وحدثت نفسي قليلا (سلام؟!، هل حقا البعد عن القاهرة وضجيجها يجلب الهدوء الذى أراه في ملامحك؟، هل فعلا سهل الحصول على السلام النفسي؟، هل هناك شخص يعيش وسطنا هذه الأيام سليم نفسيا؟ حديثه أفاقني من صمتي، وبدأ يتحدث عن جمال مدينة دهب، وبساطة الحياة فيها، وفي رزانة وهدوء، تحدث معي عن مفهوم السلام النفسي، وكيف وجده، لذلك، قمت بكتابته لك ياعزيزي في نقاط، حتى تطلع عليها، إذا كنت تائها بين المشكلات والخلافات والضغوط وتبحث عن السلام. 1 - تعرف على نفسك بشكل مثالي: محتمل حديثه أفاقني من صمتي، وبدأ يتحدث عن جمال مدينة دهب، وبساطة الحياة فيها، وفي رزانة وهدوء، تحدث معي عن مفهوم السلام النفسي، وكيف وجده، لذلك، قمت بكتابته لك ياعزيزي في نقاط، حتى تطلع عليها، إذا كنت تائها بين المشكلات والخلافات والضغوط وتبحث عن السلام. 1 - تعرف على نفسك بشكل مثالي: محتمل أن تكون هذه الخطوة الأصعب على الإطلاق عكس ما أنت متخيل، لكن دعنا نفعلها بطريقة سهلة وبسيطة، أولا قم بكتابة قائمة بجميع الصفات الجيدة التي تنوي اكتسابها وزراعتها فيك، وقبل كتابتها عليك طرح عدد من الأسئلة، منها: هل ستكونين أكثر لطفا، عدلا، وأكثر تسامحا، وأكثر صدقا، وأكثر صبرا، وأكثر كرما؟ ما ردودكم على الصعوبات التي سوف تتعرض لها؟، ما المبادئ التي ترغب في اكتسابها؟ 2- تصرف بطريقة أقل مثالية إذا كنت تعاني من صدمة عاطفية أو جرح نفسي ترك آثاره عليك، فقد يكون من الصعب في البداية، التصرف بنزاهة طوال الوقت، أي سوف تجد نفسك تخطئ وأحيانا تتصرف بطريقة أقل من مثالية، ومن أجل بناء صفات ومبادئ، ما عليك سوى التصرف بطريقة أقل مثالية. 3- لا تسعى للكمال لا تفكر طول الوقت في أن تكون شخصا كاملا، لأن التفكير في الكمال والوصول إلى المثالية، سوف يرهق فكرك ومشاعرك، وسوف يفقدك القدرة على التعامل مع من حولك، لذا كن بسيطا لا كاملا، لا تنجرف إلى تحقيق العدالة من حولك أكثر من أن تكون أنت شخصا عادلا في حديثك وتصرفك. 4- توقف عن جلد النفس من الطبيعي أن تتعرض لمواقف صعبة كثيرة، تكون فوق قدراتك وتحملك البشري، ومن الطبيعي أيضا أن يخرج منك رد فعل ثقيلا على من حولك بسببها، و الاعتذار في هذه الحالة يكفي للغاية عن جلد النفس ساعات ليلا ونهارا، فلا تسع لأن تريح من حولك على حساب مشاعرك، فالغضب ورد الفعل الذي تراه أنه كان ثقيلا، قام بشفاء روحك من غضب كبير كنت سوف تحمله بمفردك، لذا حاول فقط تحسين تصرفاتك مع الآخرين، وتوقف عن الشعور بالذنب. 5- مارس الصبر محتمل أن لا يعيش أشخاص آخرون من حولك بنفس الطريقة التي اخترتها أنت، وهذا لا يهم في الحقيقة، لأن لديهم ضميرهم للعيش معه في نهاية اليوم وسوف يحاسب تصرفاتهم، ولك أيضا، لذا اختر الرد بطريقة تعطيك راحة البال وقت الوقوع في مواقف مستفزة، وقبل الرد تأني بالصبر قليلا ثم خذ نفسا عميقا، قبل التفاعل مع من حولك والرد عليهم. 6- دع رأسك وقلبك يدعمانك لن يكون لديك عقل سلمي إذا سمحت للسلبية بالسيطرة على تفكيرك، حاول أن تفهم الآخرين بدلا من الحكم عليهم، سامح الآخرين وحرر نفسك، واكتسب الرحمة والشفقة، لن يستفيد من حولك فقط بهذا، بل أنت أيضا، سوف يتحسن مزاجك وسوف تقدّر ذاتك. 7- فكر في بكرة إذا تعرضت اليوم للغضب والضيق والإحباط، فماذا عن الغد؟، هل ستترك نفسك لهذا الإحباط، أم أنك سوف تسيطر عليها للتخلص منها وتستمتع باليوم التالي؟، نعم.. فكر في راحة بالك غدا حتى تنتهي معاناة اليوم. 8- تحقق من صحة نفسك لن تشعر بهذا الإحساس الجميل بالسلام، إذا لم تأخذ الوقت الكافي للاعتراف بالمواقف الصعبة، التى تعرضت لها من قبل، والتى قررت أنك لن تتعرض لها مرة ثانية، نعم.. في كل موقف فكر أن نفسك أهم من أي شيء، ولحظتها سوف تملك السلام. أتمنى أن تكون قداستفدت من تجربة صديقي، وفي العموم أعرف أن الوصول للسلام النفسي، لن يأتي بين يوم وليلة ويحتاج إلى تدريب وممارسة، ولن يأتي أيضا بالذهاب إلى مدينة دهب والعيش فيها وترك القاهرة والانعزال عن الجميع، لكني أؤمن أن كل شخص بداخله كنز يُسمى "السلام النفسي" قادر على فتحه إذا أراد وساعتها سيقول لك : "شبيك لبيك أنا بين إيديك"!