باكستان تهدف إلى إيذاء المصالح الهندية فى أفغانستان، حتى لا تتكون جبهة موحدة بينهما تحاصر بها باكستان، فتستخدم حركة طالبان فى استهداف مشروعات هندية فى أفغانستان حركة طالبان التى ظهرت فى خضم الحرب مع الاتحاد السوفيتى، تواجه اليوم خطر الانقسام والصراع الداخلى، ذلك منذ أن سمحت لنفسها أن تصبح لعبة ماريونت فى يد القوى الإقليمية فى المنطقة، تستغلها لتحقيق مصالحها المختلفة فى أفغانستان الدولة الفاشلة، فكل قوى تدعم طالبان، تحرك مجموعة لها لتنفيذ مخططاتها، وتصبح خاضعة لها. العداوة التاريخية مع إيران ثم التعاون والدعم. تجمع إيران وطالبان عداوة تاريخية منذ قيام الثورة الإيرانية، وذلك لاختلافات مذهبية بينهما؛ فطالبان تعتنق المذهب السنى الوهابى المتشدد الذى يرى فى الشيعة كفرة مهرطقين. بينما الدولة الإيرانية الإسلامية التى تعتنق المذهب الشيعى من الأساس، تسعى لدعم الشيعة الهزارى فى أفغانستان ضد طالبان السنية.تكللت تلك العداوة بالمذبحة التى نفذتها طالبان ضد الشيعة الهزارى عام 1998 فى مقاطعة مزار الشريف، وحادث مقتل الدبلوماسيين الإيرانيين على يد الحركة فى محاولة استرداد السيطرة على المقاطعة، بينما الدولة الإيرانية الإسلامية التى تعتنق المذهب الشيعى من الأساس، تسعى لدعم الشيعة الهزارى فى أفغانستان ضد طالبان السنية. تكللت تلك العداوة بالمذبحة التى نفذتها طالبان ضد الشيعة الهزارى عام 1998 فى مقاطعة مزار الشريف، وحادث مقتل الدبلوماسيين الإيرانيين على يد الحركة فى محاولة استرداد السيطرة على المقاطعة، والتى جعلت كلاً من إيران وطالبان على شفا الحرب، بعدها، حاولت إيران بعدها الانتقام ودبرت حادث انفجار فشل فى اغتيال الملا محمد عمر. أما الآن، فإن طالبان تمثل دمية فى يد إيران؛ فتدعمها نكاية فى الولاياتالمتحدة منذ احتلالها لأفغانستان فى 2001، فى البداية دعمت إيران إزاحة طالبان من السلطة فى أفغانستان على يد الأمريكان لأنهم كانوا يهددون مصالحها، ولكن بعد الاحتلال الأمريكى للعراق فى 2003، فهى ترى فى دعم الإرهاب الطالبانى استنزاف للقوى الأمريكية هناك، خاصة مع تزايد العداوة بين الولاياتالمتحدةوإيران حول الملف النووى الإيرانى. تحظى الحركة كذلك بدعم إيران من أجل إضعاف الجبهة البلوشية، وهي عرقية تسكن الجنوب الشرقى من إيران والحنوب الغربى من أفغانستان. وجود حركة طالبان فى تلك المنطقة يحقق المصالح الإيرانية فى التنكيل بالبلوش الذين يقاومون الحكومة الإيرانية من أجل الإستقلال؛ فتستغلهم إيران لإحباط أى محاولات لتهريب الأسلحة أو الأموال أو المقاتلين عبر الحدود الأفغانية الإيرانية. وقد أنشأت إيران معسكرات لتدريب مقاتلين طالبان على الحدود الثلاثية بين إيرانوأفغانستانوباكستان، لتسهيل حركتهم والانتقال سريعا إلى داخل إقليم بلوشستان. ثالثا، فإن طالبان تحقق لإيران مصالحها فى أفغانستان فى ملف المياه، فهناك عداوة كبيرة بينهما فيما يخص نهر هلماند على الحدود الأفغانية الإيرانية، وقد رصدت تحركات الحركة لتدمير سد سلمى ومولد الطاقة الكهرومائية التى تحاول أفغانستان بناءهما فى مقاطعة غور بالقرب من الحدود، والتى تدعى إيران أنه سوف يقطع مورد المياه عنها عمدا. العلاقة مع طهران بدأت فى النمو قبل تولى الملا منصور لقيادة الحركة رسميا فى يوليو 2015، أى قبل وفاة الملا محمد عمر، بالتحديد عندما أصدر منصور بيان فى يونيو 2015 يحذر فيه أبو بكر البغدادى من محاولة توسيع نطاق تنظيم الدولة الإسلامية ليشمل أفغانستان. وتوقع منه عدم التدخل فى الشأن الأفغانى، تماما مثلما تلتزم طالبان بذلك. منذ ذلك الحين، فقد تطورت العلاقة بينهم سريعاً لدرجة أنها تخطت علاقة إيران ب "طياب آغا"، النائب الثانى للملا عمر، والمعروف بعلاقته التاريخية مع إيران ومسؤول الاتصال بين إيران والحركة. العلاقة مع قطر أعلنت طالبان أيضا فى 2015 أن المكتب السياسى لها فى قطر لن ينخرط فى المفاوضات مع مبعوث الرئيس الأفغانى، بعد استقالة طيّاب آغا، والذى كان يتوقع أن يتم اختياره خلفاً للملا عمر بعد وفاته، ولكن اختير منصور بدلاً منه، وهو ما يمثل دليلاً على الخلافات التى حدثت فى الحركة منذ اختيار منصور وملابسات اختياره، ربما بمباركة إيرانية. ولهذا المكتب السياسى فى قطر قصة ترتبط بشكل أو بآخر بالأطراف التى تحرك طالبان. ففى 2013 فتحت طالبان مكتب سياسى فى قطر لتسهيل التفاوض والتفاهم مع الغرب، بإيعاز من الملا أختر منصور، وعارض الخطوة الرئيس الأفغانى السابق حامد كرزاى مدعياَ أن المكتب سوف يستخدم بغرض الدعاية وجمع التمويل والتجنيد، كما أنه يسمح بدخول أطراف أخرى فى المفاوضات بين الحركة والحكومة. فى التسريبات التى نشرت للسفير الإماراتى فى الولاياتالمتحدة يوسف العتيبة فى 2017، تمت الإشارة للإمارات أنها وافقت على استضافة هذا المكتب فى أبو ظبى، وهو ما أطلق موجة من الإستنكارات والتشكيك فى الموقف الإماراتى، ولكن سرعان ما رد السفير موضحا أن الإمارات عرضت ثلاثة شروط قبل السماح لهم لفتح مكتب سياسى لديها؛ وهم: التخلى عن دعمهم للقاعدة وإدانة أسامة بن لادن، ترك السلاح، الانخراط فى المفاوضات السلمية مع الحكومة الأفغانية، وعندما رفضت طالبان تلك الشروط، عرضت قطر استضافة المكتب لديها، وبدون أى شروط. يذكر أن تلك التسريبات خرجت بعد موقف الرباعى العربى بمقاطعة قطر فى يونيو 2017. كما أن استهداف الدبلوماسيين الإماراتيين فى مدينة قندهار، قد يكون تم بإيعاز من طهران لمجموعة فى حركة طالبان، فى خضم الصراع بين دول الخليج وإيران، فتستخدم إيران فيها أوراقا جديدة وتضرب فى نقاط غير متوقعة. العلاقة مع باكستان بالرجوع إلى الدعم التاريخى الذى تحصل عليه جماعات الإسلام السياسى من باكستان منذ الاحتلال السوفيتى وما قبله، فإن باكستان تهدف إلى إيذاء المصالح الهندية فى أفغانستان، حتى لا تتكون جبهة موحدة بينهما تحاصر بها باكستان، فتستخدم الحركة فى استهداف مشروعات هندية فى أفغانستان، فضلاً عن استهداف السفارة والقنصلية الهندية فى 2008 و2014 على التوالى. بعض الفصائل والمجموعات المدعومة من باكستان سوف تسعى للهيمنة على محادثات السلام للحصول على نصيب من الحكومة، بما يحقق مصالح باكستان، تلك الفصائل هى المنافس الرئيسى للملا منصور، وتهدد الحركة بالانقسام. ومن أجل أن تنجح محادثات السلام، يجب أن تبقى حركة طالبان موحدة من أجل الوصول لاتفاق سلام ينهى التمرد. اليوم، بعد اغتيال الملا منصور فى مايو 2015، وتعيين قائد آخر يعرف بتشدده "هيبة الله أخونزاده"، وتفادى الاختيار بين نائبى منصور؛ سراج الدين حقانى، و الملا يعقوب ابن الملا محمد عمر، لتفادى الانشقاق أكثر بين أجنحة الحركة، ومع تقارب إيران مع روسيا، هذه المرة فى أفغانستان، من أجل طرد الدور الأمريكى وإحلاله بوجود روسى إيرانى، تماما كما فى سوريا، هل نرى الوحدة مرة أخرى بين فصائل حركة طالبان، فى اتجاه المفاوضات السلمية مع الحكومة الأفغانية؟ أم أن الحركة قد انفرط عقدها بشكل يصعب تجميع شتاته، وكلٍ يسعى وراء أهواءه؟