جماعة كو كلاكس كان تشتهر بإقامة حفلات يتم إشعال خلالها الصلبان الكبيرة والصراخ، وعلى خلاف المعتقد المسيحي بأن الصليب يرمز للتضحية إلى جانب دعمهم ترامب في الانتخابات تعد ظاهرة الجماعات الإرهابية الدينية واحدة من أقدم الظواهر، ولا يقتصر الأمر على الجماعات الإرهابية الإسلامية، وسجل التاريخ العديد من الجماعات الدينية التي تتخذ من النصوص الدينية ذريعة لها، ومن أشهر وأقدم هذه الجماعات هي "كو كلاكس كان" أو "KKK"، وهي جماعة إرهابية مسيحية ظهرت في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعادت للنشاط مؤخرا مع صعود تيار اليمين في السياسة الدولية. التأسيس تأسست جماعة "KKK" في 1865 عقب الحرب الأهلية الأمريكية في ولاية تينيسي في الجنوب الأمريكي. وجاء تأسيسها كردة فعل على التسوية السياسية للحرب، إذ شارك في تأسيسها بعض المحاربين البروتستانت في الجيش الاتحادي الأمريكي، وهدفت الجماعة في البداية إلى مقاومة عملية تحرير الزنوج، من خلال تنفيذ الهجمات المتتابعة عليهم، وعلى السياسيين ورجال الدين من ذوي الأصول الأفريقية، ثم توسع عملها لاحقا ليشمل مكافحة وجاء تأسيسها كردة فعل على التسوية السياسية للحرب، إذ شارك في تأسيسها بعض المحاربين البروتستانت في الجيش الاتحادي الأمريكي، وهدفت الجماعة في البداية إلى مقاومة عملية تحرير الزنوج، من خلال تنفيذ الهجمات المتتابعة عليهم، وعلى السياسيين ورجال الدين من ذوي الأصول الأفريقية، ثم توسع عملها لاحقا ليشمل مكافحة المهاجرين والمثليين، و كل المختلفين عن أعضائها عرقيا ودينيا. الموجة الثانية واجهت الجماعة حصارا من الحكومة الأمريكية في عهد الرئيس جرانت في الفترة بين عامي 1868 و1870، و تم تدميرها بالكامل في بدايات السبعينات من القرن التاسع عشر على يد الرئيس أوليسيس غرانت Ulysses S. Grant فيما عرف باسم عملية الحقوق المدنية في عام 1871. وفي عام 1921 تأسست جماعة أخرى تدين بنفس المبادئ في ولاية جورجيا، وقدمت نفسها كمنظمة للتوظيف، ما جعلها تحظى بشعبية وصلت في بعض التقديرات إلى 4 مليون أمريكي، وتمتد إلى كامل الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وبريطانيا، ثم تقلصت عدد أعضائها مرة أخرى إلى 30000 عضو فقط بعد سلسلة من الهجمات المضادة. الموجة الثالثة أدى صدور وتطبيق قانون مكافحة التمييز العنصري إلى عودة نشاط الجماعة مع مطلع ستينات القرن الماضي، وكانت هذه الموجة من أشد الموجات عنفا وزخما، ونفذت المنظمة العديد من أعمال ضد المواطنين السود، ولعل الحادثة الأشهر هي الهجوم على إحدى الكنائس بمدينة برمنجهام في ولاية ألاباما في عام 1963، وأسفرت هذه الهجمة عن قتل 4 فتيات صغيرات السن، وشهدت تلك الفترة زيادة في عدد أعضاء المنظمة. أبرز المعتقدات والطقوس يعني اسم "الجماعة الدائرة" باللغة الإغريقية، وتتخذ من الصليب المشتعل شعارا لها، ويشتهر أعضائها بارتداء زيا طويلاُ أبيض اللون رمزا على تفوق العرق الأبيض، كما يضعون أقنعة تخفي وجوههم بالكامل عدا الأعين، ما يجعلهم يظهرون كأشباح مخيفة. تشتهر الجماعة أيضا بإقامة حفلات يتم اشعال خلالها الصلبان الكبيرة والصراخ، وعلى خلاف المعتقد المسيحي بأن الصليب يرمز للتضحية، يعتقد أعضاء الجماعة بأن اشعال الصليب يرمز إلى التنوير، ويتخذون أسماء رمزية مثل: ساحر الإمبراطورية الأعظم و الجبار الأعظم. أين هي اليوم؟ لازالت ال KKK تعمل حتى يومنا هذا، ويُعتقد باحتوائها على 5000 فرد على الأقل في مختلف أرجاء الولاياتالمتحدة، وعُثر في فبراير 2017 على جثة رجلا يُدعي " فرانك انكونا" مرميا بطلق ناري، وأنكونا هو من أحد أبرز قادة التنظيم، وكان يدافع عن "الحفاظ على الثقافة والتراث الأبيض"، واعترف كلا من زوجته ونجله بالاشتراك في قتله بسبب معتقداته. دعمت الجماعة دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية، وينتمي أحد قادتها إلى الحزب الجمهوري الأمريكي، واسمه هو "دافيد دوك"، بحسب تقرير نشرته مؤخرا جريدة The Sun البريطانية، ويعادي دوك اليهود وتمكينهم من الاقتصاد الأمريكي. أما المدير الحالي للجماعة يُدعى "توماس روب" وينحدر من ولاية أريزونا الأمريكية ويبلغ من العمر 71 عام، وتولي قيادة الجماعة خلفا لدافيد دوك، واستبدل لقب زعيم الجماعة من "امبراطور السحر" إلى "المدير الوطني"، ونظم روب بعض الفعاليات الاحتجاجية ضد التسامح مع الأعراق الأخرى، ومنذ عام 1986 تنظم الجماعة فعالية احتجاجية سنوية في ولاية تينيسي مكان تأسيس الجماعة بالتزامن مع عيد مارتن لوثر كينج الوطني، ويُطلق على هذه الفعالية " مهرجان التراث المسيحي الأبيض"، ويدّعي روب ان العرق المسيحي الأبيض يتعرض لخطر الإبادة، وغاية جماعته هي حماية هذا العرق، وينشر التنظيم مجلة تعبر عن أفكاره تحت مسمي مجلة ال KKK الصليبية.