فرق كبير بين اللواء محسن الفنجري الذي أدى التحيةالعسكرية لأرواح الشهداء، والفنجري الذي خرج علينا ببيان أول من أمس ليحذر ويلوح بإصبعه. الأول -لمن لا يعرف- أدى التحية العسكرية للشهداء في لحظة استثنائية من نفسه، وبعيدا عن أي تعليمات، ومن دماغه، وبإحساسه الشخصي، وهناك شهود كثيرة على أن التحية لم يكن منصوصا عليها في البيان الذي ألقاه، لكن فنجري أول من أمس كان رجلا آخر يؤدي البيان العسكري بأوامر من قائده الأعلى ويقرأ من جهاز الأوتو كيوو، يرفع صوته في أماكن ليس لها علاقة برفع الصوت (إنه)، ويشير بسبابته في تحذير وصرامة (إنه)، وينطق ببيان غامض غاضب في توقيت متأخر. «حرق» الفنجري إعلاميا وقلل من كاريزمته وتأثيره عند كثيرين. الفنجري ثاني كارت يحرقه المجلس بعد عصام شرف حتى إن استقبال الناس لبيانه على «تويتر» و«فيسبوك» يشبه استقبال الناس بيانات مبارك وعمر سليمان أيام الثورة، ولم أكن أحب أبدا أن يدخر المجلس الفنجري للحظة صدامية مثل هذه اللحظة التي تؤكد أن الفنجري الحق هو الذي يؤدي التحية للثوار، ثم يهدأ قليلا ليحضر أصابعه ويشير بها محذرا الثوار أنفسهم.