سيظل الوسط الفنى بشكل عام، والغنائى بشكل خاص، يعاني من القرصنة الإلكترونية، التى أهدرت حقوق العديد من المنتجين والمطربين، وتسببت في حد كبير إلى كساد، أو ضياع «سوق الكاسيت»، ما دفع الكثير من المطربين للاتجاه إلى الأغانى السينجل خوفًا من أن يضيع عليهم ألبومهم، بسبب تلك الأعمال المخالفة للقانون.. القرصنة سببت الكثير من المشاكل بين المنتجين ومطربيهم، فغالبا يشك المطرب أن المنتج هو من سرب الألبوم للكسب من ورائه، دون أن يعطيه حقوقه، وهناك العديد من النماذج التى وصلت إلى المحاكم بسبب القرصنة، وما زال المغنون حتى الآن عرضة لعمليات «السرقة» تلك، ولا يعرفون طريقة لحماية أغانيهم، وفي التقرير التالي نستعرض عددًا من قصص هؤلاء «الضحايا».. محمد فؤاد بعد إعلان الفنان محمد فؤاد عن عودته للساحة الغنائية مرة أخرى بعد غياب 8 سنوات، وأصدر برومو أغنيته الجديدة «سلام»، عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، تفاجأ بتسريب بعض الأغانى الموجودة فى ألبومه عبر قنوات على «يوتيوب»، الذي كان مقررا طرحه الشهر المقبل. الأغانى التى تم تسريبها هى «سلام، راضية بحالى، سوق تقدير»، وهم ضمن 12 أغنية في الألبوم الجديد.. فؤاد فاجأ جمهوره بتقديم أحدث أغنياته خلال حفل نادى الرحاب الرياضى الأسبوع الماضى، لكنه لم يقدمها بشكل رسمي. عمرو دياب «كل حياتى» بالنسبة لألبوم عمرو دياب «كل حياتى»، فقد طرحت شركة الاتصالات الراعية له عددًا من الأغاني لعملائها، رغم أن المطرب لم يقدمها بشكل رسمي، ما جعلها عرضة للتسريب عبر القراصنة، رغم محاولتها تلافي المشكلة، وحذف تلك الأغاني مرة أخرى.. المشكلة بدأت مع أغنية «ده لو اتساب» من كلمات الشاعر أيمن بهجت قمر، وألحان محمد يحيى، ورغم محاولات حذفها إلا أن أكثر من شخص كان قد نشرها عبر قنوات مختلفة على «يوتيوب»، فاضطر عمرو دياب لطرحها، وهو ما حدث مع أغنية «كل حياتى»، وهى من كلمات تركي آل الشيخ، ألحان محمد رحيم. وهذه ليست المرة الأولى للهضبة التى يتم فيها تسريب أغانى ألبومه، فالجميع كل عام، ينتظر ما يقدمه عمرو دياب، لذلك يحاول عدد من المقرصنين أن يتوصلوا للأغانى ويسربوها للحصول على مشاهدات عالية عبر قنواتهم على «يوتيوب»، وهو ما حدث مع ألبوم «معدى الناس» الذى طرحه العام الماضي وسربت منه أغنيتان، قبل ميعاد طرحه الرسمى. رامى صبرى و«أنا معاه» عام 2013 اضطرت شركة «مزيكا»، لطرح ألبوم للمطرب رامي صبري، الذي يحمل اسم «وأنا معاه»، على الإنترنت، لتجنب العديد من الخسائر المادية بعد تسريبه، حيث يضم 12 أغنية، منها «برتاح، الأيام، قربني ليك، صدق عنيك، أحلى من الأول، وغيرها». ونشر وقتها الفنان رامى صبرى بيانًا عبر صفحته على «فيسبوك»، يوضح فيه الأزمة، وصدمته بعد سماع خبر تسريب الألبوم، بجودة رديئة، ما أضاع مجهود وتعب المشاركين معه فى الأغانى، وأصابه بحالة إحباط. تامر عاشور «خيالى» المطرب تامر عاشور أيضًا عانى من القراصنة، حيث فوجئ بتسريب ألبوم «خيالى»، بداية العام الماضى، عبر صفحات التواصل الاجتماعى، وعلى موقع «يوتيوب»، ولم يكتف القراصنة بهذا فقط، بل تمت طباعة نسخ مقلدة من الألبوم، وبيعت بثمن رخيص، بواقع 35 جنيهًا للنسخة الواحدة. وقال عاشور فى تصريحات صحفية، إنه لا يعلم من سرب الألبوم، وهل هى شركة «عالم الفن»، التى كانت تنتج له أعماله أم لا، وأصدرت الشركة وقتها بيانًا أوضحت من خلاله ، أنها لم تقم بطرح الألبوم في الأسواق، وقد اتخذت إدارة الشئون القانونية بها الإجراءات القانونية تجاه المواقع، التي سربت أغنياته، وظلت بينه والشركة خلافات، حتى وصلت إلى المحاكم، وإلى أن تم الصلح بينهما هذا العام، وأصدر الألبوم رسميًا عبر «يوتيوب».. (للتعرف على باقى تفاصيل الأزمة من هنا). فى النهاية.. القرصنة تدمر السوق الغنائى، وتجعل عددًا من المطربين يفكر قبل أن يقوم بإنتاج أى ألبوم، حتى لا يتعرض لخسائر مادية كبيرة وتضيع حقوقه.