تحول إحياء إيران لذكرى بدء الحرب العراقيةالإيرانية اليوم السبت، إلى مشهد دموي، بعد استهداف عرض عسكري أقيم بهذه المناسبة بمدينة الأحواز جنوب غرب إيران، والذي أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى معظمهم من الحرس الثوري، وانتابت الجنود حالة من الهلع وكر وفر بعد أن باغت إطلاق نار كثيف، العرض العسكري. ووفقا لمقاطع الفيديو التي تم تداولها، يبدو أن المهاجمين كانوا يرتدون زياً ليظهروا كما لو كانوا مشاركين في العرض وعند وصولهم الى المدرج بدأوا بإطلاق النار، حيث استهدف الهجوم منصة اجتمع فيها مسؤولون لمتابعة الحدث السنوي الذي تحييه إيران، بحضور الرئيس الإيراني حسن روحاني. كان التلفزيون الإيراني ينقل على الهواء مباشرة تفاصيل العرض العسكري، وكانت الكاميرات الموجودة على الأرض وتلك المثبتة في طائرة صغيرة من دون طيار تنشر لقطات حية للعرض، الذي لم يتوقع أن تتحول موسيقى العرض إلى طلقات نيران. مغادرة روحاني كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو للرئيس الإيرني مغادرا المنصة، بعد إطلاق النار خلال الهجوم المسلح الذي استهدف العرض العسكري. اقرأ أيضا : وسط أرقام مفزعة.. «تسونامي الانتحار» يدق «ناقوس الخطر» في إيران وأظهر مقطع الفيديو، روحاني، وهو حاضرا العرض العسكري الكبير، إلا أنه تم إبلاغه من قبل مساعديه، ليغادر سريعا العرض العسكري في منتصفه، وكان يبدو عليه علامات الحزن والتأثر. وكان روحاني قال في كلمة قبل الهجوم الإرهابي إن نظيره الأمريكي دونالد ترامب سيفشل في مواجهته مع إيران تماما مثلما فشل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ولم يصب أي من المسؤولين في الحفل بجروح، غير أن تقارير إخبارية أفادت، بمقتل أربعة أو خمسة من مرتكبي الهجوم المسلح. ونشرت وكالة أنباء "إسنا" شبه الرسمية صوراً لآثار الهجوم، حيث بدا جنود بالزي العسكري وملابسهم ملطخة بالدماء، يقومون بمساعدة بعضهم بعضا على الابتعاد. إيران تتوعد وسرعان ما اتهمت إيران "نظاما أجنبيا" تدعمه الولاياتالمتحدة بالوقوف وراء الهجوم. وكتب وزير الخارجية محمد جواد ظريف على تويتر "تم تجنيد الإرهابيين وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم بواسطة نظام أجنبي هاجموا الأحواز، ومن بين الضحايا أطفال"، مضيفا "هاجم إرهابيون الأحواز بعد أن قام نظام أجنبي بتجنيدهم وتدريبهم وتسليحهم ودفع الأموال لهم". اقرأ أيضا : بعد الإطاحة بأبرز حلفاء روحاني.. هل يهدأ الشارع الإيراني؟ وتابع ظريف أن "إيران تحمل رعاة الإرهابيين الإقليميين وأسيادهم الأمريكيين مسؤولية الهجمات الإرهابية"، متوعدا أن "إيران سترد بسرعة وبحزم للدفاع عن أرواح الإيرانيين". كما اتهم التلفزيون الرسمي "عناصر تكفيرية"، في إشارة إلى متشددين من السنة، في هجوم مدينة الأحواز، وهي مركز إقليم خوزستان، والتي شهدت احتجاجات متفرقة للأقلية العربية في إيران، بحسب "فرانس 24". قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني، أوضح أن إطلاق النار على العرض العسكري الذي أودى بحياة 24 شخصا، يعد استمرارا لممارسات تنظيم داعش في العراق وسوريا ودليلا على "الذلة". ونقلت وكالة "فارس" للأنباء، عن الأميرال علي فدوي مساعد قائد الحرس الثوري قوله: "إن هذا العمل الإرهابي لا يثبت القوة، بل يدل على الذلة ويأتي استمرارًا لممارسات داعش في العراق وسوريا، حيث يقتلون الأبرياء". اقرأ أيضا : الاقتصاد يخنق إيران.. و«قرابين» روحاني تتساقط المتحدث باسم الجيش الإيراني، زعم أن منفذي هجوم العرض العسكري، تلقوا تدريبات في دولتين عربيتين. وقال المتحدث وفقا لما نقلته "رويترز"، إن "منفذي الهجوم لا ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي، لكنهم على صلة بأمريكا وإسرائيل"، مضيفا أن "منفذي عملية الأحواز اعتمدوا على الاستخبارات الأمريكية والموساد". من جانبه، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعازيه لنظيره الإيراني حسن روحاني، بعد الهجوم مؤكدا أن موسكو مستعدة لتعزيز الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب. من المسؤول؟ وفي الوقت الذي اتهم النظام الإيرانيواشنطن بمسؤولياتها عن الهجوم، خرجت العديد من الجهات التي تتبى الهجوم. أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي، مسؤوليته عن الهجوم ، موضحا أن مقاتلي التنظيم نفذوا هجوم مدينة الأحواز، ولكن لم يقدم دليلا على هذا الإدعاء، بحسب "رويترز" . سبق تبني "داعش" للهجوم ، إعلان يعقوب حر التستري، المتحدث باسم حركة "النضال العربي لتحرير الأحواز"، في وقت سابق، "إن منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، وهي جماعة عربية مناهضة للحكومة الإيرانية تضم عددا من الفصائل المسلحة، هي المسؤولة عن هجوم اليوم السبت على عرض عسكري في مدينة الأحواز بجنوب غربي إيران". غلق الحدود عقب الهجوم، قامت إيران بإغلاق منفذين حدوديين مع العراق، وأكدت مصادر في هيئة المنافذ الحدودية العراقية إغلاق إيران منفذي الشلامجة والشيب البريين مع العراق. اقرأ أيضا : «التخزين العائم».. سلاح إيران لمواجهة عقوبات أمريكا على «الذهب الأسود» المصادر أوضحت أن الجانب الإيراني قرر إيقاف حركة المسافرين، ووقف التبادل التجاري عبر المنفذين، عقب هجوم الأحواز، مشيرة إلى أن إيران لم تعلن موعدا محددا لاستئناف العمل عبر المنفذين. تجدر الإشارة إلى أن الأحواز هي مركز إقليم خوزستان، وأغلب سكانها من العرب السنة ، وتكشف تقارير منظمات حقوقية دولية عن تعرض عرب الأحواز لصنوف من الاضطهاد والتهميش على يد الدولة الإيرانية وشهدت هذه المدينة في السابق احتجاجات متفرقة.