إذا كنت ممن يخططون للتوقف عن تناول الوجبات السريعة، مثل المعجنات ، البطاطا المقلية والبيتزا ، فمن المتوقع أن تعانى من أعراض إنسحابية مشابهة لإنسحاب أعراض المخدرات بين مدمنى المخدرات. فقد توصلت الدراسة التى أجريت فى جامعة "ميتشيجان" الأمريكية ، إلى أن إرتفاع معدل الأطعمة المصنعة المتناولة بدرجة عالية يؤدى إلى الشعور بالحزن ، والتهيج ، والإرهاق والرغبة الشديدة فى تناول المزيد من الأطعمة السريعة. وقال الباحثون إن هذه التأثيرات الإنسحابية بلغت ذروتها خاصة خلال الفترة مابين يومين إلى خمسة أيام بعد توقفهم عن تناول الوجبات السريعة ، لتتراجع الآثار الجانبية السلبية مما يوازى الدورة الزمنية للأعراض الإنسحابية للمخدرات. وتشير الدراسة إلى أن أعراض الإنسحاب قد تتحدى التدخلات الغذائية فى الإسبوع الأول، والتى قد تسهم فى عودة الأشخاص إلى العادات السيئة وتناول الوجبات السريعة مرة أخرى. وقد ضمت الدراسة ، التى نشرت فى عدد سبتمبر من مجلة "الشهية"، 231 بالغا للإبلاغ عما حدث عندما خفضوا كمية الأطعمة التى تناولوها بشكل كبير فى العام الماضى. كانت الدراسات السابقة قد ركزت على أعراض إنسحاب تناول السكريات بين الحيوانات ، إلا أنها لا تقدم سوى أدلة غير مؤكدة فيما يتعلق بالإنسان .. وما يمكن أن يتفق عليه جميع الباحثين هو أن الصفات الإدمانية للتبغ أو المخدرات أو الكحول تؤثر على الدماغ بشكل مشابه وأن تقليصها يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية سلبية، القلق، والصداع، والتهيج والاكتئاب. وفي دراسة سابقة، وجد فريق الباحثين أن أولئك الذين تناولوا كميات من الطعام السريع كانت لديهم مستويات أعلى من الفثالات بنسبة 40٪ من أولئك الذين تناولوا الوجبات السريعة بشكل أقل، ولتكون النتائج واضحة بالنسبة للعلماء فقد قيموا ما إذا كان تناول الطعام بشكل عام- وليس فقط الطعام السريع- سيكون له نفس التأثير. وأخذوا بيانات من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية، والتي تم جمعها في 2005-2014. إجمالاً، تم سؤال المشاركين البالغ عددهم 10،253 عن استهلاكهم الغذائي خلال ال24 ساعة الماضية وبشكل أكثر تحديدًا، ما إذا كان قد تم طهيها في المنزل أو تناولها خارج المنزل. وهذه الدراسة هي الأولى التي تقارن بين التعرض للفثالات في الأشخاص الذين يتناولون الطعام والذين يتناولون وجبات الطعام المطبوخ في المنزل، فكان الأفراد الذين أبلغوا عن استهلاك المزيد من المطاعم والكافيتريات والوجبات السريعة كان لديهم مستويات فثالات أعلى بنسبة 35٪ تقريبًا من الأشخاص الذين تناولوا طعامًا في الغالب من متاجر البقالة. وتوضح أمي زوتا، أستاذ مساعد في الصحة البيئية والمهنية في جامعة جورج واشنطن أن هذه الدراسة تشير إلى أن الغذاء المعد في المنزل أقل احتمالاً لاحتواء مستويات عالية من الفثالات والمواد الكيميائية المرتبطة بمشاكل الخصوبة ومضاعفات الحمل ومشاكل صحية أخرى". وربما كان الأمر الأكثر إثارة للقلق، على الرغم من أن الروابط بين تناول الطعام خارج المنزل والتعرض للفثالات كانت مهمة في جميع الفئات العمرية، إلا أنه تم العثور على الروابط الأكثر قوة في المراهقين، حيث كان لدى المراهقين الذين يتناولون الطعام بانتظام 55% من مستويات الفثالات أعلى من الأشخاص الذين يتناولون الطعام في المنزل، لذا في الوقت الذي تكون فيه الهرمونات في مراحله الأكثر ظهورًا، تكون مستويات الفثالات في أعلى مستوياتها، مما يعطل الهرمونات.