خلقت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العديد من الأزمات داخل إدارته خلال العام الماضي، للحد الذي دفع أبناء حزبه للقلق بشأن مستقبل الحزب على المستوى السياسي، لا سيما في ظل حالة من الغضب سيطرت على مختلف الفئات الشعبية في الولاياتالمتحدةالأمريكية لأسباب مختلفة. واعتاد ترامب مواجهة كل الانتقادات الإعلامية والسياسية التي مصدرها الحزب الديمقراطي في بلاده بمنتهى الصرامة، بل ويتهمها بشكل رئيسي بفبركة العديد من الأخبار والتقارير التي تهدف للنيل من شعبيته وسياسات البيت الأبيض، غير أن الوضع الحالي بات الأخطر على مسيرة ترامب في البيت الأبيض، خاصة وأن الانتقادات تأتي من حزبه الجمهوري. ووفقًا لما أكدته شبكة CNBC الأمريكية، فإن نيل نيوهاوس، وهو أحد كبار مستطلعي الرأي الجمهوريين في الولاياتالمتحدة، حذر من عواقب سياسات وقرارات ترامب على مستقبل واشنطن، مشيرًا إلى أن الحزب الجمهورى قد يلمس آثار ذلك في الانتخابات النصفية. وأوضح نيوهاوس: "العامل الحاسم في الانتخابات لن يكون الاقتصاد المُحسن أو الزيادة المطردة في خلق الوظائف، ولكن سيكون شعور الناخبين نحو ترامب". رفض تنفيذ أوامره.. ماتيس عقبة ترامب الرئيسية في البيت الأبيض وأكد نيوهاوس الذي أسهم في تأسيس واحد من أكبر جهات استطلاع الرأي في الولاياتالمتحدة: "أغلبية الناخبين، بما في ذلك نسبة كبيرة من الذين يميلون إلى الحزب الجمهوري، لا يشعرون بالرضا تجاه الرئيس". وأقر نيوهاوس رؤيته الموثقة ضمن دراسة استندت إلى استطلاعات شعبية للرأي العام داخل الولاياتالمتحدة، وهو ما ما دق أول ناقوس خطر للحزب الجمهوري على مستوى الشعبية في البلاد. ومن جانبها، قالت الشبكة الأمريكية، إن الإحاطة الإعلامية التي نشرها نيوهاوس جاءت وسط حالة من الشد والجذب بين المسؤولين الجمهوريين مع اقتراب موعد انتخابات نوفمبر النصفية. وأشارت إلى أن هناك بالفعل حالة من القلق حيال تصاعد أسهم الديمقراطيين وتوسيع نطاق حالة ازدراء ترامب من جانب الجمهوريين المعتدلين، وهو الأمر الذي قد يعني مصاعب بالغة للمرشحين الجمهوريين في الانتخابات النصفية. ويخشى بعض الجمهوريين أن تكون أغلبيتهم في مجلس الشيوخ باتت في خطر أيضًا، وهو السيناريو الذي لم يكن من الممكن تصوره قبل بضعة أشهر بالنظر إلى خريطة مجلس الشيوخ المواتية للحزب الجمهوري. فضيحة جنسية تلاحق مرشح ترامب لعضوية المحكمة العليا وحسب CNBC فإن الجمهوريين لا يزالون متفوقين في سباق السيطرة على مجلس الشيوخ، غير أن مسؤولي الحزب يشعرون بقلق متزايد من أن المرشحين في الولايات ذات الميول المحافظة مثل ميسوري وإنديانا يعانون من ضعف الأداء، كما أن هناك مخاوف على المرشحين الجمهوريين في ولايات مثل تكساس وتينيسي. وأخبر نيوهاوس مسؤولي البيت الأبيض أن ترامب قد يستميل المعتدلين والمستقلين من خلال التأكيد أن الأغلبية الديمقراطية ستكون خارج التيار الرئيسي حول قضايا مثل الرعاية الصحية التي تمولها الحكومة، وهي السياسة التي رشحها خبراء استراتيجيون في الحزب الجمهوري. وفي السياق ذاته، حذر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الأسبوع الماضي، من أن كل المنافسات الانتخابية لن تكون محسومة مسبقًا. ولم تكن الصورة بكاملها سوداء في تقرير نيوهاوس، الذي أكد أن "العديد من الناخبين الجمهوريين المعتدلين لا يعتقدون أن هناك أي شيء على المحك في هذه الانتخابات". وأرجع نيوهاوس هذا الاعتقاد في جزء منه إلى عدم الاكتراث بالاستطلاعات العامة، مستشهدًا بأن معظمها رجح كفة المرشحة الديمقراطية ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون للفوز بالانتخابات الرئاسية في 2016. ومن ناحية أخرى، أكد مساعدو البيت الأبيض أن ترامب يحصل بشكل فعلي على إحاطات منتظمة حول المشهد السياسي، وهو على دراية بالاستطلاعات القاتمة. الروس والانتخابات السبب.. دوافع سياسية تدفع قدامى CIA للتكتل أمام ترامب وقال مساعدون للرئيس في البيت الأبيض، إن أحاديث ترامب الرصينة من مسؤولي الحزب الجمهوري، لم تمنع قياداته من القلق، خاصة وأنهم مستحضرون مشهد فوزه بالرئاسة، والذي كان مفاجئًا بشكل واضح للعديد من الأوساط السياسية حول العالم في 2016. ودخل الرئيس الأمريكي في أزمات بالغة الصعوبة مع أعضاء إدارته، بما في ذلك وزير الدفاع جيم ماتيس، والذي اختلف خلال الفترة الماضية كثيرًا مع ترامب، للحد الذي دفع الرئيس الأمريكي بأن ماتيس يمتلك ميولًا داخلية نحو الديمقراطيين، وهو الأمر الذي أكده عدد غير بسيط من المسؤولين في الإدارة الأمريكية.