كتب - إسلام عبد الخالق ومحمد فتحي فوجئ أهالي مدينة صان الحجر، والتي تُعد عاصمة مصر القديمة بمحافظة الشرقية، اليوم الإثنين، بمجموعة من الأوناش والمقطورات كبيرة الحجم، تحضر من خارج المحافظة لنقل مجموعة من الآثار إلى مكان غير معلوم، وزعم بعض الأهالي نقلها للعاصمة الإدارية الجديدة. وتجمهر أهالي المدينة أمام المقطورات الكبيرة، فيما حضرت سيارات الشرطة وقوات الأمن إلى المكان؛ بعدما سيطر الغضب على الجميع عقب نقل 3 مسلات فرعونية من آثار مصر القديمة. نقلوا 3 مسلات ورأس تمثال».. قالها سامح الأسد، من أهالي قرية سعود بمدينة الحسينية، منوهًا بأن عملية النقل بدأت في ساعات متأخرة من مساء أمس الأحد، بعدما حضرت «كساحات» ومقطورات كبيرة إلى المدينة لنقل الآثار إلى العاصمة الإدارية الجديدة. وأضاف الأسد، أن آثار صان الحجر هي التاريخ الباقي لأبناء قطاع الشمال بمحافظة الشرقية بصورة عامة، خاصةً وأنها تُمثل نحو 20% من الآثار القديمة، مطالبًا المسؤولين بالعدول عن فكرة النقل: «دي الحاجة الحلوة اللي باقية لنا، وصعب جدًا لما تشوف تاريخك بيروح قصاد عينك». والتقط محمد طه، من أبناء مدينة الحسينية، أطراف الحديث، موضحًا أن قرار إنشاء كلية آثار بصان الحجر فتح الباب أمام خيال الأهالي بأن المسؤولين تذكروا أخيرًا عاصمة مصر القديمة، وأن الجميع سيحضر إلى المدينة لما تمثله من أهمية تاريخية. وأشار طه إلى أن عملية نقل المسلات ورأس أحد التماثيل القديمة جاء ليُدلل على أن هناك أنباء غير سارة في انتظار أهل قطاع الشمال بأسره: «الخدمات عندنا مش موجودة وراضيين وبنقول عندنا تاريخ مصر القديمة وآثار مش موجودة في العالم كله، لكن نصحى في يوم نلاقي الآثار بتتنقل واحدة واحدة قصاد عنينا دي بقى حاجة لا يمكن نسكت عليها». وأوضح أحد أهالي صان الحجر، والذي فضل عدم ذكر اسمه، أن عملية نقل آثار المدينة إلى العاصمة الإدارية الجديدة أمر في غاية الخطورة، خاصةً وأن الآثار الموجودة تحت الآرض أكبر بكثير من الموجودة فوقها، وهو ما سيفتح الباب بدوره لعمليات التنقيب الليلية في غياب الحراسة. وشدد، على أن آثار صان الحجر هي البسمة الوحيدة لأهل المدينة والمدن المجاورة: «تاريخنا وتارخ أجدادنا وعايشيين على أمل الناس تزورنا وتبقى المدينة منطقة أثرية في يوم من الأيام، لكن شكل الأمل مضايق ناس كتير مسؤولين ومش من حق الناس حتى تحب آثارها». كلمات ابن صان الحجر أعقبها وقفة احتجاجية كبيرة ضمت العشرات من أبناء المدينة، والذين حضروا لمنع نقل أي أثر آخر، فيما حضرت سيارات الشرطة ورجال الأمن إلى المنطقة. من جانبه، قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات ل«التحرير»، إن الوزارة تسعى لنقل 3 مسلات من مركز صان الحجر بالشرقية، إلى المتحف المصري الكبير بميدان الرماية، نافيًا ما تردد من إشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بشأن نقلهم إلى العاصمة الإدارية الجديدة. وقال النائب رائف تمراز، عضو مجلس النواب عن دائرة الحسينية ووكيل لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي بالمجلس، إن رئيس هيئة الآثار «عاوز يخرب صان الحجر». وأضاف تمراز، في تصريحات صحفية، اليوم الإثنين، أن 15 مقطورة كبيرة الحجم حضرت إلى المدينة أمس الأحد، حيث تم نقل بعض المسلات ورأس أحد التماثيل الموجودة بالمدينة إلى جهة غير معلومة خارج المدينة، وحينما سأل رئيس متحف صان الحجر عن أسباب النقل، أوضح أنها تمت ب«مكالمة هاتفية» من الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، ورئيس هيئة الآثار المصرية، وأن النقل تم إلى جهة «غير معلومة»، فيما أوضح الأهالي أن الآثار ذهبت إلى العاصمة الإدارية الجديدة. وشدد تمراز، على أنه متواجد حاليًا بمجلس الوزراء لمقابلة المهندس مصطفى مدبولي، وزير الآثار، وأن سيقوم بإبلاغه برفض أهالي دائرته وأهل قطاع الشمال جميعهم برفض النقل، وضرورة تدخل رئيس الوزراء لوقف «المهزلة». وأشار عضو مجلس النواب عن دائرة الحسينية ووكيل لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي بالمجلس، إلى أن نقل الآثار خارج المدينة سيهدد مستقبل وأحلام أبناء صان الحجر، نظرًا لعدم وجود صناعات أو حرف تميز قطاع الشمال، فيما كان يأمل الأهالي بتحويل المكان إلى منطقة أثرية من شأنها أن تجعل الوفود السياحية تزور المكان باستمرار للتعرف على آثار مصر القديمة.