أضاعه فقدان الحب الأول.. ما وراء نزوات سعد لمجرد

يبدو أننا أصبحنا أمام حقيقة لا يُنكرها عاقل، وهي أن الفنان سعد لمجرد لم يُقدّر ما وصل إليه من نجومية خلال السنوات القليلة الماضية، وأهدّرها بالانسياق لرغباته وشهواته، حيث تم اتهامه باغتصاب فتاة مجددًا، بعدما أعلنت النيابة العامة الفرنسية في مدينة دراغينيان، أن المغني المغربي الشاب موقوف منذ صباح الأحد في مركز الدرك في سان تروبيه جنوبي البلاد، على ذمة التحقيق لمدة 24 ساعة قابلة للتجديد، بناء على شكوى رفعتها ضده امرأة أخرى تتهمه فيها بالاعتداء عليها جنسيًا ليلة السبت.
وقالت وسائل إعلام مغربية، إن فتاة قضت سهرة، ليلة السبت، مع الفنان المشهور قبل أن يقوم باستدراجها إلى غرفة نومه بأحد الفنادق من أجل الحديث معها، إلا أن الأمر تطور إلى تعنيف واغتصاب، لتتقدم الفتاة بشكوى إلى الأمن، ونقلت عن والد لمجرد البشير عبدو، أنه فشل أمس الأحد في الاتصال بابنه، للتأكد من خبر اعتقاله.
والمغني المغربي ملاحق من الأصل في فرنسا بتهمة اغتصاب شابة تُدعى لورا بريول، تبلغ من العمر 20 عامًا في غرفة فندق في باريس، وقد وجّه إليه القضاء رسميًا في أكتوبر 2016، تهمة الاغتصاب مع ظروف مشددة للعقوبة، وأودعه السجن بانتظار محاكمته، وظل لمجرد خلف القضبان حتى أبريل 2017 حين وافق القضاء على منحه إطلاق سراح مشروطًا بوضعه سوارًا إلكترونيًا، وقد سمح له بالسفر إلى المغرب في مارس الماضي.
ولكن في 11 أبريل الماضي وجّه القضاء الفرنسي إلى سعد لمجرد تهمة اغتصاب جديدة بناء على دعوى تقدّمت بها ضده شابة فرنسية من أصل مغربي تتهمه فيها بأنه اعتدى عليها جنسيًا وضربها في مدينة الدار البيضاء المغربية عام 2015، كما أن القضاء الأميركي كان قد وجه للفنان الشاب تهمة الاغتصاب في واقعة تعود إلى العام 2010 أثناء إقامته هناك ليُتابع دراسته، لكن هذه الدعوى أُسقطت لاحقًا.
ورغم أن كثير من الفنانين قد دافعوا مرارًا عن لمجرد، وتم تداول له مقاطع فيديو أثناء قراءته القرآن تارةً، وأخرى أثناء إمامته لمصلين، مع عبارات مصاحبة تُشير إلى عذوبة صوت هذا الشاب، وخرجت أقاويل وأقلام مغربية تُشير إلى تورط الجزائر في اتهامه للقضاء على نجمهم الشاب الذي كسر كل الأرقام القياسية، ورغم أن لمجرد دافع عن نفسه وأنكر اتهامه مرارًا، إلا أن تكرار نفس التهم يؤكد أن نجم المغرب الأول متورط في مثل هذه الأفعال.
ويبدو أن هذه المرة لن يجد لمجرد من يقف بجانبه ويدافع عنه كما حدث في السابق، الفنانة التونسية هند صبري بدأت الهجوم عليه مبكرًا صباح اليوم، وكتبت عبر "تويتر": "كنت من الناس الذين استبعدوا اتهامه الأول، لكن التكرار قتل الشك، هذا الشاب استهتر بنفسه وبجمهوره ولا يستحق أن يكون نجمًا أو قدوة لأحد".
من هو سعد لمجرد؟
سعد لمجرد المولود في الرباط 7 أبريل 1985، لأسرة فنية، فوالده الفنان المغربي البشير عبدو، ووالدته الممثلة المغربية نزهة الركراكي، التحق بالمعهد الموسيقي لدارسة أصول الموسيقى والغناء، ظهر على الساحة الفنية العربية منذ العام 2007، بعد مشاركته في برنامج سوبر ستار في موسمه الرابع، فحل في المركز الثاني بعد صاحب اللقب مروان علي وحلت التونسية يسرى محنوش ثالثة.
في العام 2008 شارك في مسابقة غنائية لبنانية بعنوان "لمين الغنية؟"، وقدّم أغنية "بحب اللي بيكرهني" من كلمات وألحان سهيل فارس، وقرر مبكرًا أن يُنتج أعماله لنفسه بعدما لم يجد من يدعمه، وطرح أول عمل له "واعديني" على شكل فيديو كليب الذي صُوّر في كاليفورنيا في 2009، وقدّم في نفس العام دويتو غنائي باسم "عزيز وغالي" مع والده البشير عبدو.
العام 2012 أطلق لمجرد أغنية "سالينا" التي منحته انتشارًا قليلًا، ثم طرح ألبومه الوحيد "ولا عليك" (2013)، وحقق نجاحًا كبيرًا في المغرب خاصةً أغنية "مال حبيبي مالو"، حتى استطاع أن يحقق شهرة واسعة في العالم العربي فور إطلاقه أغنية "أنتِ باغية واحد" (2014)، والذي رُشح عنها للجائزة العالمية MTV EMA.
في العام 2015 كان ينتظره الناجح الأهم في مشواره، من خلال أغنية "لمعلم" والتي حققت حتى الآن مشاهدات 660 مليون مشاهدة، لتصبح الأكثر مشاهدةً في عالم الأغنية العربية، بينما حظي صاحبها بجماهيرية كبيرة مكنته في حصد مشاهدات ضخمة أيضًا في أغاني لاحقة، منها "غلطانة" (204 مليون مشاهدة)، "أنا ماشي ساهل" (163 مليون مشاهدة)، "LET GO" التي أطلقها عقب خروجها من السجن وحققت 143 مليون مشاهدة، وغيرها.
ثمين.. والحب الأول
ومنذ أن ظهر لمجرد (33 عامًا) على الساحة في 2007، وعُرف بتقديره وحبه الكبير لزوجته الباكستانية "ثمين"، والتي ظهر اسمها لأول مرة خلال مشاركته في "سوبر ستار"، حيث وجه لها التحية وأهدى لها مشاركته في البرنامج، واعترف لها بالجميل، قبل أن يشاهد الجميع وجهها بين الجمهور.
وقبل صعوده لخشبة المسرح، لأداء أغنية "بعيد عنك" لأم كلثوم، وجّه لمجرد التحية لزوجته آنذاك، وأهداها لها، قائلًا: "أحب أن أُقدم أحلى تحية للإنسانة العزيزة عليّا كثيرًا وهي زوجتي ثمين التي أُحبها كتير كتير كتير، لم أراها منذ 4 أشهر، أدين لها بالفضل، ساعدتني كثيرًا في حياتي بصفة عامة، وهي من أوصلتني لهذه المرحلة في حياتي الفنية، وتساعدني في السوبر ستار، أحب أن أقدّم لها التحية وأن أقول لها شكرًا شكرًا شكرًا يا ثمين".
أبدع لمجرد في الأغنية التي تشكو من هجر الحبيب، بشهادة لجنة الحكم التي نسبت أداءه الجيد هذه المرة لحضور الزوجة الغائبة عنه منذ فترة، وظل يشدو بكلمات الأغنية: "نسيت النوم وأحلامه.. نسيت لياليه وأيامه.. بعيد عنك حياتي عذاب.. متبعدنيش بعيد عنك.. مليش غير الدموع أحباب.. معاها بعيش بعيد عنك".
لم يكتفي لمجرد (22 عامًا آنذاك) بذلك فحسب، بل عندما فرغ من أغنية الست، كرر تحيته وشكره مجددًا لزوجته، قائلًا: "أحب أشكر أول شيء زوجتي ثمين، شكرًا شكرًا على الحضور الليلة، وشكرًا على أنك من شجعني، كنتي معي من أول المشوار ولا زلتي تدعميني".
حينما طغت مشاعر سعد على الحضور وتعلُقه بالحب الأول وتقديره لسيدته، توجه مقدّم البرنامج إلى "ثمين"، ومن جانبها قالت: "أنا سعيدة جدًا به، رغم إني لم أراه منذ 4 أشهر إلا أني كنت دائمًا بجواره"، وحينما سألها عن توقعها بتغيُره بعد النجومية أم لا، فقالت: "هو دائمًا كان نجمًا ولا أخشى من ذلك".
ورغم هذا الود الذي بدا بينهما خلال البرنامج، أعلن سعد لمجرد أن العلاقة بينهما انتهت بالانفصال، وأوضح خلال لقاء له مع "شوف TV" منذ عامين: "انفصلنا منذ فترة بعيدة، وقدّمتها للجمهور في سوبر ستار لأنها ساعدتني كثيرًا ولا أنكر فضلها عليّ، وأقل شيء كنت أُقدّمها للناس وأكبّر بها، شكرًا لها".
في حوار آخر له ببرنامج "ليلة سمر" عبر فضائية "MBC مصر"، بدا سعد متوترًا للغاية حينما حدّثته مقدّمة البرنامج سمر يسري حول "ثمين"، وسألته: "كانت بتغير عليك؟"، فرد: "كل الناس مرت بالتجربة"، فسألته: "إيه اللي حصل؟"، فرد: "لا تعليق"، فسألته: "طيب بعدها في حد؟"، فقال: "لا.. إن شاء الله ألاقيها"، وطلب من الجمهور التصفيق قائلًا: "السؤال التالي رجاءً"، وعليه احترمت سمر خصوصيته وتجاوزا النقطة.
ومنذ أن اختفت "ثمين" من حياة سعد لمجرد التي يدين لها بالفضل وأنها من أوصلته إلى هذه المرحلة وكوّنه أحد أكثر نجوم الوطن العربي جماهيرية، وأصبحت نجاحاته في خطر، بسبب حماقات كبرى لا يكف عنها، توشك أن تُضيع كل ما وصل إليه.