استهدفت الولاياتالمتحدةالأمريكية بموجتها الجديدة من العقوبات الموجهة ضد روسيا العديد من الملفات، والعلاقات الوثيقة التي تجمع موسكوبكوريا الشمالية، وهي الروابط التي تمتد منذ ما يقرب من 70 عامًا، قدمت خلالها روسيا العديد من المواقف التي أثبتت بشكل واضح مدى متانة التحالف مع بيونج يانج، متحدية بذلك التوجه العام في المجتمع الدولي ضد حليفتها الآسيوية. وأعلنت إدارة ترامب عن سلسلة من العقوبات أمس الثلاثاء تستهدف روسيا، بما في ذلك السفن التي تسلم نفطها إلى كوريا الشمالية، وذلك رغمًا عن العقوبات المستمرة، بالإضافة إلى الشركات البحرية التي تزود الجيش الروسي. اقرأ أيضًا: كوريا الشمالية تطالب بوقف العقوبات: تمثل إبادة جماعية السفن التي تمتلكها الشركات في روسيا، والتي تتخذ من فلاديفوستوك مقرًا لها، وتعمل لحساب شركة بريموري للشحن البحري وشركة جودزون للملاحة الدولية، تحدت بشكل واضح العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية من خلال الانخراط في عمليات نقل موسعة مع بيونج يانج، وهي الروابط التي تنقل البضائع المهربة إلى بيونج يانج عبر الموانئ الكورية الشمالية، حسب ما جاء في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. فإدارة ترامب حذرت من هذه الممارسة لعدة أشهر، لكن بينما كانت المفاوضات مع كوريا الشمالية تسير على ما يرام، غضت الإدارة الأمريكية الطرف عن المشكلة إلى حد كبير، لا سيما بعد اللقاء الذي جمع ترامب بزعيم كوريا الشمالية في سنغافورة. وفي الأشهر التي تلت اجتماع القمة بين الزعيمين في يونيو الماضي، أظهر الزعيم الكوري الشمالي القليل من الإشارات إلى أنه ينوي تسليم أسلحته النووية أو الباليستية، أو حتى إبطاء تصنيع نماذج جديدة، ونتيجة لذلك عاودت إدارة ترامب مجددا للضغط اقتصاديًا على بيونج يانج لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه على طاولة المفاوضات. وبالمثل، يرى ترامب أن عقد اجتماع قمة في يوليو بمدينة هلسنكي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا يعني أن حكومته ستكف عن الضغط المتزايد على موسكو، ولذلك نمت هذه الضغوط بطريقة واضحة، ما أدى إلى فرض عقوبات ضد مجموعة متنوعة من الشركات البحرية والوكالات الحكومية الروسية، التي تملك روابط تجارية وثيقة مع كوريا الشمالية، بما في ذلك الكيانات المعنية بالصناعات العسكرية التي يستخدمها الجيش في روسيا. اقرأ أيضًا: ما الذي تريده كوريا الشمالية مقابل وقف تجاربها النووية؟ وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين في بيان صحفي: "واشنطن تعطل الجهود الروسية للالتفاف على عقوباتنا، والعقوبات الجديدة ضد هذه الجهات الخادعة أمر بالغ الأهمية لضمان أن الجمهور على دراية بالتكتيكات التي تقوم بها الأطراف المعينة، وأن هؤلاء الممثلين لا يزالون محجوبين عن النظام المالي الأمريكي". وتأتي العقوبات الجديدة ضد روسيا في الوقت الذي أصدرت فيه مايكروسوفت تقريرًا يشير إلى أن وحدة الاستخبارات العسكرية الروسية التي سعت للتأثير على انتخابات عام 2016 تستهدف الآن مراكز فكرية واضحة ومحددة في الولاياتالمتحدة، مما دفعها إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد موسكو. العلاقات التي تجمع روسياوكوريا الشمالية تبدو وثيقة وذات جذور تاريخية طويلة، وشملت العديد من المواقف والمحطات التي رسمت مستويات العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين موسكووبيونج يانج عبر عشرات السنين، حيث كانت البداية في ستينيات القرن الماضي، عندما بنت روسيا 93 مصنعًا بتقنيات متطورة لكوريا الشمالية، ثم عززت ذلك بعد عقدين بعلاقات تجارية واقتصادية غير مسبوقة، حصلت خلالها بيونج على 60% من أرباح عن طريق تجارتها مع روسيا في الثمانينيات. اقرأ أيضًا: هل خدعت كوريا الشماليةواشنطن مجددًا بشأن أسلحتها النووية؟ فروسيا على المستوى الإنساني، قدمت مساعدات وأغذية بقيمة 7 مليارات روبل لكوريا الشمالية وقت المجاعة في التسعينيات، كما حرصت على إمدادها بشحنات متفاوتة الكميات والهوية، كان أشهرها منحها 50 ألف طن من القمح في صورة مساعدات غير تجارية، كما أرسلت أيضًا 10 آلاف طن من الحبوب ضمن برنامج الأغذية العالمي.